10 معلومات عن الشيخ الباقوري "أحبه الأقباط وغضب عليه الإخوان"


في السابع والعشرين من أغسطس عام 1985 توفي الشيخ أحمد حسن الباقوري، والذي يعد واحدًا من أهم علماء الأزهر الشريف وأول وزير للأوقاف بعد ثورة 23 يوليو 1952.
الباقوري لم يكن مجرد عالم أزهري وخطيب مُفوه ومستنير أثرى حياة المصريين بالكثير، بل إنه قدم اوراق اعتماده للتاريخ بصفته واحدًا من عموم المصريين، يعيش حياتهم، ويتعرّض لما يتعرضون له في هذه الحياة، ولم ير في نفسه وصيًا دينيًا على ضمير المسلمين رغم مكانته العلمية الرفيعة، بل ومكانته السياسية، وكونه أحد علماء الأزهر البارزين.
"دوت مصر" يرصد أهم المحطات في حياة الشيخ الجليل في الذكرى 32 لوفاته
- ولد الشيخ أحمد حسن الباقوري سنة 1907 في قرية باقور مركز «أبوتيج» بأسيوط ، وتعلم في الكُتّاب وحفظ جزءاً من القرآن ثم دخل المعهد الديني في اسيوط ، وكان الباقوري مولعا بالشعر منذ صباه وحفظ المعلقات قبل أن يبلغ السابعة عشرة.
- التحق بمعهد أسيوط الدينى سنة 1922، وحصل على الثانوية فى 1928، ثم التحق بالقسم العالي وحصل على العالمية النظامية فى 1932، ثم حصل على شهادة التخصص فى البلاغة والأدب فى 1936، وبعد تخرجه عُين مدرسا للغة العربية والبلاغة فى معهد القاهرة الأزهري، ثم نقل مدرساً بكلية اللغة العربية، ثم وكيلا لمعهد أسيوط الديني، ولم يلبث أن نقل إلى القاهرة وكيلا لمعهد القاهرة الأزهرى فى 1947.
- انضم الشيخ الباقوري إلى حركة الإخوان المسلمين وهو طالب في الأزهر وكان أحد قيادات الإخوان وكان عضو مكتب الإرشاد وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة حسن البنا، لكن بعد ثورة 23 يوليو 1952، طلب جمال عبدالناصر ورجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء من الإخوان في الوزارة، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن جمال عبد الناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصري، من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالي؛ ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقوري.
- تحول الباقوري إلى عدو كبير للإخوان، لمجرد أنه وافق على قبول كرسي و وزارة الأوقاف في ظل ثورة يوليو، مخالفا لرأي المرشد، الذي أراد أن يضغط على مجلس قيادة الثورة للحصول على امتيازات أكبر وأهم من العرض الذي قدمه عبدالناصر وهو ثلاثة مقاعد للإخوان في الحكومة، وقد فوجئ الباقوري بالمرشد الهضيبي يطلب منه الاستقالة من الحكومة فورًا في لقاء عاصف جمع بينهما، حيث يحكي عنه الباقوري في مذكراته "استقبلني المرشد في فتور شديد وبوجه عابس لم أعهده من قبل"
- عمل الباقوري مع عبدالناصر الذي كان في حاجة إلى مثله بعد أن تنكر للإخوان واصطحبه في زياراته للدول الإسلامية حيث كان هو الخطيب ومارس مسؤوليته كوزير للأوقاف بروح إنسانية سمحة، وكان بينه وبين كثير الأقباط صداقة حميمة ومحبة.
- قضى الباقوري في الوزارة سبع سنوات من 1952 إلى 1959، حتى عزله جمال عبدالناصر بسبب وشاية كاذبة، وحدد عبدالناصر إقامته في بيته 5 سنوات كاملة، وإن عبد الناصر قد اعتذر للباقوري بعد ذلك وعينه مديرًا لجامعة الأزهر.
- الباقوري كان رمزاً للوسطية والاعتدال، ففي كتاب الكاتب الصحفي القدير محمود عوض «شخصيات»، وفيه مجموعة من الحوارات، أحدها مع الباقوري، سأله عوض: كيف ترى حياتك منذ أصبحت أحد رجال الدين فى مصر؟ فقاطعه الباقورى: لست رجل دين، فأنا لم أتخصص فى الدين، ولكن فى اللغة العربية وآدابها. فسأله عوض: ولكنك تخرجت فى الأزهر، فقال الباقورى: نعم والناس ينظرون إلى رجال الأزهر على أنهم رجال دين، وهذا خطأ يجب تصحيحه، لأنهم يرون رجل الدين واسطة بين الناس وربهم، فى حين أن كل مسلم مسؤول عن الإسلام ولا واسطة بينه وبين ربه، وكل الذى يمتاز به الدارس فى الأزهر هو حصوله على دراسات نوعية وفنية، تؤهله لاستخراج أحكام من القرآن والسنة، يا أخى الدين يسر لا عسر، ودعنى أقل لك إن الشرق الإسلامى حين اتصل بالغرب المسيحى، أخذنا نحن المسلمين عنه كلمة (رجل دين)، وهذا مفهوم خاطئ.
- من مواقفه المستنيرة التي لا تُنسي الفتوى الرسمية التي اصدرها بشأن فيلم " الرسالة" عام 1974 ، فقد كان الأجرأ في الدفاع عن الفيلم، وعن الفيلم الديني عمومًا حيث قال في فتواه:" لا أستثني من الظهور في أعمال فنية إلا شخصية الرسول- صلي الله عليه وسلم.. أما الصحابة فلا مانع من ظهورهم إطلاقًا ما دام هناك إمكانات تضمن ظهورهم بشكل لائق بمكانتهم، وما دام العمل نفسه جيدًا وما دام اختيار الممثل دقيقًا، فلا يوجد نص في القرآن، أو فتوى في الشريعة تمنع ظهور شخصية صحابي- مهما يكن قدره- في عمل فني، لأن شخصية أي صحابي عاشت الحياة الإنسانية بكل ما فيها.. ويمكننا أن نختار من حياتهم ما يدعم الدعوة الإسلامية)، غير أن استنارة الباقوري وصراحته، لم تمنع الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية من مصادرة "الرسالة" قبل وصوله للجمهور المصري في الوقت نفسه عرض الفيلم في معظم الدول العربية بعد أن أدخلت عليه 17تغييرًا رقابيًا.???????
???????
- كان عضو في كثير من المؤسسات الدينية والفكرية وقد حاز جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة فى 1985، فضلا عن مجموعة من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير التي حصل عليها من دول العالم العربى، كما مثل مصر وترأس الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعربية والدولية.
- له العديد من المؤلفات وقد تجاوز عددها 20 كتابًا ومؤلفًا، من بينها "الإدراك المباشر عند الصوفية، سيكولوجية التصوف، دراسات في الفلسفة الإسلامية،، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه، علم الكلام وبعض مشكلاته، الإسلام في إفريقيا، الصائمون، بقايا ذكريات، الإسرة في الإسلام".
اقرأ ايضًا