10 أيام لم يتوفى أو يولد فيها أحد.. هل تعلم عنها شيئا؟


هل هناك أيام لم يولد، أو يتوفى أحد فيها، ولم ترتكب فيها جريمة، ولم تدون فيها كلمة؟ هل توجد أيام سقطت من ذاكرة التقويم والتأريخ، وكأنها لم تكن موجودة؟ هل يمكن أن تنام يوم 10 في الشهر، وتستيقظ لتجد نفسك في اليوم العشرين من نفس الشهر؟
قد تبدو الأسئلة غريبة. لكن ربما لا يعرف الكثيرون أنه لم يولد أحد في فرنسا بين اليومين من التاسع وحتى التاسع عشر من شهر ديسمبر في العام 1582م. إذ لا توجد هذه الأيام على "الأجندة الفرنسية"، كما يقول طبيب المسالك البولية، وعالم المصريات، الدكتور وسيم السيسي.
"السيسي" أوضح، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "المصري أفندي"، أن أوروبا والعالم المسيحي في تلك الفترة كانت تعتمد "التقويم اليولياني"، الذي وضعه الإمبراطور يوليوس قيصر عام 46 ق.م. وهو تقويم "شمسي"، تعادل فيه دورة واحدة للأرض حول الشمس، وطول السنة فيه "365 يومًا وربع اليوم".
وذكر عالم المصريات أن القدماء تغلبوا على مشكلة "الربع يوم" بإضافة "يوم كامل" بعد كل "4 سنوات"، لتصبح "سنة كبيسة".
وقال إن هناك دراسات رأت أن التقويم الشمسي "غير دقيق" لحساب طول السنة. موضحًا أن السنة الشمسية الحقيقية تعادل "365 يومًا، و5 ساعات، و49 دقيقة، و12 ثانية"، أي أنها أقصر من "التقويم اليولياني" بحوالي 11 دقيقة.
وأضاف الدكتور وسيم أنه منذ القرن الرابع الميلادي، وتحديدًا منذ مجمع "نيقية" عام 325، ربط المسيحيون "عيد الفصح" بالاعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار. والذي وقع حينها في 21 مارس.
وأوضح أن سنة التقويم الأطول من السنة الشمسية بـ"11 دقيقة"، جعلت "الاعتدال الربيعي" يأتي قبل 21 مارس، لافتًا أن هذه الدقائق القليلة قد تبدو محدودة التأثير، ويمكن التغاضي عنها، إلا أنها أحدثت فارقًا بين التقويمين الشمسي واليولياني "3 أيام" كل 4 قرون.
وذكر "السيسي" أنه في العام 1582، وفي عهد البابا "جريجوري الثالث"، جاء الاعتدال الربيعي في "11 مارس"، ومعنى ذلك- والكلام للدكتور وسيم- أن السنة الفلكية وسنة التقويم ابتعدتا عن بعضهما بنحو 10 أيام، فأصدر البابا قانونه الشهير بـ"الإصلاح الجريجوري"، واعتمد فيه طول السنة الصحيح. وللتغلب على أخطاء النظام القديم، تم تعديل قاعدة احتساب السنوات الكبيسة بصورتها الحالية.
وأوضح أن الدول الأوروبية بدأت تطبيق "الإصلاح الجريجوري" تباعًا، وكان على كل دولة "شطب 10 أيام" من التقويم لتلافي الخطأ وعودة الأمور إلى نصابها في السنة التالية. واختارت فرنسا اليوم الذي يلي "الأحد 9 ديسمبر عام 1582"، هو يوم "الإثنين 20 ديسمبر من نفس العام". أي أن الفترة من 9 إلى 20 ديسمبر من هذا العام لا توجد في التقويم من الأساس، ولم يولد أو يتوفى في أحد.
واختتم وسيم السيسي بأن التقويم "الجريجوري" يستعمل في معظم دول العالم، إلا أن بعض الكنائس الشرقية والأرثوذكسية لا تزال تستعمل التقويم "اليولياني"، لذلك تحتفل بـ"عيد الميلاد" بعد 13 يومًا من الطوائف الأخرى.