التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 10:40 م , بتوقيت القاهرة

شقيقان يقتلان "جوكر" بولاق الدكرور لسرقة توك توك.. فيديو

المجنى عليه
المجنى عليه

الطمع وحده كان كفيلا بشقيقين، للتجرد من الإنسانية التى مُنحا إياها، متسببان فى إنهاء حياة سائق، بدافع الاستيلاء على التوك توك الخاص به.

الغدر كان شيمتهما أثناء ارتكابهما الجريمة، استدرجا الضحية الذى كان يسعى للقمة عيشه، بشوارع بولاق الدكرور، طلبا منه توصيلهما، ثم انتهزا فرصة مروهما بمنطقة خالية من المارة، وسددا له طعنات الغدر بظهره، حتى تأكدا من مقتله، ثم تخلصا من جثته بالشارع، واستوليا على التوك توك، ليستكملا سيناريوا الجريمة الذى وضعاه، لجئا إلى والدهما، الذى ساعدهما فى جرمهما، فنقلوا التوك توك المسروق إلى محافظة المنيا، غيروا أوصافه حتى لا ينكشف أمرهما، إلا أن رجال المباحث كانوا لهم بالمرصاد، كشفوا أمرهم، وتمكنوا من القبض عليهم.

رصدنا الجريمة وتفاصيلها، والتقينا بأسرة الضحية، داخل مسكنه ببولاق الدكرور، شقة بالطابق الثالث، كان شهيرا بـ" الجوكر"، بصحبة أبنائه الأربعة، وزوجته، تحدث ابنه الأكبر "ضياء" عن الجريمة التى راح والده ضحيتها، فقال " والدى كان على باب الله، لم يكن موظفا بالحكومة، أو صاحب عمل بشركة أو مؤسسة بشكل منتظم، عمل لفترة طويلة بإحدى المكتبات ببولاق الدكرور، وعندما زاد الحمل عليه، وأصبحت الضغوط المادية تحاصره، قرر ترك العمل، والبحث عن وظيفة أخرى.

لم يجد والدى وظيفة مناسبة، فقرر شراء توك توك، والعمل عليه، ورغم عدم اقتناعه بالعمل كسائق توك توك، إلا أنه لم يجد أمامه ملجأ آخر، خاصة أنه أصبح مطالبا بتجهيز شقيقتى للزواج، بعد خطبتها، وبالفعل اشترى توك توك، وبدأ العمل به، إلا أنه كان يمارس مهنته الجديدة بمنطقة كفر طهرمس، وهى تبعد عن محل سكننا بمسافة كبيرة، حتى لا يتعرف عليه أحد من أقاربنا، أو يلتقى به أصدقاؤه.

اعتاد والدى العمل على التوك توك حتى الساعة الثالثة فجرا، ويوم الحادث تأخر عن موعد عودته للمنزل، فتسلل القلق لقلوبنا، خاصة أنه لم يعتد التأخر يوميا، فاتصلت والدتى عليه، فرد على الاتصال، وتحدث بكلمات معدودة بصوت منخفض، ثم انقطع الاتصال، وعندما حاولنا الاتصال عليه مرة أخرى، لم نتلق أى استجابة.

كررنا الاتصال عدة مرات على هاتف والدى، حتى فوجئت بأحد الأشخاص الغرباء يرد على الاتصال، وأخبرنى أنه موظف الإسعاف، وعندما سألته عن والدى، أخبرنى أنه تم العثور عليه مقتولا، وملقى بالشارع بمنطقة كفر طهرمس.

أسرعت إلى المكان الذى أخبرنى به موظف الإسعاف، ولم أخبر والدتى وأفراد أسرتى بحقيقة الأمر، كنت أتمنى أن أعثر عليه على قيد الحياة، وفور وصولى للمكان، شاهدت سيارة شرطة، وبجوارها سيارة إسعاف، وبجوارهما والدى ملقى أرضا، غارقا فى دمائه، اقتربت منه بعدما أخبرت رجال المباحث أنه والدى، كانت الابتسامة مرسومة على وجهه، تأكدت حينها أن روحه فارقت جسده، وأنه أصبح فى عداد الأموات.

 

اكتشفت عقب ذلك، أن والدى تعرض للقتل على يد شقيقين، استدرجاه بحجة توصيلهما، ثم قتلاه بسلاح أبيض، للاستيلاء على التوك توك، ثم ساعدهما والدهما فى نقل التوك توك بواسطة سيارة نقل إلى محل سكنهما بمحافظة المنيا، وأن الجناة يقيمون بمنطقة أبو قتادة ببولاق الدكرور.

