التوقيت الثلاثاء، 30 أبريل 2024
التوقيت 01:24 ص , بتوقيت القاهرة

تعرف على الفرق بين البؤر "الإرهابية" و"الإجرامية"

مصطلح "البؤرة" تستخدمه عادة أجهزة الأمن في بياناتها الإعلامية، فهل تختلف البؤر الإرهابية عن مثيلتها الإجرامية؟، هذا ما سيبينه خبراء أمنيون في السطور التالية.

البؤرة

يتفق خبراء أمنيون على أن لفظ "بؤرة" هو مصطلح لغوي، يتعلق بالطبيعة الجغرافية، بمعنى تمركز شيء ما في مكان معين، يتمتع بخصوصية تميزه عن غيره، سواء خصوصية المكان وجغرافيته، أو طبيعة النشاط نفسه الذي يتميز به.

الخبير الأمني، اللواء رفعت عبد الحميد، يرى أن "البؤرة" ترتبط ارتباطا وثيقا بالطبيعة المكانية، حتى وإن اختلف النشاط، موضحا أن هناك مسمى آخر يتعلق بنفس المصطلح يطلق عليه "مسرح الجريمة المغلق"، وهناك أيضا ما تسمى بـ"الجيوب"، وهي تمركزات لعدة أشخاص يربطهم نشاط واحد، لكنها تكون أقل خطرا وعددا من "البؤر".

أما المحاضر بأكاديمية الشرطة، اللواء دكتور أحمد كامل، فيرى أن مصطلح "بؤرة" يُطلق لغويا على المكان المُعد للإخفاء، أي إنه يمتلك عناصر تميزه عن غيره لإخفاء عناصر بعينها، موضحا أن المصطلح يتم ربطه بالنشاط الإجرامي، واستخدامه أمنيا وإعلاميا بهدف الإثارة.

البؤرة الإجرامية

يرى مدير أمن سوهاج السابق، اللواء عبد العزيز النحّاس، أن "البؤر الإجرامية" تُمثل تجمع لعناصر إجرامية في مكان ما، تحتمي بنفسها وبمكانها عن الأجهزة الأمنية، وتدير أنشطة إجرامية مختلفة، تضر بأفراد المجتمع وتهدد أمنه وسلامته بذلك النشاط.

ويوضح النحّاس أن تلك العناصر الإجرامية تكون ما يُطلق عليه "تشكيلات عصابية"، من أصحاب السوابق والمسجلين خطر، ويشير اللواء رفعت عبد الحميد، إلى أن العنصر الإجرامي يعمل بـ"دراعه" دون فكر أو منطق أو خطط استباقية.

طبيعة التسليح أيضا تكون مختلفة في "البؤر الإجرامية" كما يرى "عبد الحميد"، فيعتمد عناصرها على السلاح الآلي والأبيض مثل البنادق الآلية، وقلما يستخدمون أسلحة ثقيلة مثل "الآر بي جي"، أو "الجرينوف" وغيرها.

البؤرة الإرهابية

يرى الدكتور أحمد كامل، أن "الإرهاب" هو أقصى درجات الإجرام، إلا إنه يختلف عن النشاط الإجرامي الجنائي مثل "المخدرات أو السطو" وغيرها، في كونه مرتبطا بالعقائد والأفكار والعمل السياسي، موضحا أن إذا كان مصطلح "التشكيل العصابي" يُطلق على العناصر الإجرامية، فإن مصطلح "تنظيم" يُطلق على تجمع العناصر الإرهابية.

يتفق "النحاس" مع الرأي السابق، ويوضح أن "البؤرة الإرهابية" تستهدف تجميع عدد من الأفراد من أصحاب العقيدة والفكر الواحد في مكان واحد، من أجل تحقيق هدف سياسي أو عقائدي بالقوة وفرضه على المجتمع، عكس "البؤر الإجرامية" التي تستهدف تحقيق مصلحة فردية مادية.

