التوقيت الخميس، 05 يونيو 2025
التوقيت 11:39 م , بتوقيت القاهرة

10 أخطاء تزيد أفلام الخيال العلمي متعة وإثارة

يحب الكثير منا مشاهدة أفلام الخيال العلمي ويندمج معها، لأنها تحمل لقطات رائعة تعبر عن الدور الكبير الذي لعبه العلم وتقنياته في تغيير عالمنا، كذلك تلمس المشاهد، لأنها تظهر حضارة المستقبل المزدهرة والاختراعات المتطورة، آمالنا وطموحاتنا عن طبيعة المستقبل الذي نحلم به، إلا أن كتاب أفلام وروايات الخيال العلمي قد يلجؤون في بعض الأحيان لكسر القوانين الفيزيائية وتجاهلها، في سبيل خلق أحداث أكثر حماسا، ولقطات أكثر جذبا للمشاهدين، ولا شك أنهم ناجحون في ذلك تماما، فحتى علماء الفيزياء يهوون متابعة تلك المشاهد.


وبحسب موقع "io9"، الذي سأل مجموعة من أشهر علماء الفيزياء، عن أكثر اللقطات التي تخرق قوانين الفيزياء في أفلام الخيال العلمي، لكنها تجعل الأفلام أكثر تسلية وإثارة، جاوبوا بردود نعرض أبرز 10 منها، في السطور التالية.


مركبات أسرع من الضوء


من منا لا يعشق تلك المركبات الضخمة التي تظهر في أفلام الخيال العلمي، والتي تستطيع السفر آلاف السنين الضوئية، بسرعة فائقة، لتتنقل بين النجوم والمجرات بسلاسة، ورغم أن ذلك يبتعد كل البعد عن الواقع، حيث تستغرق رحلتنا حتى إلى أقرب جار لنا "القمر" 3 أيام، إلا أن رائد الفضاء الأمريكي والكاتب العلمي المحبوب  "فيليب كاري بليت"، يرى أنها تمنح الأفلام مرونتها المطلوبة، فلو تخيلنا أن الأفلام تماشت مع الواقع، ليقود البطل مركبة كمركبتنا الحالية باتجاه النجوم، سيكون الفيلم عبارة عن مشهد واحد ممل وطويل للغاية، ولن يعجب المشاهدين إطلاقا، "تلك التقنية تبدو ضرورية للأفلام!".



الجاذبية سهلة الصنع


يشير "جيمس كاكليوس"، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة مينيسوتا الأمريكية، إلى أنك لا تستطيع خلق الجاذبية بداخل المركبة الفضائية في فراغ الكون الهائل بسهولة، إذ تحتاج حينها لأن تدور المركبة حول نفسها وبسرعات كبيرة، لتنتج تلك الحركة المغزلية قوة جذب مركزي، تبقي رواد السفينة الفضائية ثابتين في مواقعهم.


إلا أن أفلام الخيال العلمي تتجاهل تقريبا تلك النقطة، كسلسة أفلام "ستار تريك"، إلا أن كاكليوس يشير أيضا أن بعض الأفلام تنبهت لذلك، كفيلم 2001: A Space Odyssey، الذي أخرجه المخرج المبدع "ستانلي كوبريك" عام 1968.



قانون نيوتين الأول للحركة لا يؤثر في الأفلام


لا يشكل قانون نيوتن الأول عن القصور الذاتي للأجسام، أي مشكلة لطاقم السفن الفضائية في الأفلام، كما يوضح "شون كارول"، وهو فيزيائي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث يحافظ رواد السفينة الفضائية على هدوئهم، دون التأثر بالتسارع المفاجيء أو التوقف. 


وينص القانون نيوتن الأول للحركة على أن "الأجسام المتحركة تنزع للحفاظ على حركتها، وهو المسبب الرئيسي وراء اللحظات المحرجة، التي نختبرها عندما نندفع لنصدم بمن يقف أمامنا، فور توقف مفاجيء للحافلة أو مترو الأنفاق".



مركبات بسرعة الضوء تتواصل مع الفضائيين


في حال كانت المركبة تتحرك بسرعة الضوء، وأرسل الفضائيون إشاراتهم للمركبة من خلال موجات راديو، كالتي نستعملها للتواصل على كوكبنا، فإن الإشارات ستظل في سباق خاسر دائما مع المركبة السريعة، ولن تصل أبدا،لأن كل من المركبة والموجة يمتلكان سرعة واحدة في الفراغ، وهي سرعة الضوء، لذلك فإن حركة المركبة ستجعل فكرة التواصل مستحيلة، بحسب كاكيليوس.


