"جوليا بسترانا".. قصة المرأة الذئب


كتب- أحمد بلال:
هل سمعت يوما عن مرض فرط الأشعار الخلقي؟
في عام 1843 ولدت الفتاة المكسيكية ذات الأصول الهندية جوليا بسترانا، التي كانت تعاني من هذا المرض النادر، وهذا المرض اختصار هو زيادة نمو الشعر عن المعدل الطبيعي، الذي كان يوصف من يمرض به بأنه "مسخ".
عندما نظرت أمها إليها، قلقت كثيرا، فهي من قبيلة هندية تؤمن بأن الطفل الذي يولد مسخا، شرير يجب قتله، لأنه ولد بهذا الشكل بسبب تدخل الـ Naualli، وهو ذئب ضارٍ يحول شكل الجنين ويشوهه، ويقال إن أمها همست باسم هذا الذئب بعد رؤية ابنتها، فهرب الناس من حولها.
هربت الأم وابنتها من القبيلة، خوفا على ابنتها من القتل، وظلت مختبئة عامين داخل كهف، قبل أن يجدها أحد الرعاة المكسيكيين، لتتحول حياة جوليا، التي وُضعت في دار للأيتام، حيث أصبحت من مشاهير المدينة.
سنوات تمر، تصبح فيها جوليا، الفتاة التي يغطي الشعر الأسود جسدها، من مشاهير العالم بسبب حالتها، ويشتريها منظم حفلات ويسافر بها إلي نيويورك ويقدمها على مسارح برودواي لترقص وتغني أغاني فلكلورية من المكسيك باللغة الإسبانية.
تعلمت جوليا القراءة والكتابة، وأجادت ثلاث لغات، وسافرت إلي أوروبا لتقدم عروضها في باريس ولندن، وتزوجت من منظم الحفلات التي اشتراها، وخلال جولة لها في موسكو، أنجبت جوليا طفلا له نفس مواصفاتها، لكنه مات بعد أيام قليلة، وماتت جوليا بعده.
حنط زوجها جثتها وجثة طفلها، واستمر في عروضه، قبل أن يجد إمرأة أخرى لها نفس المواصفات، فتخلى عن جوليا، وتزوج من الأخرى وأطلق عليها اسم زينورا باسترانا، في النهاية دخل هذا الرجل مصحة عقلية، واختفت مومياء جوليا وطفلها، وظهرت بعد أكثر من 50 عاما، ومنذ 1921 إلي 1979 ظلت مومياء جوليا معروضة في النرويج، قبل أن تتلقى الحكومة النرويجية تهديدات إن لم تسحب المومياء من أمام الجمهور.
اقرأ أيضا: