التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 10:02 م , بتوقيت القاهرة

فورين بوليسي: "التمويل" كلمة السر في علاقة القاهرة بواشنطن

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">قال تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن مصر تحتاج إلى واشنطن في حربها ضد الإرهاب. </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأشار التقرير الذي كتبه ستيفن كوك حول العلاقات المصرية الأمريكية إلى أنه بينما ترسل الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي لقتال داعش، وتشن الغارات الجوية بشكل متواصل، فإن مصر في حربها ضد الإرهاب تحتاج من واشنطن شيئين فقط هما الثقة والمال.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وبحسب المجلة الأمريكية فإن إصرار المسئولين العسكريين المصريين على تسليح الجيش بطائرات <span dir="LTR">F-16</span> والأباتشي، ورفضهم توصيات نظرائهم الأمريكيين باستخدام أسلحة مضادة للإرهاب بوصفها تهديدات القرن الواحد والعشرين، يعكس عدم الثقة بين واشنطن والقاهرة، ويدل على التوتر الذي شاب العلاقات طوال عقد كامل، وأن قادة الجيش المصري لن يشعروا بالثقة والدعم الأمريكي إلا من خلال الأسلحة الجديدة من طائرات <span dir="LTR">F-16</span> والأباتشي حتى وإن كانت فاعليتها في الحرب ضد الإرهاب محل جدل.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأوضح كوك أن عدم ثقة قادة الجيش المصري لها أسباب، وعلى رأسها أن الدعم الأمريكي لمصر غالبا ما يكون بطيئا وثمنه مرتفعا، فالمساعدات السنوية المقدرة بـ1.3 مليار دولار هي نفسها المساعدات التي قدمتها واشنطن لمصر منذ 1987، إلا أنها تساوي الآن نصف ما كانت عليه قيمتها الأصلية بسبب التضخم، ما يعني أن مصر لا يمكنها شراء ما كانت تشتريه في الماضي.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">أما السبب الثاني لعدم الثقة فهو أنه على الرغم من أن التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل في أعلى مستوياته الآن منذ اتفاقية السلام عام 1979، إلا أن المساعدات العسكرية التي حصلت عليها الدولتان من الولايات المتحدة تعطي إسرائيل الأفضلية، فحتى إذا تشابهت طائرة<span dir="LTR">F-16 </span> لدى مصر وإسرائيل فإن واشنطن تمنح إسرائيل نماذج أفضل بمعدات أكثر تطورا من النموذج الذي تحصل عليه مصر.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وقال الكاتب إنه بعيدا عن مشاكل الدعم العسكري فإن قادة الجيش المصري قبل سقوط نظام مبارك وحتى بعدها لا يرون سببا لإلقاء الإدارة الأمريكية منذ عهد جورج بوش اللوم عليهم في عدم ديمقراطية الحكم، وبعد ثورة يناير 2011  كان قبول واشنطن بالتعاون مع الإخوان بعد وصولهم للسلطة سببا لتأكيد الشكوك لدى القادة العسكريين في مصر، كما كان قرار أوباما تعليق المساعدات العسكرية بعد يوليو 2013 تأكيدا أكبر لوجهة نظر العسكريين المصريين. </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وحتى مع الانتقادات الأمريكية بأن سياسات الحكومة المصرية قادت للموت والخراب، فإن قادة الجيش المصري لم يخف عنهم أن سياسات واشنطن نفسها ساعدت في صعود التطرف وجعل الولايات المتحدة نفسها هدفاً  للإرهاب، فالعلاقات المصرية الأمريكية في كل الأحوال تغيرت أساسياتها، فلم تعد واشنطن تحتاج مصر لتقويض الاتحاد السوفيتي الذي لم يعد موجودا أو من أجل استخدام مصر كقاعدة لعملياتها في حرب الخليج،  في المقابل كان التوتر بين الدولتين سببا في دفع وزارة الدفاع المصرية نحو تعاون أكبر مع الإمارات وإسرائيل بالإضافة إلى التقارب مع روسيا الأمر الذي يقلق الأمريكيين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وترى المجلة أنه مهما كانت التوترات بين الدولتين فإن الملف الأمني حاليا يؤثر على مصالح مصر وواشنطن على حد سواء، مثل تأمين حركة المرور في قناة السويس دون عوائق والقضاء على الجماعات المسلحة في سيناء والحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، وكل هذا يستلزم تواجد الثقة بين واشنطن ومصر والطريقة الوحيدة التي سيثق بها المصريون هي مزيد من التمويل الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب، أي أنه على واشنطن زيادة المساعدات لمصر بحيث تكون الأسلحة المضادة للإرهاب خارج المليار و300 مليون التي تشكل المساعدات الأساسية.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">وأضاف الكاتب أنه من مصالح واشنطن التعاون مع مصر في التحالف المضاد للإرهاب، والسلام مع إسرائيل والصناعات الدفاعية، إلا أن المشكلة تكمن فى كيف تقوم واشنطن بتقديم المزيد من المال للحكومة المصرية التي تنتقدها واشنطن بسبب تقييد حرية التعبير باسم محارب الإرهاب؟.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">واستدرك "لكن تأييد استخدام المساعدات الأمنية كأداة لتعديل سلوك الحكومة المصرية لن يحقق تحولا كبيرا في العملية السياسية، خاصة مع وجود ملفات مثل تهديد داعش والتعاون الأمني بين مصر وإسرائيل بالإضافة إلى شعبية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي الملفات التي تجعل من غير المفيد استخدام الدعم كأداة للضغط على مصر". </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:18px;">واختتم ستيفن كوك تقريره بأنه لا يوجد حلا سهلا لهذه المشاكل، لكن يبقى من المهم الاعتراف بأن قدرة واشنطن محدودة في تعديل سلوك الحكومة المصرية، أما بالنسبة لدعم الديمقراطية فإن الولايات المتحدة جعلت أيضا محاربة الإرهاب عنصرا أساسيا من سياستها الخارجية في الثلاثة عشر عاما الأخيرة وهذه هي النقطة التي يمكن استثمارها في مصر إذا كانت واشنطن مستعدة لدفع الثمن .</span></p>