التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 12:10 ص , بتوقيت القاهرة

نجا من الموج فطارده تاجر بشر.. حكاية شاب فشل في الهجرة

<p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">شبح الموت يطل برأسه، من كل موجة تضرب سفينته البدائية، يلصق جسده بزملائه لا إراديا، لا يدري إن كان ذلك بسبب رغبته في الهروب من العواصف الباردة، أما التدرع برفقاء الرحلة لحمايته من جبال الموت المائية. نسي حلم الستر الذي ظن أنه موجود في روما، والأموال التي أنفقتها والدته كي يسافر، فالحياة أغلى من كل ذلك، وبعد 9 أيام من مواجهة الموت، وجد نفسه وزملاءه على سواحل إيطاليا.</span></strong></p><p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">تكبيرات وأحضان ودموع السعادة ارتسمت في عينيه وأعين زملائه أمام خفر السواحل الإيطاليين، الذين عثروا عليهم، واقتادوهم إلى أحد مقرات الاحتجاز، ليقبع فيها محمد سالم، ذو الـ28 عاما نحو 20 يوما، تذكر خلالها قريته وقطعة الأرض الصغيرة التي كان يرعاها، والجاموسة التي يعتني بها، في قريته بمركز كوم حماده في محافظة البحيرة، وأمه التي ضحّت بكل ما تملك، بل وورّطت نفسها في التوقيع على إيصال أمانة كي تحقق له حلم التخلص من الفقر، وأخيرا عاد إلى أرض الوطن، ليجد نفسه مطاردا من جديد، لكن هذه المرة من أبناء بلده.</span></strong></p><p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">ويكمل محمد سالم قصته لـ"دوت مصر"، قائلا إن أفضل وظيفة عمل بها في مصر، كان يتقاضى منها 1200 جنيه، مقابل 12 ساعة عملا، وفي النهاية تركها وقرر الجلوس لرعاية أرضه الزراعية الصغيرة ووالدته المسنة، التي قررت أن تضحي بكل ما تملك كي تمكنه من السفر إلى إيطاليا، لعله يجد فيها مستقبله.</span></strong></p><p style="text-align: justify;"> </p><p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">اتفقت الوالدة مع شخص يدعى "سعيد"، يعمل على تهجير الشباب بشكل غير شرعي، على تسفير ابنها، عبر وسيط اسمه "محروس"، ومقابل ذلك دفعت له 30 ألف جنيه، بالإضافة إلى توقيعها على إيصال أمانة، كي يضمن "سعيد" ألا تبلغ الأم عنه السلطات، إذا ما غرق ابنها في البحر المتوسط خلال رحلته، أو لا يوفق في العمل، بحسب محمد.</span></strong></p><p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">بعد العودة من رحلة الموت، ذهبت والدة محمد إلى سعيد تطلب منه الـ30 ألفا التي تقاضاها، فرفض، ونهرها، فاضطرت لتقديم بلاغ إلى</span></strong><strong><span dir="RTL"> <strong>مباحث الأموال العامة ضده، تتهمه فيه بالنصب. وكي تتنازل الأم عن بلاغها، أعطاها "سعيد" إيصال أمانة مزورا، غير الذي وقّعت عليه، وفي اليوم التالي رفع دعوى قضائية ضدها، بتهمة تبديد الأمانة التي لم تتسلمها من الأساس، هكذا روى محمد.</strong></span></strong></p><p style="text-align: justify;"><strong><span dir="RTL">يكمل الشاب التعس حكايته: لم يكتف سعيد بما فعله، بل أطلق أنصاره النيران على خالي وابنه فأصيبا بطلقات خرطوش في الوجه والقدم، كي يردعوا عائلتنا عن شكاية زعيمهم، فقدمنا بلاغا ضدهم، وأثبتت الشرطة أن أنصار سعيد هم من أطلقوا النيران بالفعل، وأمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم، ولكن بعد كل ذلك ضاعت أموالي وحلمي معا.</span></strong></p>