التوقيت الأحد، 24 أغسطس 2025
التوقيت 10:35 ص , بتوقيت القاهرة

تلسكوب "هابل" الفضائي يحتضر

مع اقتراب عيد ميلاده الـ 25 في العام المقبل، أثار الكثير من علماء الفضاء المخاوف من قرب فقداننا لأحد أكبر التلسكوبات الفضائية وأكثرها تنوعا في علم الفلك، تلسكوب هابل الفضائي، الذي توقفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن تحديثه وصيانته منذ عام 2002، ليتفق الجميع على قرب نهاية التلسكوب في غضون 10 سنوات على الأكثر، إذا ما استمرت "ناسا" على موقفها، حسبما نشر موقع مجلة Popular Science العلمية.

"ناسا" تتخلى عن تلسكوب "هابل" الفضائي


فوفقا لآراء علماء الفضاء الذين التقاهم الموقع الأمريكي، فإن "ناسا" لا تتبنى أية خطة لرفع مستوى التلسكوب الفضائي الذي يحتاج إلى صيانة دورية وتحديثات دائمة، لذلك يتوقع الجميع أن يزداد جذب الأرض تدريجيا للمرصد الفضائي ليخرج عن مداره وصولا إلى لحظة نهايته واحتراقه في الغلاف الجوي للأرض.


وكانت آخر برامج وكالة "ناسا" لتحديث وصيانة التلسكوب الفضائي قد تمت عبر أربع بعثات بين عامي 1993 و2002، تم فيها تحديث تكنولوجيا المرصد واستبدال بعض أجهزته وعدساته وبطارياته وإعادته إلى مداره، بينما أدت كارثة مكوك الفضاء كولومبيا، عام 2003، إلى توقف البعثة الخامسة لصيانة التلسكوب، والتي كانت مقررة عام 2005، وفي عام 2009 وافقت "ناسا" على مهمة صيانة أخيرة ومحدودة للتلسكوب، وحتى هذه اللحظة لا يبدو على "ناسا" أية بوادر في تغيير موقفها تجاه "هابل".


 


 


ويعرف العلماء جيدا أهمية الصيانة الدورية لتلسكوب "هابل" الفضائي، الذي يدور حول الأرض كل 97 دقيقة، ويقضي عمره ما بين ضوء الشمس المباشر أو درجات الحرارة شديدة الانخفاض في الظلام بعيدا عن الشمس، وكيف يمكن أن تؤدي تلك التغيرات السريعة في درجة الحرارة إلى الإضرار بالتلسكوب، ويتذكر العلماء المشاركون في آخر رحلة فضائية لصيانة التلسكوب كفائته التي تدهورت إلى أقل من 20% حال وصولهم إليه، ويؤكدون أن العد التنازلي لموت التلسكوب بدأ بالفعل مع توقف وكالة "ناسا" منذ فترة عن تقديم خدمات الصيانة إليه.


 


في نهاية المطاف، يبدو أن الأمر لا يخرج عن خيارين طرحهما العلماء أمام وكالة الفضاء "ناسا"، فإذا لم تتمكن "ناسا" من الوصول إلى طريقة للوصول إلى "هابل" لإصلاح معداته ودفعه مرة أخرى إلى مداره، ولو بمساعدة شركات تجارية خاصة مثل "سبيس اكس" أو "بوينج"، فإن على "ناسا" الانتظار إلى حين اقتراب التلسكوب من الغلاف الجوي للأرض، وإرسال صاروخ للالتحام معه لتوجيه هبوطه إلى المحيط، للإجهاز عليه في أمان، ويقتنع العلماء بأن "ناسا" تتبنى الخيار الثاني خاصة أنها تخطط لإطلاق تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، في عام 2018، الذي سيدور على ارتفاع أكثر من 900 ألف ميل من الأرض، وسيغطي أطوال موجية للضوء أطول بكثير من تلكسوب "هابل".