التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 03:43 م , بتوقيت القاهرة

مصدر سيادي: السيسي يحاول إحداث توزان بين أمريكا ورسيا

<p dir="RTL" style="text-align: justify;">كشف مصدر سيادي أن مغزى رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السفير الكوبي، والتي تدعو لتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو إحداث توزان بين المتناحرتين "أمريكا وروسيا".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وقال المصدر، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن أمريكا تحاول احتواء كوبا، في محاولة منها للضغط على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا الأخيرة، في حين تحاول روسيا الاحتفاظ بقوتها من خلال التنسيق المستمر مع الدول التي تتفق واستراتيجياتها العامة والممثلة في الفكر الاشتراكي.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأضاف "يبدو أن زهر النرد سينتقل إلى المربعات الأمامية في مربعات الشطرنج"، موضحا طبيعة التحركات السياسية التي تديرها مصر خلال الفترة الأخيرة مع أمريكا، وواصفا التحركات الدبلوماسية المصرية الكوبية بـ"الذكية"، خاصة أن أمريكا تستمر في الضغط على مصر بشتى الطرق لإثبات وجودها في المنطقة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأشار إلى أن التنسيقات الخارجية التي يديرها الرئيس عبدالفتاح السيسي تمثل قفزات لا يمكن أن تستوعبها أمريكا، والتي تمثلت مؤخرا في رحلة رئاسية رسمية ومعلنة إلى دول الصين متزامنة مع توطيد العلاقات مع كوريا وكوبا في الوقت ذاته.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وصف المصدر السيادي طبيعة العلاقات المصرية الكوبية خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وما تلاها من رؤساء بـ"التقليدية"، لأن مصر كانت تحافظ على علاقاتها مع الجانب الأمريكي، وتفضل إرساء مبدأ "السلامة" وعدم الدخول في مواجهات معها لاعتبارات سياسية مختلفة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">هذا المبدأ، وفق المصدر، تبدل بعد 25 يناير، لظهور الأجندات الخارجية التي تهدف لتكرار مسلسل سقوط الدول بأيدي شعوبها، الذي شهدته المنطقة العربية ضمن ما يسمى "الربيع العربي"، وهو ما دفع مصر لتغيير بوصلة التنسيقات الخارجية، والخروج من انحصار التعاون مع أمريكا فقط، والانفتاح على العالم وأولهم روسيا، بحكم خلفيتها العسكرية والسياسية الكبرى وما تمثله من قيمة سياسية في العالم وأمام أمريكا.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>البوابة الخلفية لصراعات الكبار</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">ولفت المصدر إلى أن الهدف الرئيسي لمصر بعد رسالة الرئيس إلى السفير الكوبي هو الاستحواذ على مكاسب  دور "رمانه الميزان" المقرر أن تلعبه مصر، فمن ناحية تقوم بتقليل حدة الضغوط التي تمارسها أمريكا عليها، بحكم حاجة الأخيرة إليها، حيث ستكون مصر البوابة الخلفية لإدارة الوضع بين أمريكا وكوبا، بحكم أن علاقات مصر التاريخية مع كوبا معروفة للجميع، ومن الناحية الأخرى توطد علاقتها بروسيا من خلال إظهار قوة سياسية متساوية معها بناء على تاريخ العلاقات الذي يجمع مصر وباقي الدول ذات الخلفية الاشتراكية.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>توقيت الرسالة</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أوضح المصدر أن توقيت الرسالة التي وجهها السيسي إلى السفير الكوبي لاورانو رودريجز يتزامن والعودة الدبلوماسية في العلاقات بين أمريكا وكوبا، وهذا الأمر رحبت به كل الدول الأوروبية والعربية والدولية، وعليه فكان يجب على مصر أن تهنئ كوبا بهذه الخطوة، التى لا تعتبر مكسبا حقيقيا على أرض الواقع بين الدولتين الأمريكية والكوبية، بحسب توضيحه، لكنها فقط محاولة أمريكية لسحب البساط  من روسيا.</p>