التوقيت الثلاثاء، 08 يوليو 2025
التوقيت 09:17 ص , بتوقيت القاهرة

عائشة بنت طلحة... اهتمامات سبقت كيم كارداشيان

أبوها طلحة بن عبيد الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة. أمها أم كلثوم بنت أبي بكر. خالتها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر. تزوجت أول مرة من ابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ثم مصعب بن الزبير. إذن فهذه السيدة رفيعة المقام، متصلة بعلاقة دم ونسب بكل من: بيت النبي محمد. بيت أبو بكر الصديق أول المبشرين بالجنة. بيت طلحة بن عبيد الله أحد المبشرين بالجنة. بيت الزبير بن العوام الصحابي الجليل وأحد المهاجرين للحبشة.


لهذا السبب لا نندهش حين نعلم أنها أحد رواة الأحاديث، فقد أكد الزرقاني شارح موطأ مالك أن لها أحاديث في كتب الصحاح الستة، وروى عنها أكثر من واحد من رواة الحديث، وربما أشهر حديث لها: عن مولي عمر بن عبيد الله... كانت عائشة بنت طلحة عند عائشة زوج النبي فدخل عليها زوجها هنالك، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، فقالت له عائشة (أم المؤمنين) ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها؟ فقال: أقبلها وأنا صائم؟ قالت نعم.


المفترض مع وضع كهذا، وقياسا على الصورة الذهنية المتخيلة عن حياة السلف، أن تكون هذه السيدة محط اهتمام أبناء جيلها من السلف الصالح، وذلك بسبب اقترابها من كل هذه الأعلام الدينية الخفاقة، التي يتمحور حولها التاريخ الإسلامي كله. المفترض أن يكون علمها محط أنظار أبناء جيلها، واهتمام من كتبوا عنها بعدهم، إلا أن ما نستشفه من كتب التراث، أن شيئا من هذا لم يحدث. نعم كان لها مجالس في الشعر والأدب، إلا أن "مؤخرتها" هي التي حظيت بالاهتمام كله. نعم! مؤخرتها.


أول ما يُلفت الانتباه في شخصية عائشة أنها كانت امرأة جميلة جدا. وبالطبع كانت تشعر بهذه الميزة، بل وكانت تتباهى بها، ولما طلب منها مصعب بن الزبير ذات مرة أن تستر وجهها في حضرة الرجال قالت: إن الله خلقني جميلة، وأحب أن يرى الناس جمالي ليعرفوا فضلي. هل في وجهي عيب أخاف أن يراه الناس حتى أستره؟!


وعلى هذا الوضع من السفور، بلغة الفقه، كانت تقيم ما يمكن أن نسميه بلغة عصرنا ندوات، يحضر إليها الرجال، ليس فقط من أجل الشعر، بل كانوا يحضرون خصيصا من أجل جمالها. فقد نُقل عن أنس بن مالك أنه ذات مرة قال لها: إن القوم يريدون أن يدخلوا إليك ليروا حسنك. فردت عليه: أفلا قلت لي فألبس حُسن ثيابي!


وعن الشعبي راوي الأحاديث، قال: دخلت على مصعب بن الزبير فقال لي: يا شعبي ارفع هذا الستر فرفعته، فإذ بعائشة بنت طلحة. فقال مصعب: كيف ترى؟ قلت: ما كنت أظنّ أن في أهل الأرض من يشبه هذه. فالله الله في نخوة السلف الصالح!


وكانت طاغية الأنوثة أيضا، إذ إن "أثيلة بنت المغيرة" كانت قد زارتها مرة فخرجت تقول: رأيت عجيزتها (أي مؤخرتها) من خلفها وهي جالسة كأنها غيرها، فوضعت إصبعي عليها كي أعرف ما هي، فلما لمستها ضحكت عائشة وقالت: ما أكثر من يُعجب مما عجبت منه. تعني "انتي مش أول واحدة تعجب بـ ط... عجبت كتير غيرك"!


وجدير بالذكر أن ابن كثير ذكر وصفا مشابها لمؤخرة لها ذات المعالم، لكن هذه المرة كانت مؤخرة هند بنت عتبة شخصيا، إذا أورد على لسان أبي هريرة قوله: رأيت هند بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس!


