التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:23 ص , بتوقيت القاهرة

شروق" وبورتريه "ويل سميث" وفضيلة تشجيع المواهب الغائبة

تغيب عن مجتمعاتنا فضيلة تشجيع المواهب، والاحتفاء بها، وتحضر فقط الغيرة، ومشاعر التنافس السلبية، والتي تجلب معها ممارسات الطعن في الآخر، والتقليل منه، ومن عمله، ولعل حالة الغيرة السلبية هي حالة مصرية ينفرد بها مجتمعنا دون المجتمعات الأخرى، التي تفسح الطرق أمام الموهوبين.


الفنانة شروق يحي بجانب بورتريه ويل سميث


أقرب هذه الأمثلة ما تعرضت له الرسامة شروق يحي، من طعن واتهامات بتقليد بورتريه رسمته بالفحم للفنان الأمريكي "ويل سميث"، التي وضعته على صفحتها في انستجرام، ووضعت معه صورا تدل على أنها صاحبة العمل، أثناء مراحل تنفيذه، لكن بدلا من تشجيع الفنانة وتحيتها على عملها الفني، حاصرتها اتهامات بسرقة البورتريه، من صورة قديمة للفنان الأمريكي على أحد مواقع الصور.


بورتريه ويل سميث لشروق يحي


نحن بحاجة إلى نشر ثقافة تشجيع الموهوبين، ودعمهم نفسيا، بدلا من "كعبلتهم" والطعن في اجتهادهم، تغيب عن أذهاننا أن الكلمة الطيبة بوسعها أن تفتح آفاقا أمام أنفسنا، وأمام أبنائنا لدفع الآخرين لبلوغ مراتب مهمة في مجالات الثقافة الإنسانية، الكلمة طريق، والكلمة نور، والكلمة أيضا قد تكون رصاصة في قلب موهوب، فلماذا نطعن في الموهوبين إذا عملوا عملا جميلا؟ ولماذا لا ننشر ثقافة تشجيعهم بدلا من نشر ثقافة التشكيك والسفسطة؟


حالة الرسامة شروق، تجسد آلاف الحالات المتعطشة ليد تربت، وتحنو، وتطبطب، وتساعد هؤلاء الموهوبين، للخروج من الانطفاء الذي يعانون منه، تسيطر على المنصات الفنية، أياد تنفرد وحدها بالأضواء، وترفض فتح الباب أمام المغمورين، وتسليط الضوء على مواهبهم، والاحتفاء بأعمالهم، وكما توجد لجان إليكترونية تعمل في الخفاء لتدلس وتكذب، توجد فرق "التراس" للمديكورز التي تطنطن لأصحابها، وتشوشر على أي منافس يظهر في الطريق، الحالة المصرية تكره أي نور فني جديد، تخشى من المنافسة، وفي الحقيقة أن الفنون أساسها التنوع، فلا توجد مدرسة فنية لها الهيمنة على مدرسة أخرى، كما توجد الفنون البصرية، توجد المدارس التشكيلية، وكما يعشق البعض اللوحات المرسومة بالزيت، يفضل آخرون الفحم، أو الرصاص.


مراحل تنفيذ بورتريه شروقتنفيذ بورتريه شروق


شروق يحي ليست الحالة الفنية الوحيدة التي تتعرض للطعن في موهبتها، وهي في سبيل الصراع من أجل موهبتها، ترسم المشاهير، وتعينها وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي على ترويج أعمالها، لذلك لجأت مثلا لرسم بورتريه لملك القلوب اللاعب محمد صلاح، ووضعته على حسابها بموقع انستجرام، و"منشنت" فيه اللاعب، و"شيرّ" عنها الفنان محمد هنيدي، وهو ما له من متابعين على حسابه، باتت وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، خير معين على كسر هيمنة "المديوكرز" على المشهد الفني، وانفرادهم بالساحة، سيكسر كل صاحب موهبة، ومبدع آلاف القيود والأسيجة التي تحاصره، وسيتجاوز العقبات إلى التحقق والنجاح.


أحد أعمال شروق يحي


اقرأ:


خناقة تويتر على بورتريه ويل سميث "فن ولا تقليد"