كتب- أحمد المهدي:

الدراما التلفزيونية تحتوي على العديد من الحلقات التي تجعل المشاهد يعيش مع أبطال القصة طوال عرض المسلسل، ويوجد بها العديد من التفاصيل الدقيقة لكل حدث من أحداث القصة، لذلك تختلف الدراما عن الأفلام السينمائية التي تعرض القصة خلال ساعة ونصف تعتمد فيها على ضغط الأحداث ولذلك يلجأ صناع الدراما لبعض المشاهد التي تشوق المشاهد ليتابع المسلسل دون ملل، وتظل هذه المشاهد عالقة في ذاكرة الدراما والتي من خلالها يلتصق العمل التلفزيوني ككل بذاكرة المشاهد حتى مع مرور السنوات على العمل الدرامي وإليك بعض المشاهد العالقة بذهن المشاهد من واقع نسبة مشاهدات هذه اللقطات على موقع يوتيوب رغم مرور فترات طويلة نسبيا على عرضها في التلفزيون.

مشهد "الشطة" في سجن النسا

يقف المشاهد حائرا أمام اختيار مشهد واحد من مسلسل "سجن النسا" بسبب تميز الإخراج والحوار والأداء التمثيلي لأبطال العمل مثل مشهد الحرق للخادمة رضا التي جسدت دورها الفنانة روبي ببراعة، بجانب مشاهد أخرى للنجمة نيللي كريم التي استطاعت أن توثق موهبتها في التمثيل والتقمص مع المخرجة كاملة أبو ذكري على حسب تصريح كثير من النقاد مثل طارق الشناوى و السيناريست والمخرج عصام الشماع، ولكن مشهد انتقام المعلمة عزيزة التي جسدت شخصيتها الفنانة سلوى خطاب، كان جديدا على عين المشاهد، ولم ينفذ في أي عمل  تلفزيوني أو سينمائى، وكان إخراجه بعيدا عن الابتذال والفجاجة، فجاء مشهد "الشطة" غاية في الجرأة والاحترام لمشاهد التلفزيون.


مشهد "قتل يسر" في ابن حلال

مسلسل ابن حلال بطولة النجم الصاعد محمد رمضان، احتوى على مشاهد مؤثرة كثيرة لبطل المسلسل، لكن مشهد قتل يسر الذي جسدته الفنانة الشابة سارة سلامة، جاء مبهرا للمشاهد وظل عالقا في ذاكرته لواقعيته على حسب تعليقات المتابعين على مواقع التواصل الأجتماعي واليوتيوب المسلسل للمخرج إبراهيم فخرالذي استخدام الكاميرا وتوظيفها بشكل جيد وقت الصراع بين الضحية والقاتل ووقت تسديد الطعنات للقتيلة، ولم يلحظ المشاهد أي خدع أو مؤثرات على الصورة فكان طبيعيا وجذب عين المشاهد.

مشهد "البانيو"
بعيدا عن النقد الذي وجه للمسلسل من قبل بعض المؤرخين لما يحتويه من بعض المغالطات التاريخية، كان مشهد غادة عادل بصحبة قصي خولي في مشهد رومانسي في "البانيو" من أكثر المشاهد جدلا وأكثرها انتشارا على موقع يويتوب. وكانت ردود الأفعال عليه وقت عرضه مختلفة بين الاستنكار والإعجاب.



مشهد "اعتراف ريا"

في مسلسل ريا وسكينة كانت الفرصة كاملة أمام المخرج جمال عبد الحميد في كشف أدق التفاصيل لحياة أشهر السفاحين في القرن العشرين، ريا وسكينة من خلال أكثر من ثلاثين حلقة، وبعيدا عن بوليسية صلاح أبو سيف وكوميديا حسين كمال في تناول حياة الأختين، كانت القصة الحقيقية من خلال المسلسل بأدق تفاصيلها، ما جعل الكثير من المشاهد تظل عالقة فى الذاكرة، مثل مشاهد الإيقاع بالضحايا وقتلهن، ومنها مشهد الاعتراف والتحقيق مع ريا والذي تقمصت فيه عبلة كامل فيه دور المظلومة وأظهرت مدى دهاء وجبروت السفاحتين.

