التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 09:01 ص , بتوقيت القاهرة

جسد المرأة قبل عصور الـ "+18"

خاص- دوت مصر:

هل تعلم أن ثقافة الـ "+18" حديثة العهد لجيل القرن الحالي؟ وكثيرًا ما توضع تلك العلامة لجذب الانتباة، لأن الثقافة الحالية تفرض واقع "الممنوع مرغوب"، وتوضح تلك العلامة أن من هم دون سن الـ 18 ليس مسموحا لهم مشاهدة المحتوى الذي يحمل تلك العلامة.

"جسد المرأة في العصور الوسطى مكانش +18"

في العصر الجاهلي كان الغزل الصريح هو من أجمل ما تسمعه المرأة وتعجب به، وكانت القصائد تتناول بشكل مبهج ليس بالأباحي، وكان هناك العديد من الكتب التي تؤلف في ذلك وتوضحه، وتضعنا كتب التراث العربي القديم، التي تناولت موضوع الجنس والأدب الأيروتيكي، أمام مسألة حرية التعبير في موضوع الجنس، الذي يدخل حاليا في المحظورات، على الرغم من أن من ألفوا تلك الكتب قديمًا كانوا من رجال الدين أو القضاة الشرعيين، بحسب كتاب "دولة النساء".

"دولة النساء.. معجم ثقافي واجتماعي ولغوي عن المرأة"

يعد كتاب "دولة النساء" مرجعا لما كُتب عن المرأة في الجنس والأدب الأيروتيكي، لمؤلفه عبدالرحمن البرقوقي، الذي صدر عام 1945 عن مكتبة النهضة المصرية، ومات دون أن يكمل فصوله الأخيرة، وتولى ابنه الإشراف على طباعته.

ويأتي في هذا الكتاب كل ما كُتب وقيل عن المرأة في التراث العربي القديم وعلاقتها الجسدية مع الرجل، وصفاتها التي امتازت بها واحبها الرجال قديمًا بسببها، وما هو مكروه أيضًا بالنسبة لهم.

وكان الرجال قديمًا يحبون المرأة "البكر" التي لم يمتلكها أحد من قبلهم، كما كانوا يفضلون المرأة الرفيعة من الجزء العلوي والممتلئة من الجزء السفلي، ويرون عند امتلاكها الميزتين تصبح المرأة المثالية ليقدموا عليها ويطلبوها للزواج، وكانت تتباين آراء الرجال في صفات المرأة الأخرى التي تعجبهم مثل لون بشرتها سواء بيضاء أو سمراء وطول قامتها أو قصرها.

"موجز تاريخ الأرداف"

في عام 2012 صدر كتاب لـ"جان ليك هينيج" يحمل عنوان "موجز تاريخ الأرداف" والذي وصفه البعض بالبذيء لحديثه الكامل عن "المؤخرات"، حيث يتحدث جان في كتابه عن هذا الجزء الموجود في جسد المرأة والرجل على حد سواء.

فهي جزء من جسدنا ليس له من المؤهلات الطبيعية ما يجعلها تستحق إبرازها، ونظرًا لاحتقارها يتناولها الجميع بالسخرية وأصبحت عنصرا في التلفظ "الشتيمة"، ويتساءل الكاتب متى يحق للانسانية أن تعتني حقًا بالنهد والفرج والأرداف والمؤخرات وتبرز جمالهم وأهميتهم في العلاقات؟! ومتى نستطيع الخروج من حيز خرق المحظورات والخوف من البوح فيها.

بدأ المؤلف حديثه، بالقول إن الانسان لم يتحل بهذا الجزء من جسده إلا بعدما استطاع الوقوف على رجليه، فعرف أن لديه جزء لابد أن يستخدمه بخلاف الحيوانات التي لم تدرك الأمر، وأكد جان أهمية الأرداف والمؤخرات خاصةً في الدول الإفريقية، التي تركز جمال المرأة في عظمة مؤخرتها، وقال إن في "موريتانيا" يهتمون بأرداف الفتاة ومؤخرتها قبل القبول على الزوج، وفي البرازيل يصل حد الاهتمام بمؤخرة الفتاة قبل الزواج إلى استخدامها عمليات التجميل لتكبير تلك المنطقة تحديدًا.

وتظل الأرداف والمؤخرة حسب "جان ليك" هي أحد العناصر الهامة في جسد المرأة التي يحبها الرجل ويفضل أمتلائها، فهي الأكثر إثارة دائمًا بالنسبة له.

"المؤخرات في قصائد الشعر، وجمال المرأة"

(هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة..لا يشتكي منها قصر أو طول) هكذا قال الشاعر كعب ابن زهير، في قصيدته المعروفة بـ"البردة"، حيث أن العجز في المعجم العربي هو مؤخرة المرأة، فكان العرب قديمًا يفضلون المرأة متوسطة القامة ليست بالطويلة أو القصيرة وطويلة الرقبة ورفيعة ومشدودة الصدر وممتلئة المؤخرة والأرداف.

وكانوا يوصون أمهاتهم بأن يختاروا لهم زينة البنات التي تمتلك تلك الصفات، حيث جاء في لسان العرب "والعجازة والإعجازة ما تعظم به المرأة عجيزتها" وقد شبهوا أرداف المرأة ومؤخرتها بالوسادة التي تزيد من حسنها وجمالها لدى الرجال.

وفي الإرث الثقافي العربي اعتبر كبر العجز "المؤخرات" من أهم صفات الجمال الأنثوي وفضلوا جمال الأنثى التي تكون ذات أرداف كبيرة مع خصر نحيل وصدر ممتلئ، وظل هذا المقياس الجمالي الأنثوي موروثًا في خيال الشعراء، حتى في شعرنا الشعبي يفضل الشاعر أن يوصف مؤخرة المرأة بأنه مركب كالفرس الشديد.