يشير معظم علماء الأحياء الذين درسوا القندس، إلى أن سلوك تلك الحيوانات هو سلوك فطري وليس مكتسبا، فالقندس محب لعمله بطبيعته، وهو يداوم مع أفراد عائلته على بناء السدود الضخمة في المجاري المائية والأنهار، وقد يصل طول بعض تلك السدود إلى أكثر من 450 مترا، يصنعها القندس مثل معماري خبير من الأعواد والفروع الخشبية والطين، ويدعمها مرة أخرى من أسفل بقواعد من الطين والحجارة.

وتقوم القنادس باستمرار بتفحص سدودها وإصلاحها، وتساعد القندس تلك السدود في الحصول على طعامه، فالقندس حيوان نباتي لا يسعى وراء أي من الثدييات الأخرى أو الأسماك أو الحشرات.

ويشعر القندس بالأمان في الماء، ويفضل تناول طعامه دون أن يغادره، لذلك فهو يتغذى على لحاء وأوراق الأشجار وعلى النباتات المائية، التي تعلق بسدوده أو تنمو داخل تلك المناطق الرطبة والبرك المائية التي تصنعها تلك السدود.

ويصنع القندس بيته داخل السدود، فوق مستوى الماء، فيصنع جدرانه السميكة من الطين وقطع الأخشاب، ويصنع أنفاقا تحت الماء للدخول إلى بيته، الذي يحتوي على سرير من العشب وأوراق ورقائق الأشجار، حيث يستطيع النوم وتربية صغاره، كما توجد فتحات للتهوية من أعلى.

ويمثل ذلك السد المائي مكانا آمنا للقندس وصغاره من الحيوانات المفترسة، كالذئاب والدببة، التي لا تستطيع الوصول إليه في قلب الماء، وتلعب حيوانات القندس دورا مهما في الطبيعة وفي النظم البيئية التي تحيط بها، فببناء هذه السدود توجد الأراضي الرطبة والبيئة الخصبة التي تجذب الأسماك والبط والضفادع وغيرها من الحيوانات.

وتشير إحدى المنظمات، التي تعمل على حماية القنادس، إلى أن ما يقرب من نصف الحيوانات المهددة بالانقراض والخطر في أمريكا الشمالية، تجد ملجأ آمنا لها في تلك الأراضي الخصبة التي يصنعها القندس، كما أن امتصاص تلك الأراضي الرطبة لكميات كبيرة من الماء عند هطول الأمطار أو ارتفاع مستوى مياه النهر، يمكنها من منع الفيضانات.

وسدود القندس هي مرشحات طبيعية تحجز الرواسب والسموم من الوصول إلى المجاري المائية أو المحيطات، لكن القندس يواجه حملة مناهضة من المزارعين والفلاحين، ممن تتضرر أراضيهم القريبة من الأنهار عند انهيار تلك السدود فجأة بعد هجران القنادس لها، كما لا تفرق أسنان القندس الحادة بين بعض الأشجار النادرة وذات الأهمية عن غيرها عندما يقطعها لبناء تلك السدود.