ويشير "عبد الحميد" إلى اختلاف طبيعة التسليح في "البؤر الإرهابية" عن مثيلتها "الإجرامية"، مبينا أن الأولى تتميز بالسلاح الثقيل مثل صواريخ "الهاون" وغيرها، بجانب مدها بكميات كبيرة من أسلحة متطورة، من تنظيمات وجماعات ترتبط بها فكريا.

ويوضح "النحاس" أن طبيعة التمويل أيضا تختلف بين الاثنين، فـ"البؤر الإرهابية" تمتلك تمويلا أضخم، تستمده من تنظيمات أو دول راعية لها، وهو ما ينعكس على حجم التسليح، عكس "البؤر الإجرامية" التي تكون محدودة الموارد.

العناصر الإرهابية تتلقى تدريبات يصفها "عبد الحميد" بالعسكرية، بعضها يتم في معسكرات خاصة في دول مجاورة، والآخر في مناطق نائية في الصحراء، بالإضافة إلى تلقي الدعم اللوجيستي والفني والمعلوماتي، ووضع الخطط المسبقة لاستهداف منشآت.

التعامل الأمني

يختلف التعامل الأمني في "البؤر الإرهابية" عنها في مثيلتها "الإجرامية"، ويشير الخبير الأمني، اللواء رفعت عبد الحميد، إلى أن أجهزة الأمن تتعامل بشكل أعنف في تصفية "البؤر الإرهابية".

ويوضح اللواء النحاس أن تصفية "الإرهابية" يستلزم سلاحا ثقيلا متطورا، يواكب السلاح المستخدم من الجانب الآخر، مثلما يحدث في تصفية "البؤر الإرهابية" بسيناء، حيث تتعاون جميع الأجهزة الأمنية مع القوات المسلحة، التي تستخدم المدافع والطائرات الأباتشي وغيرها.

أما الدكتور أحمد كامل فيرى أن التعامل الأمني مع الجماعات الإرهابية لا يكفي لتصفيته، مشددا لى ضرورة مواجهتهم بالأفكار والمراجعات الفكرية، وتوعية أفراد المجتمع من خطورتهم، ومعالجة المناهج التعليمية، ونشر الثقافة القويمة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

تشابه

يرى خبراء الأمن أن "البؤر الإجرامية" تتشابه مع "الإرهابية" في عدة أمور، من ضمنها تهديد سلامة وأمن المجتمع والوطن وإن اختلف الغرض، بجانب الطبيعة الجغرافية والمكانية لتلك "البؤر"، والعقوبة القانونية.

نظرة القانون للاثنين واحدة، كما يرى الدكتور "كامل"، الذي يشير إلى أن الباب الثاني من الكتاب الثاني بقانون العقوبات يحكمهما، والتي تتناول عقوبتهما المواد 76 إلى 117 من قانون العقوبات، إلى أن يصدر قانونا خاصا بـ"الإرهاب".

ويوضح "عبد الحميد" أن العناصر الإجرامية أو الإرهابية على السواء تلجأ إلى الجبال والمناطق الصحراوية الوعرة، مثل محافظات الصعيد وسيناء، أو المناطق الريفية والزراعات في القرى والوجه البحري.

يتفق معه "النحاس" الذي يرى أن الطبيعة المكانية لتلك "البؤر" تتشابه إلى حد بعيد، ويوضح أن الغرض من اختيار المكان يكون واحد، بحيث يكون ممهد لمسالك للهروب من قوات الأمن عند الهجوم، أو الاختباء منها داخل كهوف أو خلف الزراعات التي تضعف الرؤية.

ويشير "النحاس" أن في أحيان كثيرة يكون هناك تبادل مصالح بين الطرفين، حيث تستخدم "البؤر الإرهابية" عددا من العناصر الإجرامية للمشاركة في تأمينها، أو تنفيذ مخططات مقابل مبالغ مالية، في حين تستثمر "البؤر الإجرامية" انشغال أجهزة الأمن بمواجهة مثيلتها "الإرهابية" في ممارسة نشاطها، ما يعطيها حرية في التحرك.