يعرف السعر الحراري "الكالوري" بمدى قدرة الطاقة داخل المادة الغذائية على رفع درجة حرارة جرام واحد من الماء بمقدار درجة مئوية واحدة، ولذلك يستخدم جهاز المسعر أو الكالوريميتر في قياس السعرات الحرارية التي تحتويها المواد الغذائية والأطعمة.

والمسعر هو جهاز يستخدم في المختبرات الكيميائية لقياس كمية الحرارة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية أو التغيرات الفيزيائية، وكذلك تحديد السعة الحرارية، وفي المسعر يتم حرق قطعة من المادة الغذائية المراد قياس سعراتها الحرارية في حيز مغلق يحيط به كمية من الماء، وترفع الطاقة الناتجة عن احتراق المادة الغذائية من درجة حرارة الماء المحيط بغرفة الاحتراق، وبمعرفة كمية الماء المسخن، ومقدار الزيادة في درجة حرارته، يمكن حساب محتوي الطاقة أو السعرات الحرارية في المادة الغذائية.

فعلى سبيل المثال، فإذا كانت كمية الماء المحيطة بغرفة الحريق داخل المسعر تقدر بـ10 ليترات (أي 10آلاف جرام)، وزادت درجة حرارتها بمقدار خمس درجات مئوية، فهذا معناه أن قيمة السعرات الحرارية لتلك المادة الغذائية هي حاصل ضرب القيمتين معا وتبلغ 50 ألف سعر حراري من الطاقة (أي 50 كيلوسعر).

ويتم تداول قيمة السعرات الحرارية غالبا بالكيلو سعر "الكيلو كالوري" Kcal، والذي يعادل ألف سعر حراري، لأن السعر الحراري كمية صغيرة جدا لكي تكون وحدة قياس ذات فائدة عملية.

ويشير العلماء إلى مبالغة المسعر في حساب محتوى السعرات الحرارية للأطعمة، عند الاعتماد عليه في حساب السعرات الحرارية اللازمة للغذاء اليومي للفرد منا، حيث يجب مراعاة أن المسعر يقوم بحرق المادة الغذائية بكاملها، وصولا إلى تحولها إلى رماد، وهو ما لا يحدث داخل الجسم البشري، فنسبة صغيرة فقط من الطعام هي التي يتم هضمها وحرقها وتحويلها إلى طاقة، وهي تبلغ تقريبا 2% من الدهون، و5% من الكربوهيدرات، و8% من البروتين.

ويعرف خبراء الأغذية منذ وقت طويل قيمة السعرات الحرارية في كل مجموعة غذائية، وكذلك القدر اللازم لكل شخص من السعرات الحرارية اليومية، حيث يتم ترتيب ذلك في جداول السعرات الحرارية للأطعمة، ولا يحتوي كل ما يتناوله الإنسان على سعرات حرارية، فالماء والألياف والمعادن لا تحتوي على سعرات حرارية، في حين يحتوي جرام واحد من البروتين على 4 سعرات حرارية، ويحتوي جرام واحد من الكربوهيدرات على 4 سعرات حرارية، ويحتوي جرام واحد من الدهون على 9 سعرات حرارية.