التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 02:20 م , بتوقيت القاهرة

حوار| المخترع الصغير: مدرستي ليس بها معمل.. وأحلم بـ"نوبل"

أحمد عاطف بهيج.. طالب بالصف الثالث الثانوي، أخذ أولى خطوات تحقيق حلمه الكبير بالسفر إلى ماليزيا في معرض الإبداع الإسلامي، الطالب الذي يحلم بأن يحصل على جائزة نوبل في العلوم، ترقى سلم البحث العلمي من مدينة إهناسيا ببني سويف.


عن خطواته العلمية الصغيرة رغم صغر سنه، وعن صعوبات باحث في محافظة تشح بالإمكانيات العلمية، وعن الأحلام المرسومة في ذهنه، يتحدث "بهيج" لـ"دوت مصر".


في البداية.. متى وكيف بدات موهبة الاكتشاف وحب الاختراع لديك؟


منذ الرابع الابتدائي، كنت أهتم بفك الألعاب وإعادة تركيبها، حتى نمت تلك الموهبة لدي وشجعني والداي على الالتحاق بمركز التطور التكنولوجي التابع لمحافظة بني سويف، واكتشفت لاحقا حبي للهندسة خاصة الكهربية والنظرية، كنت بفك واركب حاجات، لم أكن افهم وقتها معاني الاختراعات والأبحاث.


وكيف تطور "المخترع الصغير" في بني سويف؟


أول مشروع بدأت فيه منذ المرحلة الابتدائية، فكرت في اختراع جهاز يجمع مميزات العجلة والموتسيكل، أي جهاز وسط بين الاثنين، هدفه الحد من الحوادث، وقتها لم أكن أعرف أن الفكرة ليست جديدة، لم يكن المشروع يحمل من الجودة، ثم بالبحث والدراسة والاستكشاف، عرفت معاني الاختراعات وبدأت فيها.



وكيف وصلت لنهاية مسابقة الاختراعات وسافرت إلى ماليزيا؟


قدمت مجموعة مقترحات لاختراعات، "وأنا بشوف نفسي باحث علمي مش مخترع، لإن كلمة مخترع كبيرة شوية"، حصلت على درع محافظة بني سويف من المحافظ مجدي البتيتي، ثم درع جامعة بني سويف من رئيس الجامعة، ثم درع نقابة المهن التعليمية من النقيب محمد أبو العنين، حتى وصلت نهائي مسابقة INTEL، وأصبحت المدير التنفيذي للرابطة المخترعين لرابطة الأفرو أسيوين، وكنت مرشحا لأفضل مخترع عربي تحت سن العشرين سنة من المجموعة العربية.


وكيف شجعك معلموك في بني سويف؟


أنا في مدرسة إهناسيا الرسمية للغات، المدرسة الخاصة لها مبنى واحد فقط والثاني تم استلامه حديثا، ولظروف بناء المدرسة لم يكن بها أي معمل طوال فترة الدراسة، وأنا وأربعة طلاب آخرين الفصل الوحيد الثانوي بالمدرسة.


يعني عمرك ما دخلت معمل مدرسي؟


أبدا.. كل التدريب كان في مركز التطور التكنولوجي التابع للمحافظة، المدرسة طول عمرها كدة، ومركز التطوير بيحاول يوفر معمل، ومشرفين يوفروا مناهج البحث العلمي لينا.


وما هو المشروع الذي حصلت به على المركز الثاني؟


مولد دينامو كهربائي ذاتي، يعمل بالطاقة المغناطيسية، خاصة أن مصر تعاني من أزمة في الطاقة والكهرباء، وحصلت على الجائزة البرونزية، كما فزت بالمشروع بالمركز النهائي الجمهوري في المؤتمر الثاني للهندسة والعلوم (إنتيل).


هل هذه أول مسابقة دولية تشارك فيها؟


نعم، قبلها كان فيه فرصة للسفر إلى لندن، لكن للأسف لم يكن هناك تمويل كاف، والفيزا تأخرت، تواصلت مع جهات بحثية علمية عن طريق الانترنت، ثم جاءت فرصة ماليزيا بعد ذلك التواصل، لم أملك وقتها تكاليف السفر رغم موافقة كل الجهات، وتواصل مع اتحاد طلاب مصر من خلال أمين الاتحاد عبد الله الصاوي، واستطاع الاتحاد إيصال طلبي إلى وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر، وأكون المصري الوحيد الممثل في المسابقة بالعاصمة الماليزية كوالامبور.



وهل تكفلت وزارة التربية والتعليم بدعمك كاملا؟


تذاكر الطيران فقط على نفقة الوزارة، أما رسوم الفندق والاشتراك في المعرض لعرض مشروعات الاختراعات، فعلى نفقتي الشخصية، وقد وعدت الوزارة بردها بعد عودتي.


وكيف قضيت الوقت في ماليزيا؟


إلى آخر الوقت لم أكن اتوقع السفر، لإن التذكرة تأخرت بسبب الروتين وتأخر الموافقة الأمنية، واضطريت إني اسافر إلى عمان ومنها إلى ماليزيا، ذهبت إلى الفندق هناك بماليزيا، لم يكن أحد في استقبالي، ولم يتصل بي أحد من السفارة المصرية هناك، وصلت بصعوبة إلى مقر الفندق المقصود، وأقمت هناك 3 أيام.


هل تقدمت بالمشروع نفسه أثناء المعرض بماليزيا؟


لا.. نحن نقدم ماكيت للمشروع، لأن المشروع لم ينفذ بعد، وللأسف بسبب كسر الماكيت وبعض المشكلات، حصلت على المركز الثاني، رغم إني طالب ثانوي، لكن تقدمت في فئة طلاب الجامعات بالمسابقة، وكنت أصغر عربي موجود هناك، والمصري الوحيد بها.


وماذا كان رد فعل لجنة التحكيم بالمسابقة؟


"الناس كانت منبهرة بيه"، بعد سؤال لجنة التحكيم عن المشروع وعن أسئلة في الميكانيكا وقوانين الطاقة.


كيف عرفت إجابات تلك الأسئلة وأنت لا تزال طالب في الثانوية؟


بالتعلم الذاتي، من خلال دورات تعليمية وكتب إليكترونية على الانترنت، واستفدت أكثر لما احتكيت بعالم المخترعين في السفر، وعرفت المشروعات الأخرى، "كانت شعرة ولازم تتقطع" وكيف يفكر الطلاب المشاركون في المشروعات الجديدة.



هل تم تكريمك في مصر بعد الفوز؟


لم يتم تكريمي إلا من الإمارات، بعد أن طلب أحد رجال الأعمال تكريمي وتسليمي جائزة الصقر الذهبي وشاح الإمارات.


وبماذا تحلم؟


حلمى أن أتعلم كويس وأضيف في العلم وبعد ما أموت تفضل مشروعاتي، وأكيد نوبل حلم أي حد، نفسي نحاول نغير من نفسنا وسلوكنا في مصر، والدولة تهتم بالباحثين لأني لست الوحيد، لكن المناخ الذي بنعيش فيه كباحثين صغار يحتاج دعم وإهتمام خاصة إن كثير من الدول الأجنبية بتحتكر مشروعات صغار الباحثين المصريين، ونفسي إذا درست في مصر ادرس في جامعة النيل للعلوم والتكنولوجيا أو الجامعة الألمانية أو النيل.