التوقيت الخميس، 26 يونيو 2025
التوقيت 08:08 ص , بتوقيت القاهرة

قصة أغنية| في قلب الليل.. حينما "صهل" الحجار "بمعاني حسيتها"

علي الحجار
علي الحجار

في أواخر التسعينات وبدايات الألفينات، انتشرت اغنية لعلى الحجار باسم "في قلب الليل" مصورة على طريقة الفيديو كليب، وقتها كانت الاغنية لمن لا يعرفها صادمة، من حيث اختلافها الكلي والجزئي عن كل أغنيات تلك الفترة، وما سبقها أيضا، تلك الاغنية التي أصبحت بلا منازع أشهر أغنيات علي الحجار كان لها قصة.


دعونا نعود بالزمان إلى الوراء، لنعود حتى عام 1987، هذا العام اصدر على الحجار ألبوم من إنتاج ستديو الصوت "إمباير"، كان عنوان الألبوم " في قلب الليل"، ولكنه على غير عادة الألبومات الغنائية وقتها، كان يحمل فقط 6 أغاني، يعتبروا كما قال عنهم الكاتب "مؤمن المحمدي" في كتابه "كل العواطف.. حكاية 100 غنوة" علامات في تاريخ الغناء المصري.



الأغنيات الست هم " في قلب الليل، روحي فيكي تروح، حرما يا سيدي، جفنه علم الغزل، تسأليني، بحبك وأنطلق عصفور" ولكن قبلها ومنذ عام 1981 حينما أصدر على الحجار ألبوم اعذريني، كان علي هو منتج كل اغانيه وألبوماته، كانت ينتج الألبوم كاملا، ثم يعطيه لشركة انتاج وتوزيع كي تقوم بتوزيعه، وفي كل ألبوماته كان يراعي الحجار وجود أكتر من غنوة يمكن أن تنجح جماهيريا " تبيع" بلغة السوق، إلا ألبوم في قلب الليل، فالأغنيات الستة صنعوا من أجل الفن في المطلق، حتى أن على لم يعطيها لشركة لتوزيعه، وطبع على الغلاف "ستوديو صوت إمباير".


عصام عبد الله وابنته


" سوى مهر أتربط جازع" كانوا أصدقاء، جمعتهم الموسيقى وفنونها من عزف وتلحين وتوزيع وكتابه، كان اجتماعهم بمنطقة جاردن سيتي، وتحديدا 18 شارع معمل السكر –وفق رواية المحمدي- من بين هؤلاء الأصدقاء كان هناك الموسيقار والموزع العبقري "كامل الشريف" واذا قيل كامل الشريف فلا بد ان يجتمع عبقري أخر وهو الشاعر "عصام عبدالله" وأيضا "مودي الإمام" و" مصطفى على إسماعيل" في الغالب لا يوجد موسيقي واحد في مصر لم يمر على هذه "الشله" عمر خيرت وعبد الله حلمي، وحمدي السخاوي الذي كانت له تجربه غنائية إضافة للتمثيل، ومحمد هلال، وحسين الإمام، وغيرهم الكثير والكثير.


"وعزف الصمت متهادي كموج النيل"، من شارع معمل السكر، خرجت في قلب الليل، من ألحان وتوزيع مودي الإمام، ولكن كيف كتبها الشاعر المعجزة عصام عبد الله، القصة تقول، ان عصام عبد الله اوقعه حظه في عشق فتاة ليل، ولكن عصام لم ينظر لها نفس النظرة الدونية التي ينظر بها المجتمع لتلك الفتيات، ولكنه أحبها، واراد لها الخلاص من ذلك القيد، عصام رأي أن ما هي به، هو قيد يسلسل يديها وقدميها، وبالفعل، يقوم عصام بمحاولة مساعدة هذه الفتاة.


مودي الإمام


بالضبط كمن يهدي فتاة يعشقها كتابا أو مقالا، ويفتح عيونها على عالم لم تكن تتوقع وجوده بالأساس، اهداها عصام عبد الله عالمه-وما أدراك ما عالم عصام عبد الله-تصول فيه وتجول، وشيئا فشيئا كان ينزع عنها تلك القيود التي حولها، عصام حاول ان يدفعها للحرية بل وينجح في تحريرها بالفعل، ولكن من قال إن قصة عصام يجب أن تنتهي نهاية سعيدة.


وصار يجري وينساني، هذا ما حدث بالفعل، تلك الفتاة التي أحبها عصام تركته وعادت لقيودها مرة أخرى، ناسية او متناسية ما قدمه لها عصام عبد الله من امان وحب وحري، عادت لنفس القيد الذي حررها منه الشاعر قبل ذلك، ولكن لان المثل الشعبي يقول " الدنيا دوارة" تقابل الإنثان مرة اخرى، ولكن هذه المرة كان قرار عصام " وانا بمشي بطريق تاني".