التوقيت الثلاثاء، 14 مايو 2024
التوقيت 10:01 ص , بتوقيت القاهرة

"نيوزويك": أوباما يواجه اختيارات صعبة مع النظام المصري

<p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الرئيس باراك أوباما يتحسس طريقه في التعامل مع النظام المصري بالرغم من الطريقة التي يعامل بها ذلك النظام المعارضين السياسيين، مشيرة إلى أن أوباما يواجهه اختيارات صعبة، فمن ناحية يدرك فيها أهمية الدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر للولايات المتحدة في مجال الحرب ضد الإرهاب والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، وهو ما منعه من وصف الإطاحة بمرسي على أنه "انقلاب".</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;"> وذكرت المجلة في تحليلها أن أوباما إذا تجرأ ووصف ما حدث "بانقلاب" فإن هذا سيعني حسب القانون الأمريكي وقف جميع أشكال التعاون بين الولايات المتحدة ومصر . ولكن أوباما- حسب المجلة- يصر على أن يظهر بدور المدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وهي المطالب التي نادت بها شعوب الربيع العربي، ما دفعه إلى الامتناع عن منح مصر مئات الملايين من الدولارات في صورة مساعدات عسكرية ليعبر بهذا عن قلقه حول سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);">تنحية حقوق الإنسان</span></p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">ولكن الواضح، حسب المجلة، أن قلق واشنطن بخصوص حقوق الإنسان في مصر، نُحي جانباً بعد سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب، وتصاعد نجم داعش،  والمساعدات الاقتصادية الضخمة التي تلقتها مصر من دول الخليج ما أفقد الضغط الأمريكي على مصر لقوته، بل وأدى إلى انصياع واشنطن لدرجة دفعت الرئيس الأمريكي إلى توقيع تشريع يسمح له بتقديم أولوية الأمن الوطني على أى تحفظات تجاه سجل مصر في حقوق الإنسان، ما يعني رفع الحظر على المساعدات الأمريكية بغض النظر عن التزام مصر بإجراء انتخابات حرة نزيهة والدفاع عن حقوق الأقليات.</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">ونقلت المجلة عن ستيفن كوك الخبير في الشأن المصري لدى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي قوله: "يمكننا أن نشجب النظام المصري بأقسى الألفاظ بخصوص انتهاكه للمبادئ الديمقراطية، ولكن لن يغير هذا أي شئ في الأمر".  فحسبما يقول التقرير، الطريق الذي تسلكه واشنطن في التصدي للشأن المصري يمثل منعطفاً حاداً عن العام الماضي، حينما فرض السيناتور باتريك ليهي عدة شروط على مصر في مقابل رفع الحظر عن المساعدات الأمريكية.</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);">دهشة مصرية</span></p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">ويوضح كوك موقف مصر تجاه الولايات المتحدة بأنه يحيط به الاندهاش من التصرفات الأمريكية "شعر المصريون بالحيرة تجاه إدارة أوباما متسائلين عما هي مشكلة الولايات المتحدة معهم ، فواشنطن كانت تسعى طوال 30 عاماً في أن ترى توافقاً يسود الشرق الأوسط، والمصريون يقولون أنه حدث بالفعل فدول الخليج ومصر وإسرائيل كلها تقف في وجه داعش والإرهاب، فلماذا إذن تولول واشنطن حول حقوق الإنسان والإخوان، بينما تواجه مصر تحديات أكبر مثل داعش وإيران".</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">وتقول المجلة إن التشريع الذي وافق عليه أوباما حفظ ماء وجه واشنطن فحسبما قالت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نحن نرحب بالمرونة التي يتسم بها مشروع القانون لترسيخ علاقتنا الاستراتيجية بمصر والحفاظ على مصالح أمننا القومي".</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);">إحباط حقوقي</span></p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">وعلى الجانب الأخر تشير المجلة إلى الإحباط الذي تملك جماعات حقوق الإنسان نتيجة التغيير الذي أصاب موقف واشنطن إلا أنهم يشيرون إلى بقعة ضوء، وسط موقف واشنطن المحبط، تمثلها مجهودات سوزان رايس مستشارة أوباما لشؤون الأمن القومي والتي تدفع واشنطن إلى التشدد في مواجهة القاهرة، ويضرب النشطاء مثال على ذلك في مكالمة أوباما الأخيرة للسيسي والتي أعرب فيها الرئيس الأمريكي عن قلقه إزاء المحاكمات الجماعية واعتقال الصحفيين والنشطاء السلميين في مصر .</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">وهناك من يتحدث في واشنطن عن تغيير طريقة إيصال المساعدات الأمريكية لمصر فبدلاً من تسديدها دفعة واحدة كل عام يقترح البعض تسديدها على دفعات على مدار العام ما يحرم مصر من الاستفادة من ملايين الدولارات من الفائدة لتكون وسيلة جديدة للضغط على مصر في حال خروجها عن النص الذي وضعته واشنطن لها.</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);">محاولات مضحكة</span></p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">لكن المجلة تعتبر أيضا أن هذه المحاولات "مضحكة"، فمصر تلقت من دول الخليج مساعدات ضخمة بلغت 32 مليار دولار ما يجعل المليار ونصف الذي تمنحه واشنطن لها أمراً لا يذكر كما أن تأخير المساعدات العسكرية دفع مصر في اتجاه روسيا حيث وقعت معها عقداً بـ 3 مليارات دولار للحصول على أسلحة متقدمة مثل ميج 35 .</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">وأخيراً تشير المجلة إلى أنه على الرغم من عودة المساعدات الأمريكية إلى مصر دون أي شروط،  إلا أن العلاقة بين الاثنين لازالت تعاني من الندبات، فالمصريون لازالوا يرفضون الاستماع لنصائح واشنطن بصرف أموال المساعدات على مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود بدلاً من شراء الطائرات والمدرعات لتحسين صورة مصر في المنطقة من الناحية العسكرية.</p><p style="font-size: 17.7777786254883px; line-height: 34px;">ومن جانب آخر فلا عزاء للمدافعين عن حقوق الإنسان فحتى صحفيي الجزيرة المحبوسين في مصر ليس لهم أمل في الحرية سوى حدوث تقارب بين مصر وقطر، فالاعتماد على واشنطن في هذا الشأن لن يكون مجدياً حسبما يوضح أحد الضباط الأمريكيين، المتعاونين مع الجيش المصري، قائلاً: "لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية لديها القدرة على الضغط بالقوة المناسبة على مصر".</p>