التوقيت السبت، 14 يونيو 2025
التوقيت 01:19 ص , بتوقيت القاهرة

أطاطا تعيد حكايات الجدة.. واللمبي بطل كل العصور

كتبت- أميرة حسن الدسوقي:

أعاد المخرج سامح عبد العزيز شخصية "أطاطا" إلى الحياة، التي يقوم بدورها الفنان محمد سعد، في مسلسل "فيفا أطاطا"، الذي تم عرضه في رمضان الماضي، حيث ظهرت أطاطا للمرة الأولى على شاشات السينما من عشر سنوات، في فيلم "عوكل"، حين قامت بدور جدة عوكل، الذي قام بدوره أيضا محمد سعد.

استطاع محمد سعد بشكل فكاهي في تجسيده لدور أطاطا، أن يعيد لأذهاننا ذكرياتنا مع كل جدة مصرية رأيناها في حياتنا، بأسلوبها القاسي في التعامل مع من حولها، على الرغم من الحنان المستتر ورائه، وطريقة ارتدائها للملابس، ولفة القماش التي تطوق بها خصرها، والحكايات التي لا تنتهي عن حفيدها، الذي جسده هذه المرة "اللمبي".

كان اللمبي يتنقل عبر العصور في مصر باحثا عن الكنز الذي تركه له "هريسة"، وخلال تنقلاته الزمنية يستعرض المسلسل بعض التقنيات التي استخدمت في تاريخ السينما والتليفزيون المصري، بشكل كوميديا الـ"بارودي".

أطاطا تحدث لميس عن الحب

<p>

ظهرت إيمي سمير غانم في "فيفا أطاطا" بأكثر من دور وأكثر من دويتو مع محمد سعد، خارج الحكايات كان دويتو أطاطا ولميس التي استطاعت غرابة الظروف التي جمعتهم أن تخرج العديد من المواقف المضحكة بين تلك الفتاة الشابة الراقية والسيدة العجوز الشعبية، والحب والطمأنينة التي شعرت بهما لميس تجاه أطاطا، والشغف الذي لمس قلبها تجاه حواديتها الدائمة عن حفيدها اللمبي، الذي أصبح مع الوقت فارس أحلام، لتلك الفتاة التي تعاني من مرض نفسي حاد، بسبب وفاة والديها في حادثة.

مشهد آخر لأطاطا ولميس

<p>

أثبتت إيمي جدارتها في تقديم أدوراها المتنوعة عبر العصور، ما بين فتاة تعيش في عصر الجاهلية، وفتاة من الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، ودور "الفلاحة" المقهورة، والأميرة القوية، والفتاة الساذجة في عصر المماليك، وأظهرت مواهبها الاستعراضية، وخفة ظلها في شكل قدمها به للمرة الأولى المخرج سامح عبد العزيز، أطلقت فيه مواهبها لتبدأ في منافسة دنيا سمير غانم في نفس الأدوار التي تقدمها.

العصر الأول الذي زاره اللمبي في رحلة بحثه عن الكنز، كان عصر الجاهلية، وكانت جميع الحلقات بها سخرية واضحة على الأفلام التي تم إنتاجها لتأريخ تلك الفترة، وعن تعمد صناع هذه الأفلام في المبالغة في إظهار وحشية وهمجية البشر في تلك الفترة، فقدم الممثلين توليفة جيدة ما بين إتقان اللغة العربية، وبين الأداء المفتعل، الذي جعل كل مشهد مضحك، خصوصا وأن تلك التوليفة أضفت اللمبي القادم من الزمن الحديث بكل معطياته وأداء إيمي سمير غانم، التي التزمت بتقليد أداء الممثلات في الأعمال التاريخية.

اللمبي في عصر الجاهلية

<p>

وتوالى انتقال اللمبي من عصر إلى آخر، وفي نهاية كل عصر يصل إلى "هريسة"، الذي يشير له بقدمه على مكان مفتاح، فيفتح له باب آخر على عصر آخر، وفي العصر التالي ينتقل اللمبي إلى سينما صلاح أبو سيف، ليقدم بارودي كامل لفيلم "الزوجة الثانية"، ونجد في نهاية هذا العصر أيضا مشاهد من "شيء من الخوف"، مشهد الهويس.

وفي هذا الزمن كانت هناك إسقاطات كثيرة على الثورة والمظاهرات المتكررة، خصوصا في المشهد الذي اجتمع فيه اللمبي مع بعض الرجال يحثهم للثورة على العمدة، ويظل يكرر هتافات ليس لها معنى، وهم يكررونها ورائه، ظنا منهم أنه بطل، وحين تبتعد الكاميرا تكون الصورة عبارة عن مجموعة من الرجال يقفون تحت "برجولة" بيت يرددون هتافات ليس لها معنى، بينما على سطح البيت تجلس السيدات يخبزن ويعملن.

وانتقل اللمبي أيضا إلى عصر المماليك، ليجسد محاكاة كوميدية لفيلم "المماليك" ولشخصية شجرة الدر، التي كان اسمها في المسلسل "شجرة الرز"، وانتهت رحلته في الإسكندرية في عشرينيات القرن العشرين، حيث واجه الثنائي ريا وسكينة، ليعود في النهاية إلى زمنه ومنطقته ليجد "نوسة " في انتظاره في الكوشة.

مهرجان العيد بمسلسل "فيفا أطاطا"

<p>

على الجانب الآخر، بعد أن تعلقت لميس بأطاطا، وأحبها زملاؤها في السجن، استطاعوا أن يثبتوا براءتها من التهمة، التي لفقت لها وأدخلتها السجن، والتي كانت السبب الأساسي في مقابلتها بلميس، وعلى الرغم من انتهاء مهمة أطاطا مع لميس، إلا أنها لم ترحل بسبب كسر رجليها، لتجلس في آخر مشهد في حديقة الفيلا وبجوارها لميس، ويحمل لها أحد المظلة، والآخر يقوم بالتهوية على الفحم في مشهد يحاكي جلسة شهرزاد و شهريار، يشعرك أن حكايات الجدة أطاطا لن تنتهي عند هذا الحد، وربما تكتمل في عصور أخرى.