ذكرت مصادر حكومية يابانية أن طوكيو طلبت من الحكومة الصينية إقراضها عددا من حيوان الباندا العملاق، ونقلت صحيفة " ذا جابان تايمز" اليابانية عن المصادر قولها إن الجانب الياباني يأمل في أن توافق الصين على هذا الطلب لتحسين العلاقات وذلك في ظل الاحتفال بالذكرى الأربعين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين البلدين.

وأضافت المصادر أن الحكومة تدرس إرسال حيوانات الباندا لحدائق الحيوان في "كوبي وسينداي"، لافتة إلى أن وزير الخارجية الياباني "تارو كونو" قدم هذا الطلب خلال اجتماع مع نظيره الصيني وانج يي أثناء زيارته للصين أواخر يناير.

وفي ظل ما يطلق عليه دبلوماسية الباندا، تخلق الصين أجواء صداقة مع الدول الأخرى التي تهتم بحيوانات الباندا العملاقة، كما تنتهجها بكين للتقارب السياسي مع دول العالم.. وفيما يلي نقدم لك معلومات لا تعرفها عن الباندا.

دب الباندا 

من أشهر أنواع الحيوانات المهددة بالإنقراض التي يتم عمل جهود كبيرة للحفاظ عليه من الانقراض، ويتميز باللونين الأبيض والأسود، ومن أشهر الحيوانات في العالم بسبب سهولة التعرف عليه عند النظر إليه.

بيوت الباندا

يعيش دب الباندا في عدد قليل من السلاسل الجبلية وسط الصين في مقاطعات سيتشوان وشنشي وقانسو، وكانت يعيش دب الباندا في المناطق المنخفضة، ولكن الزراعة وإزالة الغابات وخطط التنمية جعلت دب الباندا يتخذ من الجبال سكنا له، و"الباندا العملاق" ليس من الصعب إرضائه عندما يتعلق الأمر بأماكن نومه، حيث إنه ينام من "2- 4" ساعات فقط في اليوم، لأنه يقضي الكثير من الوقت في تناول الطعام، لذلك فهو يقع نائما في أي مكان على أرضية الغابة، أو بجانب شجرة، أو متكأ على فرع.

رأس كبير وديل قصير

دب الباندا حيوان متوسط الحجم ويتميز بالرأس الكبير وذيل قصير مع أنف كبير يساعده على وجود حاسة شم متطورة إلى حد كبير، ولديه فراء سميك يتميز باللونين الأبيض والأسود حيث إن معظم الجسم يكون أبيض اللون وتوجد بقع سوداء كبيرة على الأطراف والأكتاف والأذنين والأنف، وأيضا يوجد بقع سوداء حول العينين الصغيرتين، ويتراوح طوله من 1.5 إلى 1.8 متر، أما الوزن ما بين 110 إلى 250 كيلوجرام، ومتوسط عمر"الباندا" يتراوح بين 20  إلى 35 عاما.

غذاء الباندا

دب الباندا 99% من نظامه الغذائي يتكون من الخيزران أو المامبو، ولكن ذلك الغذاء لا يكفي لسد جوعه، لذلك فهو يقضي نصف اليوم أي حوالي 12 ساعة في تناول الطعام حيث تتناول ما يقرب من 12.5 كيلوجرام من الخيزران لتلبية الاحتياجات اليومية من الغذاء.

تزاوج الباندا 

دب الباندا حيوان انفرادي يحب العيش بمفرده، ولا يجتمع مع أقرانه إلا في وقت التزاوج، وأنثي الباندا تبدأ التكاثر عندما تصل إلى (6- 7) سنوات من العمر، وهي تلد كل عامين، وتتزاوج في الربيع من شهر مارس إلى مايو، ويستمر الحمل خمسة أشهر، وتلد في عش من الخيزران.

أطفال الباندا

تلد أنثى دب الباندا صغير أو اثنين على أقصى تقدير، وذلك في إحدى قواعد الأشجار أو في داخل كهف، وطول صغير دب الباندا لا يزيد على 15 سم ووزنه يكون حوالي 100 جرام.

يبدأ صغير دب الباندا في الزحف بعد حوالي ثلاثة أشهر من الولادة، وتتجول أنثى الباندا وصغيرها على ظهرها حتى يتم الستة أشهر، ثم يبدأ في التحرك بمفرده بجانب والدته، ويفطم الصغير بعد حوالي عام من الولادة، ولا يترك الأم حتى يتم عام ونصف، وبعض الأشبال تفضل البقاء مع والدتهم لعدة سنوات حتى تصبح حاملا مرة أخرى.