بعد عدة أيام تمكن رجال المباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور، من القبض على الجناة، واستعادوا التوك توك المسروق، إلا أن الأمر المحزن، أن أحد القتلة، عمره أقل من 18 عاما، وسيحاكم بقانون الطفل، الذى لن يقضى بإعدامه، بالرغم من بشاعة الجريمة التى ارتكبها، مطالبا بضرورة تعديل القانون.

زوجة المجنى قالت " باسم" زوجى كان بمثابة الزوج، والأب، والصديق، وكل ما جادت به الدنيا، وأسعدتنى به، كان بمثابة العوض عن أى شقاء فى حياتى، حتى فقدت كل تلك العطاءات بفقده.

عندما اتصلت عليه، وأجابنى بصوت منخفض، شعرت حينها أنه تعرض لسوء، عاودت الاتصال به عدة مرات بعد إغلاق الهاتف، حتى أجاب موظف الاسعاف على اتصال ابنى، وعندما توجه للإطمئنان عليه دون أن يخبرنى أن والده قٌتل، اصطحبنى خطيب ابنتى، وتوجهت إلى المكان، كنت اتمنى أن أعثر عليه وما زال على قيد الحياة، كنت أتمنى أن يكون الأمر مجرد فقدان وعي، أو شعور بإغماء، أو إصابة يتلقى على إثرها العلاج.

حتى الأن لا أتفهم دافع شخصين لقتل إنسان، لمجرد الاستيلاء على قطعة من الحديد، قتلوه لسرقة توك توك، قضوا على عائلة بأكملها، وحرموا أبناءه من والدهم، لدافع خسيس، حتى الأن وأنا أحبس دموعى عن النزول من عينى، لن أطلق سراحها حتى أحصل على حق زوجى، وأن يصدر القضاء العادل، حكما بالإعدام على المتهمين.

 

البيان الذى أعلنت به الأجهزة الأمنية بالجيزة، عن الجريمة، جاء نصه، أنه فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة بالعثور على جثة أحد الأشخاص (سائق "توك توك"- مُقيم بدائرة القسم) بمنطقة كفر طهرمس بدائرة القسم ، وبها عدة طعنات متفرقة وعدم العثور على المركبة قيادته.

تم تشكيل فريق بحث جنائى برئاسة قطاع الأمن العام ومشاركة الإدارة العامة لمباحث الجيزة توصلت جهوده إلى أن مرتكبى الواقعة (شقيقان "يعملان سائقان على مركبة توك توك" - سبق اتهام أحدهما فى قضية "سلاح أبيض" - مُقيمان بدائرة القسم، وأصل إقامتهما بدائرة مركز شرطة سمالوط بالمنيا..

عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع مديرية أمن المنيا، أمكن ضبطهما ، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة، وقرر المتهم الأول باتفاقه مع شقيقه على استدراج أحد سائقى "التوك توك" وقتله بقصد الاستيلاء على المركبة.

وفى سبيل ذلك قاما باستدراج المجنى عليه حال سيره بشارع العشرين، بزعم توصيلهما لمنطقة كفر طهرمس بدائرة القسم، وأثناء سيرهم استغل الأول خلو الطريق من المارة، وقام بالتعدى عليه بسكين كان بحوزته فأحدث إصابته التى أودت بحياته، وتخلصا من جثته بإلقائها بمكان العثور وهربا، وأضافا بقيام والدهما، حارس عقار، بإعداد سيارة نقل، وقام بنقل "التوك توك" المستولى عليه لبلدتهم، بالرغم من علمه بأنه من متحصلات جريمة.

باستهداف الأخير تم ضبطه، وبمواجهته أيد ما جاء باعترافات نجليه، ونفى علمه بمقتل المجنى عليه ، وأضاف بقيامه عقب الواقعة بالاتفاق مع سائق مقيم بالمنيا، على إتمام عملية النقل بالسيارة قيادته ، وبسؤال الأخير أيد ذلك ونفى علمه بأن المركبة من متحصلات جريمة.

بإرشاد المتهمان تم ضبط المركبة المستولى عليه، وتبين قيامهما بتغيير معالمها، وأضاف المتهم الأول بتخلصه من الأداة المستخدمة بإلقائها بمنطقة صحراوية بطريق سفرهما لبلدتهما بالمنيا.