التوقيت الخميس، 19 يونيو 2025
التوقيت 07:10 ص , بتوقيت القاهرة

الحقيقة وراء "الفستان لونه إيه؟"

لا حديث الآن على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي سوى حول "الفستان". صورة لـ "فستان" نشرتها المغنية الاسكتلندية "كيتلين ماكنيل" على موقع التدوين والتواصل الاجتماعي "تمبلر" Tumblr، تسببت في انقسام مستخدمي الإنترنت حول لونه، فالبعض يراه "أبيض X ذهبي" بينما يؤكد آخرون أنه "أزرق X أسود" أو "أزرق X ذهبي".


لو كنت تسأل عن اللون الأصلي للفستان، فهو "أزرق X أسود"، كما هو معروض على موقع متاجر التجزئة البريطانية "رومان أوريجينالز" Roman Originals، فهل يمكن أن تسبب الصورة منخفضة الجودة الملتقطة للفستان في ضوء الشمس كل تلك الحيرة؟


علميا.. فإن الإجابة "نعم"


يتعلق الأمر بطريقة العين البشرية في رؤية الألوان في ضوء الشمس ومعالجة المخ لذلك الضوء، فنحن نرى الأشياء حولنا عندما يسقط الضوء عليها فينعكس عنها إلى شبكية العين، وقد تطور مخنا على معرفة وتسجيل لون مصدر الضوء الفعلي، ثم طرح لون الضوء من اللون الفعلي للجسم الساقط عليه.


تخيل مثلا ضوءا أصفر يسقط على جسم أبيض، سيدرك مخك لون مصدر الضوء الأصفر، وسينجح في تجاهل تأثيره بالفعل، وقد تطورت العين البشرية للتفرقة جيدا بين لون مصدر الضوء الساقط على الجسم وبين لون الجسم نفسه، كما تطورت للتعامل مع مجموعة كبيرة من الأضواء الملونة.


على الجانب الآخر، يتغير ضوء الشمس إلى مجموعة من الألوان من الشروق إلى الغروب، من ضوء يميل للاصفرار والاحمرار مع الشروق، إلى ضوء أبيض يميل للزرقة في منتصف النهار، ولذلك يكون على نظام الرؤية لدينا أن يتجاهل ضوء الشمس بكل تأثيراته وفصله تماما عن اللون الحقيقي للأجسام الساقط عليها.



وفي حالة "الفستان"، فإن الطيف الواسع للألوان، الذي يتضمنه ضوء الشمس الساقط على الفستان، سوف يؤثر على احساسنا بلونه، فعندما يتجاهل مخ البعض منا للون المائل للزرقة في ضوء الشمس، سيظهر لون الفستان "أبيض X ذهبي"، بينما عند البعض الآخر الذي يتجاهل مخهم للون المائل للاصفرار سيظهر الفستان "أزرق X أسود"، مثلما يوضح عالم الأعصاب في جامعة واشنطن "جاي نيتز" للموقع الإلكتروني لمجلة Wired.


ووفقا لـ "نيتز" ، الذي قضى 30 عاما من عمره في دراسة الفروق الفردية في الرؤية لدى البشر، فإن حالة الارتباك التي صنعها لون الفستان على الإنترنت تستحق أن توصف بواحدة من أكبر الفروق الفردية في رؤية الألوان التي صادفها في حياته، خاصة وأن البعض قد رأى نفس الفستان بلونين مختلفين في صورتين مختلفتين.