مشهد "اختبار الكذب"
عن قصة واقعية للعميل المزدوج جمعة الشوان كان مسلسل دموع في عيون وقحة من إخراج يحيى العلمي وبطولة عادل إمام، ومع كل المشاهد التي تحمس دور الوطنية كان مشهد اختبار كذب جمعة من قبل المخابرات الإسرائيلية جديدا على المشاهدين، مما جعله ملتصقا بالذاكرة رغم مرور كل هذه السنوات وهو ما تثبته أرقام مشاهدة العمل على يوتيوب.


مشهد "هما اللى قالولي "
الثنائي الدرامى المخرج محمد فاضل وزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد، تشاركا في العديد من المسلسلات الدرامية التي ظلت في الذاكرة مثل عصفور النار ومازال النيل يجري وغيرها من روائع الدراما، وفي عمل كوميدية من تأليف أسامة أنور عكاشة جاء مسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش"، وكان مشهد الخادمة سيدة التي لعبت دورها فردوس عبد الحميد والفنان الراحل يوسف داود عندما كان يحاول مغازلتها وقالت الإفية الأشهر "ما هما اللي قاللولي".

مشهد " بدري و وردة "
الكاتب محمد صفاء عامر الذي تميز بالدرما الصعيدية له علامات في هذا المجال منها مسلسلات حلم الجنوبي ومسألة مبدأ، ومن أهم هذه العلامات كان مسلسل ذئاب الجبل قصة هوارة القبيلة ذات العادات والتقاليد الصارمة التي تمنع الفتاة من الزواج خارج القبيلة والمتابع لأحداث المسلسل لا ينسي لقاء بدرىي الذي جسد شخصيته أحمد عبد العزيز ووردة التي لعبت دورها الفنانة سماح أنور

مشهد "عباس الضو بيقول لا "
من أوائل المسلسلات المكونة أكثر من جزء كان مسلسل "المال والبنون" بطولة النجم أحمد عبد العزيز صاحب أكثر المشاهد العالقة في ذهن المشاهد ومازال المشاهد يتردد إلى الآن عبارة "عباس الضو بيقول لا" تعبيرا عن شدة الاعتراض والرفض القاطع لشئ ما وترجع العبارة لمشهد تعذيب قوات العدو الإسرائيلي للمجند عباس الضو في أحداث المسلسل.


مشهد "موت فاطمة ثعلبة"

مسلسل "الوتد" ملحمة درامية من تأليف خيري شلبي وإخراج أحمد النحاس وبطولة النجمة الراحلة هدى سلطان ويوسف شعبان وحنان ترك، المسلسل تدور في إطار أسرة مصرية تقودها الأم فاطمة تعلبة التي تربي أبناءها بأسلوبها الخاص، وهدفها الأساسي هو تكوين عائلة كبيرة مترابطة، وفي آخر حلقات المسلسل كان مشهد مرض الحاجة فاطمة، والذي يعتقد المشاهد أنه نهاية القصة، وتأتي المفاجأة بموت أكبر أبناء فاطمة تعلبة وأحبهم إلى قلبها في تصاعد درامي لا ينسى.

مشهد "موت ماما نونة"

يحيى الفخراني جسد شخصية جديدة على الدراما من خلال أحداث "يتربي في عزو" فكان الرجل المدلل حتى بعد سن الخمسين من والدته الفنانة كريمة مختار، أو ماما نونة، وكان لموتها أثر بالغ على نفسه، وجسد الفخراني في مشهد رائع عدم تصديق خبر وفاة أمه وأبكي ملايين المشاهدين في هذا المشهد.