التوقيت الإثنين، 11 أغسطس 2025
التوقيت 10:17 ص , بتوقيت القاهرة

اليهودي في الدراما.. بخيل وخائن ولئيم ولازم يقول "يا خبيبي"

كتبت- أميرة حسن الدسوقي:

رسخت الدراما المصرية في العقود الأخيرة إلى صورة واحدة لليهودي تم تكرارها من عمل إلى آخر، فاليهودي في الدراما المصرية يتصف بالبخل ويمتهن أحيانا المراباة وخائن لبلده، وفي أحيان كثيرة يكون أخنف ودائما ما يردد "يا خبيبي" ليصبح هذا الشكل هو الماركة المسجلة والمرجع الأساسي الذي يعود إليه أي ممثل أو كاتب قرر أن يخلق شخصية يهودي في أي عمل درامي.

ورغم أن الأمر لم يكن على هذا النحو قبل أزمة الصراع العربي الإسرائيلي، فقد كانت الأعمال الدرامية تعكس الواقع الحقيقي لوجود اليهود في مصر التي تتمثل في الاندماج مع جميع طوائف الشعب الدينية الأخرى كنسيج واحد، ويعد فيلم "فاطمة وماريكا وراشيل" الذي أخرجه حلمي رفلة في آواخر الأربعينيات من أكثر الأفلام التي استطاعت أن تعبر عن ذلك.

أغنية فاطمة و ماريكا و راشيل لمحمد فوزي من الفيلم



لكن مع تصاعد الأزمة، بدأ نحت الصورة الذهنية عن اليهودي في أذهان المشاهد المصري، كشخص كريه، بخيل، منافق، وظهر هذا بشكل واضح في فيلم "آخر شقاوة" من بطولة أحمد رمزي وحسن يوسف ومحمد عوض، حين جسد الفنان استفان روستي تلك الشخصية بكل أبعادها السيئة التي تمثلت في دور "كوهين" الجار اللئيم، والطريفالغريب في هذا الدور، أن الفنان استيفان روستي يحمل الديانة اليهودية في الواقع، ومع ذلك لم يعترض على أداء الدور بل أداه بشكل كوميدي.



توالت الأدوار التي بدأت في ترسيخ شخصية اليهودي عاما وراء الآخر خصوصا مع ظهور أجيال جديدة لم تتعامل مع اليهود على أرض الواقع، فأصبحت الدراما المصرية هي المرجع الوحيد لهم في تخيل شخصية اليهودي، وتعتبر أشهر الوجوه التي علقت في أذهاننا هي الفنان الراحل أحمد عبد الهادي الذي قام بدور ضابط الموساد في مسلسل "دموع في عيون وقحة " من بطولة الفنان عادل أمام.



يعتبر "سوسو ليفي" في مسلسل "رأفت الهجان" الذي جسد دوره النجم نبيل بدر، من أكثر الشخصيات التي نتذكرها بعدسات نظارته الدائرية وصوته الأخنف المميز وتصرفاته المضحكة، وفي السنوات الأخيرة، بدأ بعض الفنانين من خلال مسلسلات الجاسوسية أن يكسروا القالب المتعارف عليه لليهودي خصوصا ضابط المخابرات، وظهر هذا في دور باسم خوري في مسلسل حرب الجواسيس.