وتسبب هذا في انتقادات أردنية واسعة على السوشيال ميديا، حيث طالب البعض بمقاضاته بتهمة السب والتشهير والتحريض ضد مواطنين مسالمين، وتكفل أحد رموز تيار "الإسلاميين"، وهو المهندس ليث شبيلات، بالرد على كلام النائب الإخواني مستنكرا إياه بشدة.

وعلى النحو النقابي، فإن ما حدث يعني أن نقابة المهندسين أكبر النقابات المهنية في الأردن، لم تعد تحت السيطرة الإخوانية وهي النقابة ذات الثقل السياسي للتيارات المشاركة فيها – ولطالما انحصرت المنافسة بين الإخوان والقوميين، وتضم النقابة في عضويتها حوالى 140 ألف مهندس في كافة القطاعات، وهي النقابة التي كان يستغلها الإخوان و"تيار الإسلام السياسي" عموما، في الظهور السياسي القانوني.

كما استغل الإخوان هيمنتهم على مجلس النقابة الأكبر في تدعيم جهودهم، مما أدى إلى مخالفات مالية هائلة ومشروعات استثمارية لصندوق النقابة باءت بالخسارة فجعلت أغلبية المهنيين من أبناء النقابة يفقدون ثقتهم في الإخوان ويتحررون من وهم أنهم "ناس بتوع ربنا" أو "يتقون الله".

أما ما تسبب في خسارة الجماعة الإرهابية فكان أن قائمة "نمو" جاءت ببرنامج يعتمد على تقديم برنامج مهني صرف يتعلق بقضايا المهندسين وإيجاد حلول لها.

وأدى ذلك إلى انكشاف الإخوان، الذين اعتمدوا دوما (وفي كافة الانتخابات) على انتقاد الآخرين أو كشف سلبياتهم وعدم "اتياعهم الطريق القويم" الذي هو طريقهم كما يدعون.

على النطاق السياسي فإن دلالات الخسارة الإخوانية تعني تأكيدا لحالة الانقسام التي تضرب التنظيم نتيجة "الترخيص" لفصيل وإدعاء فصيل آخر أنه هو التنظيم، أدى إلى ضعف الإخوان من الداخل وعدم قدرتهم على المنافسة.

لكن الدلالة الأهم أن انتخابات نقابة المهندسين كشفت أن تنظيم الإخوان ليس قويا بالشكل الذي تضفيه عليه قدرته التنظيمية، ليس في الأردن فحسب، بل ربما في كل البلاد التي ينشط فيها التنظيم.

كذلك كشفت تلك النتيجة أن أكثر ما يفيد الإخوان، وغيرهم من التنظيمات الانتهازية المماثلة، هو انجرار المنافسين سياسيا لهم إلى أرضيتهم في الرد على انتقاداتهم وسبابهم وتشهيرهم.

لكن يبقى الأهم القدرة على تقديم بديل حقيقي وواقعي للناس يوصف مشاكلهم ويقترح الحلول، سواء كان في نقابة مهنية أو مجلس محلي أو بلدية أو حتى برلمان.