ويشبه ذلك المفارقة التي تحدث عنها الفيلسوف اليوناني "زينو"، التي تعرف بـ"أخيليس والسلحفاة"، حيث أشار زينون إلى أن السلحفاة يمكنها أن تهزم البطل الأسطوري في السباق، إذا بدأ السباق بأن تكون السلحفاة متقدمة عن أخيليس، وكلما وصل أخيليس لنقطة التي كانت توجد بها السلحفاة، تكون السلحفاة قد تقدمت بمسافة أخرى، ليستمر البطل الأسطوري في سباق خاسر مع السلحفاة.


الكون مزدحم للغاية


الكون واسع للغاية، وتوجد بين الأجرام السماوية مسافات هائلة، حيث أنك إذا غامرت بسفينتك الفضائية داخل حزام الكويكبات، لن ترى كويكبا واحد حتى تحدد وجهتك، وعن أي كويكب تبحث بالضبط، على حد قول عالم الفيزياء الفلكية "شون  كارول"، لذلك لا يحتاج الجنرال "وليام بيل"، بطل مسلسل "Battlestar Galactica" أن يقترب من المقاتلين نهائيا، ويمكنه عوضا عن ذلك أن يحتفظ بمسافة كبيرة تكفل له الحماية والانتصار، لكن الأمر سيكون مملا وأقل إثارة من مناورات الفضاء بمراحل.



قاموس لغة المجرات


في هذه النقطة لن نشير إلى خطأ في الفيزياء، لكن عالمة الفيزياء "إيمي جريفز"، فضلت بدلا من إجابة عن سؤال أي الخرافات الفيزيائية يجعل أفلام الخيال علمي أكثر إثارة؟، أن تشير إلى قاموس اللغة الكوني، كالذي ظهر في سلسة "ستار تريك"، وعن الخيال والإبداع الذي ينطوي عليه التصور في الفيلم، لآلية عمل ذاك الجهاز العجيب.



مسدسات إشعاعية تفتت ضحاياها


إن كمية الطاقة المطلوبة لتفتيت شخص كامل أو إخفاؤه تماما ضخمة للغاية، الأمر شبه مستحيل على حد قول عالم الفيزياء "كاكيليوس"، الذي يوضح أنه فور إطلاق الأشعة باتجاه جسم ما، ستهتز ذرات الجسم بعنف لتنتقل الطاقة على شكل حرارة بعيدا، أي أنك إذا أردت أخفاء ذلك الجسم عليك أن تسبق سرعة هروب الطاقة على شكل حرارة، لتتحرر ذرات الجسم وتتطاير، وهو أمر صعب للغاية، ويحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة، لذلك فحتى مسدس الأشعة الخارق  DL-44، الذي كان برفقة "هان سولو" في سلسة "ستار وورز"، لن يفي بالغرض.



الطاقة رخيصة للغاية


بالحديث عن المسادسات الإشعاعية، فقد أشار "كريج رودجر"، أستاذ الفيزياء بجامعة أوتاجو في نيوزلندا، بأنه يرى أن هذه التقنية هي من أكثر الخيالات بعدا عن الواقع في أفلام الخيال العلمي، "فلو تخيلنا حضارة تمتلك هذه الكمية من المسدسات، ومركبات أسرع من الضوء، وغيرها من التقنيات الحديثة للغاية، فإن تلك الحضارة ستحتاج لكميات لامحدودة من الطاقة لتوفير احتياجاتها، ويجب أن تكون على معرفة كبيرة بكيفية تخزيينها وتدويرها، وهو حلم من الصعب تحقيقه في عالمنا الواقعي"، على حد قوله.


التحرك بسرعة الضوء لا يؤثر في الزمن


لا يهتم صانعو أفلام الخيال العلمي كثيرا بنسبية أينشتاين العامة، بحسب عالم الفيزياء والفلك الأمريكي "جيمس كاكليوس"، حيث يحلق أبطال الأفلام من مجرة إلى أخرى بسرعات تقارب أو تزيد عن سرعة الضوء، دون أن يتمدد الزمن، لكن لحسن الحظ، عالج فيلم الخيال العلمي المثير للجدل Interstellar تلك النقطة، حيث أنه بعد رحلة لثقب أسود ضخم، يجد بطل الفيلم "كوبر" أن ابنته "مورفي" قد تساوت معه في السن.



أبطال الأفلام منيعون ضد الأشعة الكونية


يعلق "رودجر" على هذه النقطة: "إذا أردت السفر في الفضاء، ستواجه معضلة كبيرة مع البروتونات والنيوترونات عالية الطاقة القادمة من الشمس، يمكن لتلك الجسيمات أن تدمر تراكيب الخلايا وحمضها النووي، لتؤدي في النهاية إلى الوفاة الحتمية، ولن تكون المركبات الضخمة التي تظهر في الأفلام كافية للحماية من تأثير تلك الأشعة، فقد يحتاج الأبطال إلى دروع سحرية، أو أجسام نانوية تصلح الخلايا كل لحظة، للنجاة من كارثة مشابهة".