كل ما تحتاج معرفته عن منتج "الفياجرا النسائية" الجديد


في 27 أبريل عام 1998، وافقت إدراة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على دواء الفياجرا Viagra، أول حبوب علاجية للضعف الجنسي عند الرجال، لتجمع الشركة المصنعة "فايزر" ثروة طائلة فور وصوله للأسواق.
صنع ذلك النجاح سباقا حادا بين شركات الأدوية لتحقيق السبق في الوصول إلى الخلطة المناسبة لعلاج الضعف الجنسي عند الطرف الآخر أو النساء، والذي انتهي بالأمس بانتصار شركة سبراوت فارماسوتيكالس، بعد تأييد عقارها "فليبانسرين" Flibanserin، بمجمل 18 صوتا مقابل 6 أصوات من اللجنة المختصة في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ويتوقع أن تطرح الحبوب الوردية الجديدة في الأسواق الأمريكية في غضون أيام، وسط ترحيب البعض وقلق وترقب آخرين.
هل نحتاج إلى فياجرا نسائية؟
تشير عدة إحصائيات إلى أن ما يقرب من ثلث نساء الولايات المتحدة يعانين من برود جنسي، وهو ما يؤثر سلبا على علاقتهن بأزواجهن، وبينما يرجع بعض الأطباء أسباب ذلك البرود إلى حالة طبيعية تظهر مع التقدم في العمر، يرجح آخرون أنها حالة مرضية، يطلق عليها "اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية" HSDD، والذي يتعلق باضطراب في مسارات الدماغ التي تتحكم في الرغبة.
وكيف سيساعد العلاج الجديد في حل المشكلة؟
صنعت عقاقير "فليبانسرين" من الأساس كمضاد للاكتئاب، لذى فهي على عكس الفياجرا الخاصة بالرجال تستهدف الدماغ وليس الأعضاء التناسلية، ففي حين تقوم آلية عمل الفياجرا الرجالية على زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، يتلاعب عقار فليبانسرين في مسارات الدماغ ليزيد مع الوقت من الرغبة الجنسية، وهو العرض الجانبي الذي اكتشف بالصدفة عندما أبلغت عنه بعض النساء التي شاركن في تجاربه الأولية كمضاد للاكتئاب، كما يجب أن يستخدم "فليبانسرين" بشكل يومي ليظهر مفعوله، على خلاف الفياجرا الخاصة بالرجال.
وما مدى فاعلية العلاج؟
أبلغت المشاركات في تجارب العلاج الأولية عن زيادة عدد المرات التي حظين فيها بعلاقة حميمة مرضية بمعدل 1.7 مرة شهريا، ففي حين كانت عدد المرات 2.8 مرة شهريا قبل استخدام العلاج، زادت لتصل إلى 4.5 مرة شهريا، لكن المشكلة تكمن في أن بعض النساء اللائي أعطين علاج وهمي خلال التجارب، أبلغن كذلك عن زيادة بمعدل مرة واحدة شهريا عن العادي، أي أن الفارق بين العلاج الوهمي والفليبانسرين ضئيل للغاية بمعدل زيادة مرة واحدة فقط، وهو أحد الأسباب التي دفعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لرفضه مرتين متتاليتين، في عامي 2010 و2013، وفقا لتقرير نشرته "فوربس".
وماذا عن الأعراض الجانبية؟
أشارت تقارير إدارة الأغذية والأدوية السابقة عن العلاج، أنه لا يتمتع بالنسبة الصالحة بين المنافع والأعراض الجانبية، حيث تشمل الأعراض الجانبية النعاس وانخفاض ضغط الدم والغثيان والإغماء، خاصة في حال خلطه مع مشروبات كحولية، وهي أيضا أحد أسباب رفضه السابقة، ومع قبوله هذا العام أوصت اللجنة المختصة أن يكون العلاج تحت الرقابة المشددة من الأطباء والصيادلة، ويتم التنبيه جيدا لإعراضه الجانبية وخطورة استخدامه مع الكحوليات.
جدل بين الحركات النسائية
وعما يراه البعض تعنتا من الإدارة الأمريكية في تسهيل وصول العقار الأنثوي للأسواق، ترجع عدد من الحركات والجمعيات النسائية ذلك لأسباب تتعلق بالانحياز الجنسي، حيث تشير "سوزان سكانلان"، قائدة حركة "أيفين ذا سكور" Even The Score الداعمة للعقار، أن الأعراض الجانبية للعقار لا تقارن بما تسببه 26 من عقاقير الضعف الجنسي الذكورية المرخصة، التي قد تسبب في النوبات القلبية والعمى وحتي الموت المفاجئ، كذلك أفضلهم بالنسبة لي هو "انفجار القضيب"، على حد قولها.
وترد "سيندي بيرسون" من National Women's Health Network، وهي أحد المجموعات غير الداعمة للعقار، إنه من المحبط أن تفشل أحد الشركات في تصنيع العلاج المناسب، فتلجأ لتمويل حركات تتلاعب بقضايا المساواة الجنسية للوصول إلى مبتغاها.
هذه ليست أولى التجارب وغالبا ليست الأخيرة
لم يكن عقار "فليبانسرين" هو الأول من نوعه، فالسباق للوصول إلى العقار المناسب بدأ مع النجاح المذهل الذي حققه عقار "فياجرا" الذي أنتجته شركة فايزر قبل 17 عاما، حيث أغرى ذلك النجاح "فايزر" لتجربته سريعا على النساء، والذي زاد بالفعل من تدفق الدم للأعضاء التناسلية الأنثوية لكنه لم يظهر تأثيرا ملحوظا على رغبتهم الجنسية.
ظهرت بعد ذلك "ملصقات التستوستيرون" أو هرمون الذكورة، والتي تظهر تأثيرا جيدا على النساء التي أجرين عملية استئصال المبيض، لكنه لم ينجح في الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ثم جاء الدور أخيرا على عقار "فليبانسرين"، الذي صنعته شركة بوهرينجز أنجلهايم في البداية، وباعته لشركة سبراوت بعد رفضه من قبل اللجنة المختصة في الإدارة الأمريكية عام 2010، ليتم رفضه مرة أخرى عام 2013، لذلك يتوقع عدد من الخبراء أن الموافقة الأخيرة على أول عقار لعلاج البرود الجنسي لدى الإناث، سيفتح الباب على مصارعيه للكثير من الشركات التي ستتسابق على أن تكتسح منتجاتها سوقا حديث الولادة.