غطسة الدب القطبي

يعتبر الاستحمام بالماء الساخن وسيلة الكثيرين للهرب من برد الشتاء القارس، وعلى الرغم من نصائح المتخصصين، وخاصة أطباء الجلدية، بأهمية الاستحمام بالماء البارد لما فيه من فوائد، فإن الكثيرين يتجاهلون هذه النصائح ولا يعطوها اهتماما، وإذا كان الكثيرون يسخفون من فكرة الاستحمام بالماء البارد في الشتاء، فماذا عن السباحة في ماء يقترب من درجة التجمد؟

قد تبدو فكرة مجنونة، ولكن الآلاف يقومون بذلك سنويا في الأول من يناير، احتفالا ببداية العام الجديد، فيما يسمونه بغطسة الدب القطبي The Polar Bear Plunge، وهو تقليد شائع منذ سنوات، خاصة في أمريكا وكندا.

هذا التقليد الذي يبدو خطيرا وجنونيا، قد يفاجئكم ما فيه من فوائد صحية

حيث تظهر دراسة حديثة إن هؤلاء الذين يسبحون في الماء البارد شتاء بشكل منتظم، تتحسن صحتهم العامة، ويزداد نشاطهم، كما تقل معاناتهم من الآلام، الدراسة تثبت ما يصرح به سباحو الشتاء ومحبو غطسة الدب القطبي، الذين يعبرون عن شعورهم بالارتياح والنشاط بعد السباحة في الماء البارد، حيث يكون ذلك نتيجة إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين، والدراسة نشرتها مؤخرا لمجلة الطبية International Journal of Circumpolar Health .

كيف يتأقلم الجسم مع الماء البارد؟

الجسم عند تعرضه لماء بارد تقل درجة حرارته عن 4 درجات مئوية، يشعر بصدمة تجعل الجسم يقوم برد فعل للتكيف مع البرودة، حيث تتقلص الشعيرات الدموية على سطج الجلد للحفاظ على الحرارة، كما تزيد سرعة التنفس، وترتفع نبضات القلب بمعدل كبير، وباستثناء هولاء الذين يعانون من أمراض أو مشاكل قلبية، فإن الأمر يكون مفيدا جدا، خاصة وأن الجسم يستطيع الحفاظ على حرارته الداخلية لفترة طويلة، ولكن تزداد برودة الأطراف، خاصة الأيادي والأقدام، ولكن طالما لم تتجاوز مدة البقاء في الماء البارد 30 دقيقة، فليس ثمة ضرر أو خطورة.