وذات مرة، ذهبت إليها "خاطبة"، ذات حسب وشرف. فقالت: كنّا في مأدبة لقريش فذكروا جمال النساء فلم أدر كيف أصفك، فألقي ثيابكِ، ففعلتْ. وأقبلت وأدبرت فارتجّ كل شيء منها. فخرجت من عندها تصفها قائلة: والله ما رأيت مثلها مقبلة ولا مدبرة. عظيمة العجيزة. ممتلئة الترائب، نقية الثغر. وصفحة الوجه فرعاء الشعر. ممتلئة الصدر خميصة البطن. ضخمة السرة مسرولة الساق. يرتّج ما أعلاها.


وكان لها مع زوجها مصعب الزبير، بعد وفاة عبدالله بن أبي بكر، قصص طريفة، إذ إنه قدّم لها مهرا مقداره مليون درهم، أخذه من بيت مال المسلمين، الذي كان قد تولى أمره في العراق، فقال فيه الشاعر.
أبلـغ أمير المؤمنـين رسالـة                     من ناصح لك لا يريد خداعا
بضع الفتاة بألف ألف كامل                      وتبيتُ حراس الثغور جيـاعا


ولما علم أخوه عبد الله بن الزبير غضب وقال: "إن مصعب قدم أيره وأخر خيره". ثم قابله مصعب ورضاه، فسامحه عبدالله. ولما علم عبد الملك بن مروان - الذي قتل مصعب- بالأمر قال: لا والله. أخر أيره وأخر خيره. فالله الله في أمانة السلف الصالح!


وذات مرة، غضبت عائشة من مصعب، فأراد أن يصالحها فأبت، فقال له صديق يدعى "أشعب" ماذا تعطني لو صالحتها عليك؟ قال 10 آلاف درهم. فذهب إليها أشعب وقال لها: قد علمتِ حبي لكِ قديما وحديثا من غير منالة ولا فائدة.. ثم حكى لها أنه قد اتفق مع مصعب على المبلغ السالف ذكره إذا صالحهما، فوافقت إرضاء للعاشق الولهان.


ويبدو أنها كانت دائمة الغضب على مصعب بسبب علاقتهما الجنسية؛ إذ يخبرنا صاحب كتاب تحفة العروس أن مصعب حين هم بالدخول عليها قال لها: لأقتلنك الليلة! فلم يجامعها سوى مرة واحدة ثم نام من فوره، ولما كان الصباح أيقظته وقالت له: قم يا قتال! قد رأيناك فلم تحل لنا ** وبلوناك فلم نرض الخَبرْ.


وفي حضرة جارية لها، دخل زوجها عمر بن عبيد الله.. فوقع عليها على مسمع من الجارية التي تصف المشهد فتقول: شخرت ونخرت وأتت بالعجائب من الرهز - والرهز هو الأصوات التي تحدث بين المُتناكحين - فلما خرجت عائشة سألتها الجارية: أنت في شرفك ومروءتك وموضعك تفعلين هذا؟ فردت عائشة بالقول: إن الخيل العتاق لا تشرب إلا بالصفير. وفي موضع آخر إنا نستهب لهذه الفحول بكل ما نقدر عليه وبكل ما يحرك شهوتها. فما الذي يزعجك في هذا؟ فقالت الجارية لو كان هذا في الليل كان أفضل. فردت عائشة: إن الذي يحدث في الليل أعظم من هذا.


لماذا أحدثكم أصدقائي عن عائشة ومؤخرتها؟


فقط لنعلم أن مجتمع السلف كان كأي مجتمع آخر كمجتمعنا اليوم مثلاً، لم يكونوا ملائكة، ولا متفرغين للعبادة بالشكل الأسطوري الذي يريد المشايخ منا تمثله. كانت أحاديثهم كأحاديثنا. يشغلهم الجنس كما يشغل أي مجتمع بشري، حتى عندما تقاطع الجنس من امرأة لها كل هذا الشرف والنسب، تعاملوا مع الأمر بشكل طبيعي، باعتبارها مؤخرة، عفواً، باعتبارها أنثى، وهم رجال!