10 كتب تجعلك تعيش في أحداث الحرب العالمية الأولى


ترجمة- أحمد عزمي:
مئة عام تقريبًا مرت على اشتعال الحرب العالمية الأولى، في الثامن والعشرين من يوليو الماضي، وسميت بالحرب العظمى، حتى وقوع الحرب العالمية الثانية، لأن الإنسان لم يكن يتخيل أن يرتكب مثل تلك الحماقة مرتين.
وأثبت التاريخ أن الإنسان يمكنه ارتكاب حماقة الحروب العالمية مرات ومرات، فلم تنته الحرب العالمية الأولى، كما يذكر التاريخ، في عام 1918، وإنما آثارها ما زالت ماثلة أمامنا في الشرق الأوسط والبلقان وأفريقيا وتركيا، ربما أكثر من الحرب العالمية التي تلتها، ومع ذلك هي تاريخ يستحق أن يروى، واخترنا لك أكثر 10 كتب شهرة ستجعلك تعيش أحداث الحرب العالمية الأولى كما لو كنت عايشتها.
الحرب العالمية الأولى: لا نهاية تلوح في الأفق -فرانك فوريدي
رأى الكاتب أن الصراعات التي أطلقتها الحرب العالمية الأولى لم تنته بنهاية هذه الحرب في عام 1918، فالحرب العالمية الثانية، ثم الحرب الباردة، لم تكن سوى لحظات مهمة في دراما الحرب العالمية التي بدأت في أغسطس 1914، وبذلك يرى الكتاب أن معركة الأفكار التي تبلورت خلال الحرب العالمية، ما زالت مستمرة حتى لحظتنا الراهنة، وأن الخلافات الحالية حول أنماط الحياة والهوية وحروب الثقافات، هي أحدث ما أنتجه هذا الصراع الطويل.
وأضاف الكاتب إلى عنوان كتابه "لا نهاية تلوح في الأفق"، لأنه يرى أن "صراع الإيديولوجيات التي أدت إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى، لا تزال قائمة حتى يومنا هذا"، موضحًا أن "الحروب العالمية لعبت دورًا هامًّا في التشكيك في مستقبل الديمقراطية الليبرالية، وأدت إلى ظهور الأيديولوجيات المتطرفة، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، وأن الحروب الثقافية الحالية أدت إلى تآكل القيم الحداثية التي جاهد البشر لسنوات طويلة للوصول إليها".
صيف أوروبا الأخير: من بدأ الحرب العالمية في 1914؟ -ديفيد فرومكين
كان الأوروبيون يستمتعون بقضاء فصل الصيف، عندما اندلعت الحرب العالمية في أوروبا في عام 1914، ولقرن كامل تقريبا حاول المؤرخون مناقشة الأسباب التي أدت إلى تلك الحرب، ورأى البعض أن مقتل الأرشيدوق "فرانز فرديناند"، وريث عرش إمبراطورية النمسا والمجر، هو ما أشعل فتيل الحرب عندما أعلنت الإمبراطورية الحرب على صربيا، بينما رأى آخرون حتمية الحرب بغض النظر عن اغتيال الأرشيدوق.
في كتاب "صيف أوروبا الأخير"، يطرح "ديفيد فرومكين" جوابًا مختلفًا، فقد كانت الأعمال العدائية متعمدة بشكل ينذر بالرغبة في الحرب، وأكد "فرومكين" رؤية الجنرالات الألمان لحتمية الحرب، وتعجيلهم باشعال الصراع، ويقدم الكتاب سردًا تاريخيًّا لأبشع اللحظات الدرامية وأكثرها دموية في القرن العشرين.
الحرب العالمية في البحر: 1914 – 1918 -ريتشارد هوج
يهيمن على تاريخ الحرب العالمية الأولى، معاركها الضخمة في شمال فرنسا، لكن أعظم لحظات الحرب حدثت في البحر كما حدثت على البر، بل إن كثيرًا من المؤرخين، ومنهم ريتشارد هوج، يرون الحرب العالمية الأولى كأعظم معركة بحرية في التاريخ.
في كتابه "الحرب العالمية في البحر" يحكي "ريتشارد هوج" قصة تلك المعارك البحرية، وكيف شكلت النتيجة النهائية للحرب، ويلقي الكتاب الضوء على أنجح رجال البحرية الملكية البريطانية في إدارة المعركة، مثل السير جون جليكو وجاكي فيشر وونستون تشرشل، وسرد ملامح السباق البحري قبل الحرب، مثل بناء السفينة البحرية الأكبر والأسرع في العالم "دريدنوت"، وكذلك المعارك البحرية خلال فترة الحرب.
الحرب العالمية الأولي- جون كيجان
في كتابه "الحرب العالمية الأولى"، يصف المؤرخ العسكري "جون كيجان" الحروب الميكانيكية والموت الجماعي بالأفكار الشيطانية التي أطلقت عنانها "الحرب العالمية"، وألقى الضوء على بعض تلك الأفكار التي شكلت عصر ما بعد الحرب العالمية، مثل الأفكار المتطرفة حول الاقتصاد والمجتمع، والنظرة الجديدة لعلم النفس والطب، وهو بذلك يرى الحرب وقد حطمت الإيمان بالعقلانية والليبرالية التي سادت أوروبا منذ عصر التنوير.
