فيديو| الكاميرا الخفية من الأتوبيس الأحمر حتى القرش


كتبت- دينا وادي:
"اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية، والأبطال أنا وإنت وهي، خللي خللي بالك هنصور وإنت ولا على بالك"، تلك الكلمات التي كانت في تتر أول برنامج كاميرا خفية في التليفزيون المصري، تلخص فكرة برامج الكاميرا الخفية، وهي اختراع أمريكي بامتياز، والتي كان الهدف منها توجيه نقد غير مباشر لثقافة الجمهور وسلوكياته، من خلال رصد ردود أفعاله، والخروج من ملل الدراما التليفزيونية عبر تغيير النمط السائد في المشاهدة لدى المتلقي.
أول برنامج كاميرا خفية في التليفزيون المصري يقدمه الراحل فؤاد المهندس
الأمريكي "ألن فونت" هو أول من فكر وأنتج برنامجا بهذا التناول الجديد، وكان يبث على الإذاعة باسم "الميكروفون الخفي" في 28 يونيو 1947، ثم بدأ "فونت" بنقل الفكرة إلى التليفزيون الأمريكي في 10 أغسطس 1948، ولكن برامج الكاميرا الخفية بدأت تنال شهرتها مع برنامج "جاري مور" (The Gary more show).
فؤاد المهندس يحكي ما سيحدث مع "هدى" في شارع 9 بالمعادي
أول من قدم برنامج "الكاميرا الخفية" في مصر كان الراحل "فؤاد المهندس"، الذي يظهر في بداية أول حلقة ليشرح ماهي الكاميرا الخفية للجمهور والهدف منها، حيث يبدأ في سرد المواقف بشكل كوميدي لا يخلو من غموض لتشويق المشاهد وضمان تفاعله معه، وكان يشاركه البرنامج ممثلان غير معروفين للجمهور، ليتمكنا من الإيقاع بالضحية دون التعرف عليهما، أحدهما كان الفنان"إسماعيل يسري" الذي أصبح مشهورا فيما بعد.
عرف الجمهور المصري والعربي برنامج الكاميرا الخفية في شهر رمضان، الذي ارتبط به بشكل خاص، عكس السائد في أمريكا وأوروربا، حيث يقدم على مدار العام.
كاميرا فؤاد المهندس وهو يؤكد بأن أبطالنا من الجمهور العاادي
وفي تلك الحلقة، يواصل "إسماعيل يسري" تقديم البرنامج بعد إنسحاب الراحل فؤاد المهندس، ولكن تلك المرة تعرف عليه البعض.
برامج الكاميرا الخفية تعتبر أيضا توثيقا لحال القاهرة في الماضي، بدءا من الأتوبيس الأحمر في الخلفية، والشوارع شبه الخالية، والأزياء في ذلك الوقت، والأهم أنها توثيق أيضا لسلوكيات الناس وردود أفعالهم تجاه بعض التصرفات المستفزة، التي كانت تبني عليها الكاميرا الخفية أفكارها بشكل يومي.
البرنامج جذب أيضا بعض النجوم، مثل الفنان "محمود الجندي"، الذي قدمه لعدة مواسم، ظهر في أولها بشخصيته الحقيقية في صورة مقدم برنامج مسابقات، ليلقي ببعض الأسئلة الغريبة حتى السؤال النهائي الذي يحمل المقلب مضمون الحلقة، وكان يشاركه نجوم برنامج "إديني عقلك" فيما بعد.
الكاميرا الخفية مع محمود الجندي (اللي بنى مصر وحاجة تجنن)على القناة الثانية
محمود الجندي متنكرا في الكاميرا الخفية
بدأ يتغير النمط السائد لبرنامج الكاميرا الخفية، الذي كان يقدمه الر احل فؤاد المهندس والذي استمر فترة، حتى جاء "إبراهيم نصر" وبدأ سلسلة "زكية زكريا" ومن قبلها "غباشي النقراشي"، وبرع من خلال الشخصيتين في تقديم قدراته التمثيلية والتنكرية، لكنه أثار جدلاً كبيراً حول ما إذا كانت كل الحلقات تلقائية بالفعل، أم بالاتفاق قبل البدء في المقلب، حتى أن البعض ممن ظهروا في حلقات "زكية زكريا" أكدوا أنهم كشفوا الموقف أثناء التصوير، فتم الاتفاق معهم على إكمال التصوير بشكل طبيعي، وهنا كان السؤال الشهير الذي انفرد به "إبراهيم نصر"، تحب نذيع ولا لأ؟ لو قلت ذيع هنذيع.
إبراهيم نصر والكاميرا الخفية
وحاول السوريون تقديم برنامج الكاميرا الخفية "طيمشه ونيمشه"، وعمل مقالب مع بعض الشخصيات المعروفة وليس فقط الجمهور العادي، ومن هنا بدأت تلك النوعية من البرامج تستهدف المشاهير للظهور في البرنامج لجذب المشاهدين بشكل أكبر.
طيمشه ونيمشه (برنامج كاميرا خفية مع مريم فخر الدين)
ويتقمص برنامج الكاميرا الخفية نفس حالة الفوازير كل موسم، أو بعد عدة مواسم ليبحث عن نجم جديد يقدمه، حتى لا يمل جمهوره، وكل شيخ له طريقته حسب المثل الشعبي، وممن قدموا برنامج للكاميرا الخفية، المونولوجيست" محمود عزب" تحت اسم "بهلول ولسان العصفور"، والذي اشتهر بتقديم نوع آخر من البرامج الفكاهية تحت إسم "عزب شو".
بهلول ولسان العصفور(برنامج كاميرا خفية) مع الكوميديان محمود عزب
وفي تحول آخر لبرامج الكاميرا الخفية أو المستخبية دخل الفنان "رامز جلال" سباق رمضان للمرة الأولى منذ 4 أعوام بتقديم برنامج "رامز قلب الأسد" ثم "رامز عنخ آمون"، وفي الموسم الثالث "رامز ثعلب الصحراء" وهذا العام تحت إسم "رامز قرش البحر" والذي تسبب في مشكلته الأخيرة مع الفنانة "آثار الحكيم"، والتي قالت إنها كانت لا تعلم بما سيحدث وتسبب في ذعرها، خاصة أنه استخدم هذا العام تقنيات حديثة حتى يستطيع إقناع النجم الضحية بأن هناك سمك قرش حقيقيا.
رامز قلب الأسد مع عبير صبري
رامز عنخ آمون مع هيفاء وهبي