أحجام الباندا

نظرا لحجم دب الباندا الكبير ليس لديها الكثير من التهديدات داخل مناطق تواجدهم ولكن صغار الباندا يكونون أكثر عرضة لهجوم الحيوانات المفترسة مثل النمور والطيور الجارحة، ولكن أكبر تهديد لحيوانات دب الباندا هو الإنسان بسبب عمليات الصيد الكثيرة التي تستهدفه للحصول على فرائه، ما سبب تعرض حيوانات دب الباندا لخطر الانقراض، حيث أصبحت أعداد دب الباندا لا تزيد عن 1500 دب في البرية، وحوالي 300 دب باندا يعيشون في حدائق الحيوانات ومراكز التكاثر.

البيات الشتوي للباندا

دب الباندا العملاق على عكس الدببة الأخرى حيث إنه لا يستطيع التوقف عن الأكل، وانخفاض القيمة الغذائية من الخيزران يمنعه من بناء الدهون الاحتياطية لاستمراره خلال فصل الشتاء، لذلك لا يدخل في مرحلة البيات الشتوي، وبدلا من ذلك قد يهاجر مسافات قصيرة إلى المرتفعات.

انقراض الباندا

دب الباندا العملاق مهدد بالانقراض وهو مدرج على القائمة الحمراء، وما تبقى في البرية منه ما يقرب من 1000 باندا، وكان الصينيون يطاردون الباندا العملاق لاعتقادهم أن الفراء يطرد الأرواح الشريرة، ولكن الصيد الآن له عقوبات صارمة.

الإنسان صديق وعدو لدود للباندا

الباندا حيوان كبير الحجم لذا لا يشعر بالتهديد داخل بيئته الطبيعية، لكنّ صِغاره قد يقعون فريسةً للنمُور والطيور الجارحة، لكنّ التهديد الحقيقي للباندا ليس عالم الحيوان بل هو الإنسان! فالإنسان هو الذي دمّر بيئة الباندا الطبيعية وحولّها لمناطق زراعية وأزال الغابات من أجل التنمية،

والإنسان هو الذي تسببّ بعمليات الصيد الكثيرة للباندا للحصول على فِرائه وهذا أدخلَ الباندا لائحة الخطر. فأصبحت أعداد الباندا في الطبيعة تُقارب الألف ونِصف الألف فقط، وقد بدأت برامج لحماية الباندا من الانقراض وسَنّ القوانين التي تكفَل ذلك والحِفاظ عليه في حدائق الحيوان، حيثُ بلغت أعداد الباندا في حدائق الحيوان والمحمِيات الطبيعية عدّة مِئات.

ويُعتبر حيوان الباندا رمزاً حضارياً وثقافياً للصين، وقد حافظَت عليه أُسرة هان الإمبراطورية واعتبرتهُ أغلى حيوان في حديقة الإمبراطور في شيان. وللعِلم فإنّ الباندا موجود في الكثير من حدائق الحيوان في الصين وتُعتبر تكلُفة رعاية حيوان الباندا الأغلى من بين كُل الحيوانات، فهو أغلى مثلاً من الاحتفاظ بالفيل خمس مرات، وهناك جهود وتعاون بين حدائق الحيوان بالصين وجِهات عالمية أُخرى لتنسيق الجُهود للحِفاظ على حيوان الباندا.

تهجين الباندا

ومن المشاكل الصعبة التي تُواجه العُلماء للحفاظ على الباندا هي مُشكلة التكاثُر، لأنه لا يهتم كثيراً بمسألة التزاوج، وخاصّة حينما يتّم الاحتفاظ به خارج بيئته الطبيعية، وحاول العُلماء استخدام التلقيح الصّناعِي وتمّ استخدام أساليب كثيرة للوصول إلى مُعدّل إنجاب يصل إلى دُب باندا كل سنتين مما أدى إلى تراجع ملموس في المخاطر التي تُحيط بالباندا وتُهددهُ بالانقراض.

الباندا الأحمر

هُناك نوع من الباندا يُدعى بالباندا الأحمر، وهذا النوع لا يُشارك الباندا التي نعرفها في الخصائص الجينية، وبالتالي فهو ليس الباندا الذي نعرفهُ على الإطلاق، بل هو نوع آخر يعيش في غابات آسيا المُعتدلة وخاصة في مناطق الهيمالايا، في الهند ونيبال وبوتان والصين وميانمار.

قد يشترك الباندا الأحمر مع الباندا التقليدي الذي نعرفُه في بعض الخصائص الغذائية والسُلوكية مثل أنه يأكل الخيزران والأعشاب والجذور والفواكه،  وهو حيوان خجول جداً وانطوائِيّ مثل الباندا، و يشبه القِط في حجمِه والراكون ومُعدّل وزنه قريب من خمسة كيلوجرامات، وكذلك يشترك مع الباندا الذي نعرفُه في أنّه مُهدد بالانقراض.

شقاوة وطرائف

 

أقرأ أيضاً

حيوانات تهاجم القرى الجبلية في الأقصر.. والأهالي يستنجدون

وحيد القرن الأبيض.. حيوان نادر ينتظر الانقراض