يأخذنا "كيجان" في كتابه إلى كواليس المفاوضات التي تمت بين ملوك أوروبا، وكيف أدى فشل الدبلوماسية إلى ابتلاع قارة بأكملها، وقدم تحليله للصراعات العسكرية، وألقى ضوءًا جديدًا على الاستراتيجيات والتكتيكات المستخدمة في أثناء فترة الحرب، ودعم كتابه بنحو 24 صفحة من الصور الفوتوغرافية، وأكثر من 15 خريطة.
بنادق أغسطس- باربرا توكمان
عمل تاريخي كلاسيكي استحق جائزة بوليتزر، حيث أعادت الكاتبة والمؤرخة "باربرا توكمان" الحياة مرة أخرى إلى الشعوب والأحداث التي أدت إلى الحرب العالمية الأولى، واهتمت بالتفاصيل الرائعة، والمعرفة المكثفة لموضوعها وشخصياتها، وكما وصفت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الكتاب، فإنه "أكثر درامية من الخيال.. وسرد رائع صاغته بأناقة ومهارة مؤلفة وباحثة جيدة".
الجبهة الشرقية 1914 – 1917 -نورمان ستون
كان كتاب "نورمان ستون" أول كتاب يتم نشره في الغرب عن الجبهة الروسية، ودعا "تشرشل" الجبهة الروسية بالجبهة الشرقية التي لا يزال دورها في الحرب العالمية الأولي مجهولا، وحتى الآن لا يوجد أي تاريخ رسمي للدور الذي لعبه الجيش السوفييتي خلال الحرب العالمية الأولي.
استعان "نورمان" بمجموعة واسعة من مصادر مراكز الأبحاث الأوروبية والأمريكية لكي يصف المعارك على الجبهة الشرقية، مثل دخول النمسا والمجر للحرب، والتراجع الروسي في صيف عام 1915، ودور الضابط الألماني لوندندورف، وهجوم بروسيلوف.
وأظهر الكتاب كيف عانت الجبهة الروسية من الشلل بسبب نقص الأسلحة والقذائف خلال الحرب، وفشل الروس في التنظيم والإدارة خلال المعركة، واستعرض المؤلف العلاقة بين الحرب والثورة في روسيا القيصرية، وسقوط القيصر.
1915 وفاة البراءة- لين ماكدونالد
في كتابها "1915 وفاة البراءة"، تقدم الكاتبة "لين ماكدونالد" مزيجًا من التاريخ العسكري والذكريات على مدار 20 عامًا من البحث، إنها وقائع الحرب العالمية الأولى من خلال يوميات جنودها ورسائلهم إلى ذويهم ومقابلات المؤلفة مع الناجين منهم، قصة تمتلئ بالوحشية والصراحة والضحك والألم.
الحرب العالمية الأولى في إفريقيا- هيو ستراكان
لم تشتعل الحرب العالمية الأولى فقط في خنادق الغرب، بل امتدت إلى إفريقيا التي وجد فيها المتقاتلون من يتبنى وجهة نظرهم فيقاتل معهم، سواء عن رضا أو بالإجبار، وهو أول كتاب كامل عن الحرب العالمية الأولي في أفريقيا.
لورانس في أرض العرب: الحرب، الخداع، الحماقة الإمبراطورية، وتأسيس الشرق الأوسط الحديث- سكوت أندرسون
قصة مثيرة لواحدة من أكثر فترات القرن العشرين أهمية في تاريخ العرب، قصة الثورة العربية واللعبة الخفية للسيطرة على الشرق الأوسط الحديث.
كانت الثورة العربية مناهضة للأتراك خلال الحرب العالمية الأولي، وجذب مسرح الشرق الأوسط أنظار المقاتلين في الخنادق الأوروبية، فقرروا التأثير في هذا الصراع، لذلك امتلأت الأرض العربية بالجواسيس، "كيرت بروفر" الأكاديمي في السفارة الألمانية في القاهرة، والذي أثار الجهاد الإسلامي ضد الحكم البريطاني في سرية، و"هارون هارونسون" المهندس الزراعي الصهيوني الذي اكتسب ثقة الوالي العثماني على سوريا، و"ويليام سيل" الأرستقراطي الأمريكي الذي يعمل في النفط، و"لورانس العرب" الذي حارب لتحقيق رؤيته للشعب العربي.
مسارات متشابكة ومخططات ومعارك ومؤامرات وخيانات صنعت الشرق الأوسط الحديث، مثلما صنعت الحرب العالمية الأولى عالما جديدا، وهو كتاب يلتقط ببراعة حماقة الماضي ومعاناة الحاضر.
الحرب العالمية الأولي- هيو ستراكان
بعد قرن تقريبًا من اندلاعها، يقدم المؤرخ العسكري "هيو ستراكان" كتابًا جديدًا عن الحرب العالمية الأولى التي ما زالت ملامحها تشكل السياسة والعلاقات الدولية في عالمنا الحاضر، كما يقول، خاصة في المناطق الساخنة، مثل الشرق الأوسط والبلقان.
ففي عمل واحد، وصفته "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية بأنه الأشمل والأكثر اطلاعا فيما يخص أحداث الحرب، أعاد "ستراكان" صياغة الصراعات الأيديولوجية بين القوى الاستعمارية التي أدت إلى الحرب، وتمكن من تشخيص الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي اجتاحت أوروبا قبل وبعد الحرب، وشروط السلام الذي فرضتها الحرب، ولم يكتب لها الاستمرار.