"بكار" بطل رمضان يستدعي روح منى أبو النصر


كتبت- رانيا علي فهمي
"بكار" شخصية كرتونية مصرية من أعماق بلاد النوبة، اختارته الدكتورة منى أبو النصر، بحسها الفني والتربوي، ليكون صديق الصغار والكبار، خلال شهر رمضان، الا أن وفاة صاحبة الشخصية، كانت بمثابة اختفاء تدريجي لهذا التواصل الفعال، ليفتقد الأطفال والكبار، لهذه الروح التي جمعتهم في شهر رمضان المبارك.
منى محمد أبو النصر، ابنة الاسكندرية ولدت سنة 1952، وكانت عاشقة للأطفال فاختارت دراسة الفنون الجميلة؛ لتحقق حلمها في تقديم كل ماهو مسلي ونافع وتربوي ينمي من شخصية الطفل المصري ويهذب سلوكياته.
وعلى الرغم من الشهادات العلمية التي حصلت عليها الدكتورة منى أبو النصر، والتي بدأت ببكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة حلوان سنة 1975، ماجستير تصميم وإخراج كل ما يخص الطفل عام 1985، الدكتوراه في الرسوم المتحركة من جامعة كاليفورنيا عام 198، لتشغل منصب معيدة بكلية الفنون الجميلة عام 1970 ثم أستاذ مساعد عام 1992 بالرسوم المتحركة.
الا أنها حققت شهرة كبيرة حينما فاجأت المشاهد على المائدة الرمضانية، ولأول مرة بشخصية بكار الطفل المصري الأصيل لغة وشكلا، الذي يقدم مع كل يوم مجموعة من المواقف الاسترشادية للصغار والكبار، من واقع المجتمع المصري، ليرتبط في ذاكرة الجميع بالصديري والطاقية والجلبلا النوبي.
لتقدم بعدها مسلسل السندباد البحري، برؤية مصرية، ثم سوبر هنيدي بالاشتراك مع نجم الكوميديا، محمد هنيدي، ليكون من أكثر الشخصيات قربا وتأثيرا على الأطفال الصغار.
اتخذت "منى أبو النصر"، من رمضان نقطة البداية نحو النجاح، لتحقيق جزءا من أحلامها الموجهة لبناء شخصية الطفل المصري، مقارنة بأطفال العالم، خاصة وقد كانت عضوة بمنظمة الرابطة الدولية لأفلام الرسوم المتحركة العالمية، لفنانى الرسوم المتحركة، وعضوة باتحاد الإذاعة والتليفزيون لجنة الطفولة والأمومة.
وجاء اليوم الذي اكتشفت فيه مخرجة بكار ومسلسلات الكرتون المصرية 100%، اصابتها بمرض السرطان، ليخبو نجمها ، وتسافر إلى باريس لتلقي العلاج بعد تدهور حالتها الصحية، بعد صدور قرار بعلاجها على نفقة الدولة الا أن الأطفال حرموا من لمسة "منى أبو النصر" يوم الاثنين 15 سبتمبر 2003.