فيديو| "الليدي بوي" المصري.. في الكلابشات (للكبار فقط)


كتب- محمد عبد الحليم:
مكياج كثيف فوقه شعر مستعار، وأظافر مزركشة تصحبها رموش مركبة، يستند جسد صاحبها على كعب عالي يرفعه لعنان السماء، البعض يصفهم بـ"المخنثين" وآخرون يستسهلون لفظ "الشواذ" في النطق، ولكنهم يطلقون على أنفسهم عبر مواقع الإنترنت "shemale" أو "ladyboy".
فئة لا يعترف بها المجتمع، ولا نسمع أخبارها سوى في نشرات الأخبار وقبلها جملة "ألقت الأجهزة الأمنية القبض على ..."، لبسهم وميكاجهم لا يتعلق بكونهم مدعوين لحفلات تنكرية أو لمشهد كوميدي في عمل مسرحي، ولكن ليعبر عن إنسان فاقد للهوية الجنسية، كره جسده ومال إلى التحول إلى امرأة لعله يجد فيها راحته.
نور.. من الإسكندرية لأسيوط "عشان يتحول"
أول ظهور علني لجسم أنثوي بأعضاء تناسلية ذكورية، كان مع الشاب السكندري إسلام الذي أجرى عملية تحويل لأنثى وأطلق على نفسه اسم "نور"، رأى أن جسده جسد أنثى وأنه ليس بذكر كما تخبره أعضائه التناسلية، فقرر أن يأخذ ميراثه في تركة أبيه كـ"ذكر" ليحظى بنصيب أكبر يمكنه من التحول لـ"لأنثى" في إحدى مستشفيات محافظة أسيوط.
"نور" أو "إسلام" يدرك أنه حتى بعد إجراء هذه العملية لن يصبح أنثى كاملة الأنوثة، وأن التغيير سيكون في الشكل الخارجي فقط، ولن يكون هناك "رحم" يمكنه من الإنجاب، ولكنها ترى "إحنا مبنتحكمش في جنسنا، المشكلة مش في الأعضاء، المشكلة في العقل، الأعضاء ممكن تتشال بس العقل لا".
علامات التحول من الطفولة
الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي وعضو مجلس استشاري علماء مصر، يشدد على أهمية التفرقة بين مرض تغيير الجنس وبين المثلية الجنسية، موضحا أن المرض تبدأ علاماته منذ مرحلة الطفولة، من خلال ميل الطفل إلى اللعب بألعاب البنات، وكلما تقدم العمر تزداد الرغبة في التحول إلى الجنس الآخر.
العلاج النفسي لمواجهة رغبة الشخص في التحول، يراه عكاشة غير مجدي، والأسهل منه إجراء عملية جراحية لتحويل الجنس، وأوضح أن لهذه العملية خطوات أولها العلاج الهرموني وأن يعيش حياة الجنس الآخر لمدة سنتين، لمعرفة هل سينجح في التأقلم مع جنسه الجديد أم لا، وثاني هذه الخطوات هي العلاج النفسي للتأكد من صحة فكره وذكائه، وأخيرا التأكد من سلامة الكروموزمات.
أكاديمية "سوسكا للفرفشة".. وفتح البيوت
وعلى طريق نور سار آخرون، ولكنهم لم يذهبوا إلى طبيب لتحويل الشكل، وإنما اكتفوا بـ"التحويل الذاتي"، فالمكياج والشعر المستعار وحقن الهرمونات و"النحنحة في الكلام "كافية للتحويل من وجهة نظرهم، فأعضاء ما أطلق عليه إعلاميا "أكاديمية سوسكا للفرفشة"، والتي قام بتأسيسها شخص مغربي يدعى "سوسكا" ومعه خمسة "shemale" آخرون، اكتفوا بتحويل أنفسهم لنساء بالمكياج وحقن السيلكون.
تعددت دوافع أعضاء أكاديمية سوسكا، التي كان مقرها الرئيسي مصر الجديدة، فبعضهم يرى أنه أنثى وليس ذكر، والآخرون يرون أنها "سبوبة" فاتحة البيوت، و"آهي شغلانة زي أي شغلانة".
شبكة الدعارة من غير " shemale" متكملش
وعلى الجانب الآخر من نهر النيل، في حي المهندسين تم ضبط شبكة دعارة في عام 2013 برئاسة فتاة عشرينية، وهي شبكة مختلطة من الفتيات و" shemale " بمساعدة شقيقتها وأخيها، وفي هذه الشبكة كان هناك اثنين shemale، أحدهم اسمه أحمد ويشتهر باسم إنجى، ورفيقه سيد الشهير بميره، وجمعت دوافعهما بين "أكل العيش" و"الإحساس بالأنوثة".
كرداسة.. والحفلات الجماعية
في نوفمبر 2013، ألقت الإدارة العامة لمباحث الآداب بالجيزة القبض على 10 أشخاص مثليين أثناء ممارستهم الرذيلة داخل عقار بمنطقة كرداسة، وبعد مداهمة العقار تبين من خلال الفحص والتحري أن الشباب يقيمون حفلات ليلية، وتم ضبط 10 أشخاص ذكور بعضهم يرتدي ملابس نسائية ويضع مساحيق تجميل "مكياج" على وجهه ليتحول إلى شكل البنات، كما تم ضبط شاب يرتدي بدلة رقص "لزوم الفرفشة".
