التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 06:56 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. مقام الشيخ عبدالعال بأسوان بركة المقبلين على الزواج

"قُبة خضراء يعلوها علم أخضر ومبنى من الطوب اللبن وساحة يتجمع فيها رجال ونساء وأطفال".. كل هذه المشاهد تعبر عن ساحة مقام الشيخ عبد العال بقرية أقليت بمحافظة أسوان، صاحب الكرامات والبركات وفرحة الأطفال والكبار فى الأعياد والأفراح والمناسبات المختلفة.

"اليوم السابع" رصد ما يعتقده المئات من الأهالى وأتباع الطرق الصوفية فى كرامات وبركات صاحب هذا المقام، وقصص الحرص على زيارته باستمرار فى المناسبات المختلفة وغير ذلك.

وحول وصف المشهد، فيقع المقام وسط قرية أقليت على الطريق الرئيسى المؤدى للقرية وتنتشر من حوله البيوت الريفية، ويتكون المقام من غرفتان أمهما ساحة، وأحد هاتين الغرفتين يقع فيها المقام والأخرى مغلقة، ويكسو المقام كسوة خضراء اللون وجدرانه من الطوب اللبن ويوجد فيها فتحات أحياناً يترك فيها المترددين على المقام الأموال والنقود لنيل البركة، ومدون على الجدران أسماء أشخاص كنوع من البركة وذكريات الزيارة، وبوابته خشبية.

شاذلى التكرونى، من أهالى قرية أقليت والمسئول عن حراسة المقام وفتحه أمام الزوار، افتتح الحديث لـ"اليوم السابع"، قائلاً: ولدت ووجدت أبى مسئولاً عن المقام وحراسته وفتحه أمام الزوار فهو مسئول عن مفاتيح المكان، وتوارثناها هذه المسئولية عن أجدادنا، ورغم ذلك فالكثير منا لا يعرف تاريخ الشيخ عبد العال والذى قد يرجع لأكثر من 400 سنة، وقد تم دفنه فى هذا الموقع بعد أن كان ساحة للعلم يدرس فيها لرواده ومحبيه تعاليم الإسلام مع إقامة شعائر حب الرسول من مدائح وحلقات ذكر وصلوات على النبى وما شابه ذلك، وهناك المئات من زواره سنوياً سواء رجال ونساء وأطفال أيضاً، ونقوم على خدمة الضيوف الزائرين سنوياً.

مصطفى القراشى، أحد أهالى القرية، أشار إلى أن الشيخ عبد العال من مشاهير العلماء وأصحاب الكرامات وكانت العادة تجرى قديماً أن يزور مقامه العروسان قبل عقد زفافهما لأخذ البركة – على حد قوله – فكانت أيام العرس قديماً تصل لنحو أسبوع أو أكثر، وكان من ضمن هذه الأيام مخصصة للزيارة أى زيارة الأولياء فى الأضرحة المختلفة وكان فى مقدمة هذه الأضرحة بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، مقام الشيخ عبد العال، مضيفاً أن العادة جرت أن يجهز أهل العرس سيارات أجرة تنقل العشرات من ذوى العروسان رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً ثم يتجولون فى زيارات متعددة للأولياء والصالحين وأضرحتهم ويتبركون بمقاماتهم ويضعون الأموال والنقود تبرعاً للقائمين على خدمة المقام أملاً فى نيل البركة التى تعم الزوجان عقب زفافهما "على حد اعتقادهم"، ولا تزال هذه المعتقدات حتى وقت قريب، وهناك البعض الذى لا يزال يحرص على هذه العادات حتى يومنا هذا.

وتابع محمد عوض الطاهر، من أهالى القرية أيضاً، الحديث عن نفحات الشيخ عبد العال، قائلاً: لم تكن تقتصر الزيارات على الأفراح فقط ولكنها كانت تشمل المناسبات المختلفة وتقام الموالد وحلقات الذكر بالساحة المخصصة لذلك أمام المقام، وكان يتجمع فيها الرجال والشباب والصبيان أيضاً للاستمتاع بشعائر الموالد التى تقام بساحة المقام، وكان يقدم فيها الأكل والمشروبات وتوزع الحلوى على الصغار والكبار وغير ذلك.

وأوضح ربيع الأسوانى، من أهالى القرية، أن المقام لا يخلو من الزيارات أيضاً فى أيام العيد، وتنصب الألعاب وتنتشر عربات المأكولات والحلوى بالمكان ويلهو الأطفال ويزور الكبار والسيدات وغيرهم، مشيراً إلى أن النساء تعد من أكثر زوار المقام لما فيه ذلك من اعتقاد لدى الناس بكرامات الشيخ فى فك السحر ورد المطلقة وجلب العرسان للعوانس وغير من معتقدات السيدات واللاتى يسعان من أجلها فى كل مكان أملاً فى تحقيق ذلك.

فيما أكد الشيخ محمود قناوى، وكيل وزارة الأوقاف بأسوان، أن ما يحدث من السيدات عند مقابر الأولياء والصالحين من أمور مخالفة للشرع، فهو جهل بالدين أكثر من العلم به.

وقال وكيل وزارة الأوقاف لـ"اليوم السابع": يجب على العلماء المعتدلين أن ينبهوا الناس لمن أرادوا الزيارة أن يلتزموا بقواعد الزيارة، فلا يجوز التمسح بالقبر أو التوسل بذاته أو يسأله شخصياً كأن يقول "يا فلان اعطنى" أو "يا فلان ارزقنى" أو "يا فلان نجح ابنى" فهذا كله لا يجوز، ولكن الأولى أن يقول "اللهم إنى أسألك ببركة فلان أو بأعمال فلان" وهذا من الأشياء الجائزة التى جوزها كثير من العلماء ومنهم الشيخ جاد الحق رحمه الله فى كتاب "بيان للناس" وكذلك الشيخ الشعراوى رحمه الله، ولكن على المسلمين الالتزام والاعتبار بالأموات سواء كانوا صالحين أو غير صالحين كما وصانا رسول الله.

وأشار إلى أن مسألة التوسل فى عمومها فيها خلاف بين لدى الفقهاء، فمنهم من أجاز التبرك ومنهم من لم يجزه، لكن الرأى الذى عليه العلماء الآن أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين كبقية آثار أقدامهم أو بقية شربة الماء أو الملبس أو غير ذلك، وكذلك هناك من أجاز التوسل بالصالحين سواء أكانوا أحياء أو أموات والزيارة لهم، كما ورد عن الإمام النووى فى شرح الإمام مسلم قال "إنه يجوز شد الرحال للأولياء للزيارة، ولكن لا يجوز بذواتهم بمعنى لا يجوز سؤالهم بذواتهم أو سؤالهم مباشرة لأنهم بشر فى النهاية، لكن من الممكن أن يقول "اللهم إنى أتوسل إليك بممشى الصالحين إليك" وهذا الحديث فى كتاب الفقه عن المذاهب الأربعة، فالمسألة خلافية.