التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 06:57 م , بتوقيت القاهرة

فيديو..يساري في بيت الإسلاميين.. هل غازل الطاهر وطار جماعات الإسلام السياسي في الجزائر؟

أغلب المثقفين والكتاب موقفهم مضاد لأفكار الجماعات الإسلامية، خاصة تلك الذى تأخذ العنف منهجا لها للوصول إلى أغراضها السياسية، لكن أن يكون الكاتب مؤيد لهم ولأفكارهم رغم أنه هو نفسه يسلك منهج تفكير مختلف يبدو مخالف كليا لم تسلكه تلك الجماعات، واحد من هولاء هو الأديب الجزائرى الراحل الطاهر وطار.

 

وتحل، اليوم، ذكرى رحيل الطاهر وطار، الثامنة، إذ رحل فى 12 أغسطس من عام 2010، وهو أديب جزائرى غزير الإنتاج ومتنوع ما بين الشعر والروايات والمسرحيات والترجمات، وكان واحدا من الأدباء أصحاب المسيرة السياسية، فالرجل ظل من 1963 إلى 1984 بحزب جبهة التحرير الوطنى عضوا فى اللجنة الوطنية للإعلام، وطوال فترة عمله فى الحزب ظل معتنقا الفكر الماركسى، لكنه يخفى ذلك، رغم أنه كان يكتب دائما فى إطار هذه الفكر.

الغريب فى "وطار" أنه رغم فكره اليسارى، والمختلف كليا عن اتجاهات جماعات الإسلام السياسى، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يتقرب منهم، فبحسب موقع "عالم عربى" الثقافى المغربى، يعتبر موقف الطاهر وطار من الجماعات الإسلامية فى الجزائر، هو الأكثر إثارة للجدل، بسبب اختلافه الجذرى فى هذا الأمر مع مواقف أغلب المثقفين الجزائريين، فقد رفض الطاهر وطار تبنى مصطلح الإرهاب مفضلاً مصطلح العنف والعنف المضاد، وهو ما اعتبره ناقدوه يتضمن تبريراً للعنف الذى ارتكبته الجماعات الإسلامية، وهو عنف لم يسلم منه حتى المثقفون الذين لم يبدر منهم أى موقف عدائى أو عنيف تجاه هذه الجماعات.

المفكر والكاتب الجزائرى أمين الزاوى، كان له تعليق هذا الموقف حيث قال: إن الطاهر وطار، وفى لحظة من لحظات صعود المد الإسلاموى بدأ فى مغازلة هذا المد وهو واضح فى روايته حول الولى الصالح، ولم يتخذ وطار مسافة بعيدة من الحدث تمكنه من قراءة الحدث بشكل جيد.،  ولا يستبعد الزاوى أن يكون الخوف سببا آخر لاتخاذ هذا الموقف، فتصفية بعض رموز الثقافة الجزائرية جعلت الطاهر وطار يلطف من الأجواء فى علاقته بالإسلاميين رغم انه ظل شيوعى الفكر طوال حياته.

ورغم أن كتابات الراحل الأولى مثل رواية "عرس بغل"، قامت على أساس  فضح التاريخ الرسمى للدولة الإسلامية، والتذكير بما عرفته من حركات انتفضت على الإسلام المؤسساتى المهادن، إلا إنه بمواقفه السياسية فى التسعينيات، صورة كاتب محافظ بل إسلامى متطرف.