"الطلب عليهم زايد"
يصف الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع حالة الـ "shemale"، بالحالة المرضية على الصعيد النفسي والأخلاقى، موضحا أن هناك "طلب عليها" من بعض الناس في العالم بأسره، فلذلك يلجأ البعض للتحول إليها من أجل استغلال هذا الطلب اقتصاديا، مضيفا "وكل شئ بيحصل في العالم، أكيد بيحصل في مصر، مصر مش استثناء عن البشرية كلها".
ويضيف صادق أن البعض يستغل زيادة الهرمونات النسائية من أجل التحول، ولكن البعض الآخر يتلاعب بالهرمونات لسبب أو آخر، وعن ظاهرة "shemale" التي ظهرت في مصر يقول "هي موجودة في أماكن كتيرة ومنها مصر، بس إحنا اللي كنا بنحاول نتجاهلها، وإلقاء أجهزة الأمن المتكرر عليهم هو من أبرزها على الساحة".
شيميل الاسماعيلية واحتفالات الربيع
في أعياد ربيع هذا العام، حضر أحمد بصحبة شقيقه من قرية الحسينية بالشرقية إلى الاسماعيلية، من أجل الاحتفال بأعياد الربيع، ولكن بصورة مختلفة حيث جاءا مرتدين ملابس سيدات، وغيرا ملامحهما بالماكياج، واستغلا ازدحام الشوارع والشواطيء بمناسبة أعياد الربيع وشم النسيم، وتجولا داخل حدائق الملاحة للبحث عن راغبي المتعة الحرام، ولكن "كلابشات الأمن" كانت أسرع إليهم من راغبي المتعة.
"Shemale" من أجل النصب فقط
في أغسطس الماضي قامت مباحث الآداب بالجيزة بحملة أمنية أسفرت عن ضبط 25 ساقطة من المصريين والعرب، داخل البواخر النيلية، أثناء قيامهم بممارسة الأعمال المنافية للآداب مقابل مبالغ مالية، وتم اقتيادهن إلى مديرية أمن الجيزة، وكانت المفاجأة أن أحدهم رجل يرتدي ملابس سيدات، حيث يقوم بالنصب على الرجال على أنه أنثى ويستولي على أموالهم.
شيميل 6 أكتوبر.. والنجومية على الانترنت
وأخيرا تم القبض على شاب يدعى "رورو" وهو يرتدي ملابس نسائية ويصعب تمييز نوعه إذا كان ذكرا أم أثنى، داخل شقة في مدينة 6 أكتوبر، وتم العثور على حقن هرمونات أنثوية، بالإضافة لجهاز لاب توب عليه صور وأفلام مخلة له، وكميات كبيرة من الملابس الحريمي، وقادت صوره وفيديوهاته على الإنترنت الأجهزة الأمنية إليه، حيث كان يستخدمها في الترويج "لنفسه"، محددا قائمة أسعار تبدأ من 1200 جنيه.
الغلط على الدولة
"رورو" رأى أن التحول إلى امرأة يتطلب هرومنات فقط، فقرر حقن نفسه بها ليسهل العملية، ولكن بعد القبض عليه ألقى المسؤولية على الدولة وعلى المشكلة الاقتصادية، وأنه يفعل ذلك من أجل أن "يأكل" و"يشرب" و"يلبس"، وختم الحديث بقوله "أنا مش لوحدي كدا، في ناس كبيرة وعالية، بس هما مش بييجوا إلا على الغلابة"، مضيفا "أنا غلطت، بس غلط الدولة أكبر"، ولم يحدد هذا الغلط.
حركة للدفاع عن حقوقهم
دشن مجموعة مجهولة حركة أسموها "اضطهاد الليدي بوي في مصر"، أطلقوها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك من أجل الدفاع عنهم وعما اعتبروه حقوقهم، وصفوا فيها حالتهم "الليدي بوي هو المفهوم المجتمعي لمعني السيدة الكاملة في أنوثتها النفسية في جميع كوامنها من كلمة وفكر وضمير وإحساس وإرادة وروح ونفسية وشعور الأمومة، والميل الغريزي الفطري الناتج عن خلقة الله في النفس وشعور وإحساس الأنثي الكاملة في الجسد الذكري الميكانيكي، ومش معنى أنه جسد ذكري أنه يقدر يتزوج ويعيش حياته كأي ذكر طبيعي، لأن الجسد ميكانيكيا ذكر لكنه ليس كأي ذكر طبيعي.. والجسد ما هو إلا تابع للكوامن النفسية وليس مقياس، لأنه من تراب وإلي تراب يعود، ومن دون واحدة من الكوامن النفسية لا يصلح أي إنسان".
مرض عند المنحرفين
الدكتور عبد الرؤوف الضبع أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بجامعة سوهاج، يرى أنها ظاهرة اجتماعية مرضية، وهي "تعبر عن تحلل من كافة القيم المحددة للسلوك، القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية، وممارسها شأنه شأن فتيات الليل تخلّوا عن قيمهن وضمائرهن".
"العلاج هو الحل"، شعار رفعه الضبع في مواجهة الظاهرة، موضحا أن العلاج لابد أن يكون نفسيا واجتماعيا، واعتبر أن الحل الأمني بحبسهم ليس علاجا، لأن هذه الظاهرة "شكل خطير من أشكال الانحراف يجب معالجته بشكل صحيح حتى لا يتفشى".