التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 06:09 م , بتوقيت القاهرة

أسرار وفضائح قطرية "الحلقة1".. علاقات الدوحة وتل أبيب "تمويل وتطبيع وأشياء أخرى"

بدأ ملف العلاقات القطرية-الإسرائيلية  كتابة أولى صفحاته بشكل مُعلن عام 1996 بعد زيارة شيمون بيريز لقطر وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، والتبادل التجاري والزيارات التي لم تنقطع حتى في أكثر اللحظات سخونة في المنطقة العربية.


لكن هناك تقارير إسرائيلية تتحدث عن أن بداية العلاقات الإسرائيلية مع قطر بدأت فعليًا باتفاقات "أوسلو" التى تم التوقيع عليها فى 1993، بالإضافة إلى المحادثات الثنائية مع الفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق السلام مع الأردن.


مراقبة التسلح


وأشارت التقارير إلى أن هناك حصاد متجدد للمحادثات متعددة الأطراف لعملية السلام التى دشنت فى مؤتمر مدريد (أكتوبر 1991)، الذى جلست فيه إسرائيل حول مائدة واحدة مع دول عربية لم تقم معها علاقات دبلوماسية، لبحث التعاون فى قضايا المياه والاقتصاد ومراقبة التسلح والأمن الإقليمى.


حمد وتسيبي ليفني في لقاء سابق


وبحسب دراسة إسرائيلية صدرت عن مركز "دايان الإسرائيلي" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب، بعنوان "علاقات قطر بإسرائيل.. نموذج لسياسة خارجية مستقلة" للباحث الإسرائيلي عوزي رابي، رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية والخليجية، فقد تناول في دراسته طبيعة العلاقات (القطرية- الإسرائيلية) وأهدافها، والمثير  في هذه الدراسة هو أنها تتناول هذه العلاقات من المنظور القطري، حيث تشير الدراسة  إلى أن التغيرات الكبيرة في سياسة قطر الخارجية تجاه إسرائيل تعود إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي حلّ محل والده في انقلاب قصر غير دموي في السابع والعشرين من يونيو 1995.


تغيير قطر


ومنذ صعوده إلى سدة الحكم، بحسب الدراسة، حرص الشيخ حمد على تغيير قطر، بحيث تصبح صاحبة نفوذ إقليمي ولو بتطبيع جزئي مع إسرائيل، وتبنى الحاكم الجديد فورًا سياسات تتسم بالرفض والنفور من المملكة العربية السعودية ومواقفها السياسية، وتباعدت قطر عن المملكة العربية السعودية أكثر وأكثر، كما تباعدت أيضاً عن عدد من دول الخليج الأخرى بوضوح عام 1997، عندما رفضت التراجع عن قرارها باستضافة قمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي حضرها مندوب عن إسرائيل .


حمد بن خليفة و احد الحاخامات


 تمويل حملة نتنياهو


كشفت رئيسة حزب الحركة الإسرائيلي تسيبي ليفني، عن قيام قطر بتمويل الحملة الانتخابية لرئيس وزراء حكومة  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عام 2013، وبحسب القناة الإسرائيلية الأولى، أوضحت ليفني أن قطر قدمت مبلغ 3 ملايين دولار لدعم حملة "نتانياهو" الانتخابية، فيما حصل حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة حليف نتانياهو "أفيغدور ليبرمان"على مبلغ مليون ونصف المليون دولار و هذا ليس بمستغرب على آل ثاني، فقد حصلوا على خارطة جديدة لفلسطين من إسرائيل و عرضوها لأول مرة في تاريخ هذه القضية  في دورة الألعاب العربية للعام 2011، والتي أظهرت الدولة الفلسطينة بشكل مزيف و مجتزأ كما تريد إسرائيل، حيث ضمت فقط قطاع غزة والضفة الغربية بدلًا من فلسطين كاملة.



 علم إسرائيل فوق مدرسة بالدوحة


أقدمت مدرسة قطرية على رفع العلم الإسرائيلي في قطر ضمن فعاليات احتفالاتها ببداية العام الدراسي الجديد 2016 متجاهلة رفع العلم الفلسطيني، حيث قامت مدرسة "دوحة كولج" الخاصة بالعاصمة القطرية برفع علم إسرائيل خلال فعالياتها الاحتفالية وهو ما أثار غضب الشعب القطري، لكن وزارة التعليم القطرية قالت في تعقيب على الواقعة إن المدرسة أزالت العلم الإسرائيلي، مشيرة إلى اعتذار مدير المدرسة عن أي إزعاج تسببت به المدرسة دون أن تعلن الوزارة أي إجراء رسمي تجاة رفع العلم الإسرائيلي.


العلاقات القطرية الاسرائيلة ممتدة منذ عقود


 مزرعة إسرائيلية لمنافسة المنتجات العربية


 لم تتوقف علاقة الدوحة بتل أبيب عند هذا الحد، فقد كشف الإسرائيلي سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس و مؤلف كتاب "قطر وإسرائيل - ملف العلاقات السرية" والذى عمل في السابق مديرا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل، ومديرا لمكتب المصالح بين البلدين فى الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، أن اتفاقًا تم بين الدوحة و تل أبيب لإنشاء مزرعة متطورة لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها فى مزارع إسرائيلية، لأجل منافسة منتجات المملكة والإمارات.


حمد بن خليفة وليفني في لقاء سابق


 صعود حمد بن خليفة بقوة إسرائيل


وأشار أول دبلوماسي إسرائيلي يعمل في قطر "سامى ريفيل" والذي يعد واحدا ممن كان لهم باعا طويلا فى دفع التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية من خلال منصبه كأول رئيس مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية فى الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، إلى أن هناك ارتباطا وثيقا ما بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – "أمير قطر السابق ووالد تميم" وما بين تسريع نمو العلاقات القطرية الإسرائيلية، بعد انقلاب حمد على والده هو الآخر.


ويقول ريفيل في كتابه "قطر وإسرائيل - ملف العلاقات السرية" إن الأمير سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية فى قطر، الأمر الذى وفر حماية أمريكية للإمارة فى مواجهة أى ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لا سيما إيران والسعودية.


رفع الحصار عن إسرائيل


كما طالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادى المفروض من جانب العرب على إسرائيل، خاصة أن خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها عملت على تحويلها إلى لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها.


شيمون بيريز وحمد


 قطر الذراع السياسية لإسرائيل 


قالت صحيفة "كالكست" الإسرائيلية إن حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر هو الذي يشرف شخصيا علي التعاون الإلكتروني الجديد مع إسرائيل، لأن أميرها مهتم بتشجيع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية لتصدير تقنياتها المتطورة إلى بلاده وحريص على زيارة إسرائيل لتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجال صناعة التكنولوجيا المتقدمة.


فيما اعتبر الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي شابتاي شافيت في تصريحات لصحيفة "يدعوت احرونوت" الإسرائيلية في الوقت ذاته بأن قطر لعبت دورًا تاريخياً لصالح إسرائيل في المنطقة، بل أكثر من دور و أن ما قدمته قطر لصالح إسرائيل أكبر بكثير مما قدمته إسرائيل لصالح الدوحة، قائلا "إن قطر هي الذراع السياسية لإسرائيل في المنطقة".