التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 12:03 ص , بتوقيت القاهرة

"القادم لقتلك بادر واقتله".. كواليس 4 سنوات من التخطيط لاغتيال عرفات

ظلت إسرائيل على مدار حروبها بداية من غزو فلسطين عام 1948 وحتى الآن، تحاول إقناع المجتمع الدولي بأنها تؤيد السلام في الشرق الأوسط، ولا تهدف إطلاقًا لإراقة الدماء أو ما شابه ذلك، إلا أن سوء القدر يفاجئ الإسرائيليون أنفسهم بما هو جديد وناجم عن مخططات قادتهم الخفية، لاغتيال القادة العرب على رأسهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد أن كشف كتيب "القادم لقتلك بادر واقتله.. التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية"، الذي أعده معلق الشؤون الاستخبارية رونين بريجمان، كواليس تخطيطات ظلت على مدار أكثر من 4 سنوات بين قادة إسرائيل للقيام بتصفية "أبو عمار".


الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات


البداية 


بداية القصة عام 1968، حينما سعت الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" إلى استخدام فلسطيني كان معتقلاً في سجونها، لاغتيال "عرفات"، وتم إخضاع السجين الفسطيني لعملية "غسل مخ"، بهدف إقناعه بتصفية الزعيم الفلسطيني الراحل، وبعد الإفراج عن السجين الفلسطيني بخمس ساعات، قام بتسليم نفسه للشرطة الأردنية وإبلاغها بالمخطط الإسرائيلي، ما وضع قادة إسرائيل في فضيحة أمام العالم.


عرفات


المخطط الجديد


بعد فضح مخطط إسرائيل وضع "الموساد" الفكرة في طي النسيان لمدة 11 عامًا، ومع حلول عام 1979، حينما نفذت حركة "فتح" العملية الفدائية الشهرية في مدينة “نهاريا”، والتي راح ضحيتها 4 مستوطنين، الأمر الذى كان بمثابة الفرصة الذهبية لتنفيذ المخطط "إياه"، فأصدر  رئيس الأركان في ذلك الوقت، رفائيل إيتان أمرًا بتكثيف المحاولات الهادفة لتصفية القيادات الفلسطينية، التى كانت إسرائيل قد بدأتها قبل سنوات مضت.


وأصدر "إيتان" أوامره الصارمة  إلى قائد المنطقة الشمالية في الجيش أفيغدور، بالتصفية الجماعية، بالإضافة إلى تكليف مائير دجان، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لجهاز "الموساد"، بالإشراف على تصفية القيادات الفلسطينية، حيث قام بتشكيل وحدة أطلق عليها “جبهة تحرير لبنان من الأجانب”، لكن جبهتهم لم يحلفها الحظ على حد وصف مؤلف الكتيب.


رفائيل إيتان


 


رئاسة شارون وزارة الحرب


بعد مضى عامين تقريبًا على عودة فتح مخطط اسرائيل القديم لإغتيال القادة الفلسطنين على رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات، كانت إسرائيل على موعد جديد مع تولي آريل شارون، وزارة الحرب، هذا الرجل المثير للجدل في اسرائيل وخارجها، سرعان ما  أمر كلًا من بن غال، ودغان، بتكثيف الجهود الهادفة لتصفية القيادات الفلسطينية، ليخطو "شارون" على خطى سابقيه.


شارون


"سمك مملح"


مع مطلع عام 1982 شرعت اسرائيل في حربها ضد لبنان، وقرر وقتها "شارون" تشكيل طاقم جديد أُطلق عليه “سمك مملح” كانت مهمته تصفية "عرفات"، وحرصًا على تحقيق نتائج كبيرة، عين "شارون" عوزي ديان، الذي كان يقود وحدة "سييرت متكال"، أهم وحدات الصفوة في جيش الاحتلال، على رأس الطاقم، وهو ابن شقيق وزير الحرب الأسبق موشيه ديان.


بعد تشكيل طاقم الفريق، سارع أعضاؤه بالتخطيط لإغتيال "عرفات" أثناء إجرائه حورًا صحفيًا مع 3 من الصحفيين الإسرائيلين في يوليو عام 1982، لكن تجاهل "ديان" لأوامر شارون التى وصفها بالغير صالحة للتنفيذ كانت سببًا كفيلًا في نجاة "عرفات" وفشل العملية، ليعاود الإسرائليون مهامة من النقطة "صفر".


عوزي ديان


إسقاط قنبلة


مع خبرة "شارون" الكبيرة في الحروب وسفك الدماء، شعر الرجل بأن  "ديان" يتملص من تنفيذ عملية الاغتيال، فأصدر أوامره بتولي رئيس الأركان، رفائيل إيتان، بنفسه، فقام الأخير باستدعاء  قائد قسم العمليات في سلاح الجو، العميد أبيعام سيلع، وقال له: “سأطير معك في أجواء بيروت وسأتولى شخصيا بتشغيل الزر الذي سيفضي إلى إسقاط القنبلة على عرفات لقتله”.


بالفعل قام رئيس الأركان بالطير بنفسه مع قائد سلاح الجو لتنفيذ عملية اغتيال "عرفات"، ونجح ثنائي اسرائيل في إلقاء القنبلة على المكان الذي كان يفترض أن يتواجد فيه "عرفات"، إلا أن الأخير وصل للمكان بعد وقت قصير من إلقاء القنبلة، لينجو بأعجوبه وتكتب إسرائيل صفحة فشل جديد في مخطط اغتيال ياسر عرفات.


إف 16


السمك الذهبي


بعد فشل كافة المحاولات السابقة قرر "شارون" تشكيل طاقم آخر أطلق عليه “السمك الذهبي”، واستدعي طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، لإسقاط طائرات كان يفترض أن يتواجد عليها عرفات، إلا أن قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وعضو طاقم “سمك ذهبي”، الجنرال عاموس جلبوع، عارض الأمر، ما أوقف المخطط نهائيًا.


 


اقرأ أيضًا..


لماذا يسعى الأجانب للاستحواذ على قطاع الخدمات فى مصر؟


الاغتسال في النيل وطلاء المقابر بالحناء.. أفراح المصريين "بهجة مختلف ألوانها"