التوقيت الخميس، 26 يونيو 2025
التوقيت 01:13 م , بتوقيت القاهرة

من هو بنجامين فرانكلين..المخترع والفنان ورجل الدولة؟

طائرة ورقية تتصل بسلك معدني في نهايته مفتاح، هي كل ما استخدمه العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين ليثبت حقيقة نظريته التي تتحدث عن وجود شحنات كهربية في الصواعق يمكن الحصول عليها وتحويلها إلى شرارة كهربية، ورغم أن الاحتمالات تشير إلى أن تجربة "فرانلكين" لم تغادر مخيلته إلى التطبيق العملي قط، خاصة أنه لا يوجد في تسجيلاته الشخصية ما يدل على زمانها أو مكانها، إلا أن ذلك لا ينفي كونه أول من تحدث عن الكهرباء، عندما نشر كتابه الشهير "تجارب وملاحظات على الكهرباء" Experiments and Observations on Electricity، في عام 1747، والذي أثبتت الأيام صحة الكثير من نظرياته حول الكهرباء، التي أوصلته إلى ابتكار مانعة الصواعق التي تحمي المنازل والسفن من ضربات الصواعق والبرق.



في عام 1706، استقبلت الأرض الأمريكية الجديدة صرخات الطفل "بنجامين فرانكلين"، الذي بدأ حياته متدربا في مكتب للطباعة يمتلكه أخوه في بوسطن، ثم انفصاله عنه وتأسيس شركته الخاصة للطباعة والنشر في ولاية بنسلفانيا، والتي حققت نجاحا ملحوظا جعلته في غضون فترة قصيرة واحدا من أبرز الشخصيات المعروفة هناك.


وتكشف قائمة ابتكارات "فرانكلين" عن شخص متعدد المواهب والاهتمامات، فقد كان لديه فضولا فطريا حول نظرية عمل الأشياء جعلته دائم التفكير في تحسين أداءها وكفاءتها، وعلى الرغم من عدم شهرته كدارس للعلوم الحيوية، إلا أن شغفه المماثل بطريقة عمل الجسم البشري جعلته يطور، في سنوات صغير، أول قسطرة بولية مرنة يتم إنتاجها في أمريكا، في محاولة لمساعدة أخيه الذي عاني من بعض الحصوات الكلوية، كما ابتكر زعانف السباحة في عمر 11 سنة، وقدم في وقت مبكر من عام 1784 طريقة مبتكرة في تصميم السفن ساعدت على تلافي الحوادث المتكررة للغرق نتيجة تسرب المياه إليها.



وفي عام 1761، ابتكر فرانكلين الهارمونيكا الزجاجية Glass Armonica، والتي وصفها بأنها أكثر اختراعاته التي أكسبته شعورا بالرضا عن نفسه، واستلهم فكرتها بعد الإستماع إلي عزف موسيقي علي كئوس زجاجية امتلأت بالنبيذ، وكانت "هارمونيكا فرانكلين" أصغر حجما من الأصل، وتكونت من زجاجات مختلفة الأحجام والسمك، مثبتة علي عمود دوران يدار بدواسة قدم، وتعطي كل زجاجة نغمة محددة دون الحاجة إلي ملأها بالماء، وقد حازت شهرة واسعة خاصة في إنجلترا، حتي أن "موتسارت" و"بيتهوفن" ألفا مقطوعات موسيقية خاصة لتعزف عليها، كما ابتكر تصميما جديدا للمواقد النارية سميت بموقد فرانكلين Franklin Stove، وابتكر أيضا عداد المسافات "الأودوميتر" Odometer، الذي ثبته في عربته ليتمكن من قياس المسافات لتحديد أقصر الطرق لتوصيل الرسائل والطرود البريدية، عندما كان أول مسئول عن مكتب البريد والمراسلات في أمريكا، في عام 1775.



وفي عام 1784 م، عندما أصبح  التبديل المستمر بين نظارتي الرؤية والقراءة عبئا عليه، طور فرانكلين النظارة ثنائية البؤرة Bifocal Glasses، والتي ما زالت مستخدمة حتي اليوم، فقد أصبحت العدسة الواحدة تتكون من نصفين معا داخل إطار واحد، يمكن الرؤية البعيدة عبر نصفها العلوي، بينما يمكن الرؤية القريبة عند النظر لأسفل عبر نصفها السفلي.


كما كان "فرانكلين" أول عالم يدرس ويرسم خريطة واضحة لتيار الخليج Gulf Stream، الذي وصفه بدقة كنهر دافيء وسط مياه المحيط يتدفق إلى الشمال من جزر الهند الغربية وعلى طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى ابتكاره للكاريكاتير السياسي، الذي دعى فيه إلى اتحاد المستعمرات ضد فرنسا.





كذلك صنع "بنجامين فرانكلين" لنفسه اسما في عالم السياسيين ورجال الدولة، ففي عام 1757 م، سافر إلي إنجلترا ممثلا عن 4 ولايات أمريكية، وقد أبدى معارضته الشديدة لكثير مما تنتهجه الدولة العظمي تجاه المستعمرات الأمريكية الوليدة، خاصة فرض الضرائب المبالغ فيها، ومع عودته إلي أمريكا كرس جهوده نحو النضال من أجل الإستقلال، ولقد انتخب عضوا في الكونجرس، وعضوا في اللجنة الخماسية التي قامت بصياغة إعلان الإستقلال، كما كان أحد الموقعين الأوائل عليه في عام 1776 م، توفي بنجامين فرانكلين في عام 1790 م في الوقت الذي رسم فيه الطريق لمشاهير بعده مثل توماس أديسون وجراهام بيل ليسيروا علي نفس خطاه في خدمة البشرية.