التوقيت الثلاثاء، 12 أغسطس 2025
التوقيت 07:29 م , بتوقيت القاهرة

هل قضية الأسلحة الفاسدة انفرادًا "كاذبًا" لـ إحسان عبد القدوس؟

ارتبطت أحداث فيلم "رد قلبي"، في أذهان المشاهدين سنويًا، بذكرى ثورة 23 يوليو، وصارت قصة الضابط علي، والأميرة انجي، التي كتبها يوسف السباعي، من محفزات إزالة الفوارق الطبقية التي نادت بها ثورة 1952، وفي مشهد شهير يُقبِل رشدي أباظة، القذيفة، في حرب فلسطين 1948، وبدلًا من أن توجه إلى إسرائيل، ترتد إلى صدور الجنود المصريين. وهي القضية التي عرفت باسم "الأسلحة الفاسدة"، فكرة خاطئة عجز التاريخ عن تصحيحها.

في مايو 1950، بدأ الصحفي إحسان عبد القدوس، يكتب في "روز اليوسف" سلسلة مقالات عن قضية الأسلحة الفاسدة، متهمًا سماسرة السلاح، وقيادات في الجيش، بعقد صفقات مشبوهة لشراء ذخائر وأسلحة، مقابل عمولات حولت إلى أوربا، وبرهن عبد القدوس على صحة ذلك، بعقد مُبرم بين زوجة الضابط جورج إبراهيم سعد، وتاجر الأسلحة عبدالصمد محمد عبدالصمد، وبناءً عليه أحيلت القضية إلى النائب العام.
من مقالات احسان عبد القدوس
 وبعد أعوام قليلة، أَرَّخَ إحسان عبد القدوس، قضية الأسلحة الفاسدة في فيلم "الله معنا"، إضافة إلى أن الكتب الدراسية، تؤكد أن هزيمة حرب 48، نتيجة صفقات السلاح التي تورط فيها الملك فاروق، ورجال القصر.

العناوين الصحفية ذات البُنْط الكبير، التي زعمت ارتباط الهزيمة بالأسلحة الفاسدة، أكثر رسوخًا من الحقيقة التي كذبت ادعاءات الصحفي إحسان عبد القدوس.

وفقًا لمشروع مصر المعاصرة، والذي نشرت أجزاء منه في المصري اليوم، عام 2009، ذكر فيه أن قضية الأسلحة الفاسدة أخذت دورتها القضائية، وتبين أن الجنود كانوا يجهلون استخدام الألغام الأرضية، والعمر الافتراضي لمواسير المدافع.

"وصدر الحكم في 10 يونيو عام 1953، ببراءة كل من: المهندس توفيق أحمد باشا، واللواء إبراهيم المسيري بك، والبكباشي مصطفى شديد، والنبيل عباس حليم، والصاغ فؤاد محمد عاطف، وأمير البحر احمد بدر بك، والبكباشي جورج إبراهيم سعد، والتاجر محمود فهمى، والتاجر جوزيف كلوكوترونس، والتاجر عبد الصمد محمد عبد الصمد، والصاغ فؤاد بقطر. وتغريم القائم قام عبد الغفار عثمان، والبكباشي حسين مصطفى منصور، مائة جنيه لكل منهما بتهمة الإهمال الذي لا يصل إلى حد سوء النية.

كتاب التاريخ - الصف الثالث الثانوي
 في عام 2002، نشرت البيان الإماراتية تصريحًا للواء أركان حرب مصطفى ماهر، قال فيه إن إحسان عبد القدوس، أخبره بعد الحكم القضائي بعدم وجود أسلحة فاسدة، أنه افتعل هذه القصة، وروج لها ونفخ فيها؛ بهدف عدم قدرة الأحزاب في ذلك الوقت على إحداث تغيير، وأن القوى الوحيدة التي تستطيع التغيير هي القوات المسلحة. ومن هنا جاءت له فكرة الأسلحة الفاسدة حتى يستفز حماس ضباط القوات المسلحة.

تجدر الإشارة إلى أن علاقة إحسان عبد القدوس، بـجمال عبد الناصر، بدأت عام 1949، حيث كان يتردد على مكتبه في روز اليوسف، ليستطلع الأخبار، وكان صامتًا دائمًا يستمع أكثر مما يتكلم. لكن العلاقة بين جمال وعبد القدوس، توترت بعد الثورة، ما دفع الأديب والصحفي إحسان لكتابة خطاب يتبرأ عن تهمتي الألحاد والدعوة إلى الجنس الصريح.