التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 05:09 م , بتوقيت القاهرة

"مطاردة غرامية" الفيلم الأجنبي الذي قدمه المهندس بنكهة مصرية

كتبت- أميرة حسن الدسوقي:

في تاريخ السينما المصرية الكثير من الاقتباسات من السينما الأمريكية، وعادة ما يخفق المخرجون في نقل نفس قصة الفيلم، وإخراجها بنفس جودة العمل الهوليوودي، ولكن عندما يأتي الأمر للكوميديا، يوجد قول آخر، لأن مهما استمتع الجمهور بالفيلم الأجنبي الكوميدي، عندما يتحول إلى فيلم عربي سيكون مضحكا أكتر، لأن الضحك مرتبط بثقافة المجتمع وإطاره الفكري.

ويعتبر فيلم "مطاردة غرامية" للثنائي فؤاد المهندس وشويكار، هو أكبر دليل على ذلك، فقصة الفيلم مقتبسة من فيلم باسم What's New Pussycat، ومع ذلك يوجد الكثير من المصريين لا يعلمون بوجود هذا الفيلم من الأساس، في حين أن "مطاردة غرامية" أصبح أيقونة من أيقونات السينما المصرية.

فيلم What's New Pussycat تم إنتاجه عام 1956، وكان من بطولة Peter O'Toole وPeter Sellers، وكان الفيلم من تأليف المخرج والممثل والسيناريست الأمريكي الشهير Woody Allen، الذي شارك في بطولة الفيلم بدور ثانوي، ودارت أحداث الفيلم حول رجل وسيم، قام بدوره Peter O'Toole، يحب واحدة فقط، ولكنه لا يستطع مقاومة النساء الجميلات اللاتي يطاردونه وهو لا يرفضهن.

 

 

بعد هذا الفيلم بثلاث سنوات تم إنتاج فيلم "مطاردة غرامية" وقام ببطولته فؤاد المهندس، الذي لا يتوفر فيه وسامة O'Toole، وعلى الرغم من ذلك كان قابل للتصديق، لما يتمتع به المهندس من خفة روح وثقة بالنفس، إلى جانب أن المهندس اعتمد على فكرة كوميديا البارودي- السخرية من أفلام شهيرة- بينما في فيلم What's New Pussycat اعتمد Woody كعادته على الكوميديا العبثية والمواقف المتداخلة، التي تؤدي في النهاية إلى موقف مضحك لأنه غير قابل للتحقق على أرض الواقع من شدة عبثيته.

صنع المؤلف فاروق صبري، الذي كتب النسخة المصرية من الفيلم تحت عنوان مطاردة غرامية، مجموعة من التغييرات التي تناسبت المجتمع المصري وضحكاته، بينما كانت "التفصيلة" التي احتفظ بها هي "الطبيب النفسي" الذي يلجأ له البطل ليخلصه من مأساته الكبيرة، في عدم قدرته السيطرة على مطاردة النساء، فيقع الطبيب في فخ الانبهار بهذا الشاب الذي تطارده جميع النساء ولا ينجح في حل مشكلته.


 

سيكون من الصعب المقارنة بين نجمين عمالقة مثل عبد المنعم مدبولي والنجم Peter Sellers، اللذان قاما بدور الطبيب النفسي في الفيلمين، حيث أن كل منهما له تاريخه الفني وترك علامة قوية سواء في السينما أو في المسرح، في حالة عبد المنعم مدبولي.



تعتبر نهاية الفيلمين متشابهة الي حد ما، حيث وجود مطاردات كثيرة بالسيارات ومحاولة للهروب من جانب البطل، بعد محاولاته المضنية للتوفيق بين كل السيدات المطاردات له، ولكنه بالطبع يفشل في مهمة مستحيلة كتلك، ويكره شكل حياته السابق ويحاول الهروب.


ترك فيلم مطاردة غرامية، بغض النظر عن أحداثه نفسها، "أوبريت" عاش حتى الآن مع المصريين وفي وجدانهم وأحبوه، هو أوبريت "قلبي يا غاوي خمس قارات" الذي شاركته فيه الفنانة شويكار، وكان من كلمات حسين السيد، وألحان منير مراد.