التوقيت الأحد، 22 يونيو 2025
التوقيت 08:58 ص , بتوقيت القاهرة

"تحت الترابيزة".. هو إحنا المفروض نضحك؟!


زي ما "اللمبي" حل محل الضابط رياض المنفلوطي بعد ما مات في فيلم "اللي بالي بالك" سنة 2003 عشان يكشف عن مؤامرة كبيرة داخل السجن، كمان حنكو عبدالرحمن حل محل عاصم ابن عمه في فيلم "تحت الترابيزة" سنة 2016 عشان ينتقم من حياة النفوس "نرمين الفقي" ويسجنها ويكشف مؤامرة كبيرة.

الفيلم اللي اتغير اسمه من "أنا عندي شعرة" لـ "حنكو في المصيدة" وأخيرًا "تحت الترابيزة" بيتعرض لقضية لا تنتهي ومهمة وهي "الفساد"، من خلال قصة محامي فاسد اسمه "عاصم السنجاري.. محمد سعد" شغال مع  محامي كبير في الفساد برضه اسمه "نجاتي الفيومي.. حسن حسني"، وزي ما بيقول ماسك له القسم "الشمال" في المكتب، وبيحاولوا يطلعوا وزير مرتشي "عزت أبو عوف" من  القضية بسرقة التسجيلات اللي بتثبت إدانته من الأحراز واستبدالها مقابل 15 مليون جنيه.



حياة النفوس بتحاول تقتل المحامي عاصم وتستحوذ على الشرائط والفلوس وتبقى ضربت عصفورين بحجر، لكنه بينجوا من خطتها وبيتنكر في شخصية "حنكو" عشان ينتقم منها وبينجح فعلًا.

الفيلم مدته تقريبًا 90 دقيقة جزء كبير منهم ضايع على لازمة"هوي" اللي هي المفروض“HI” مثلا وإفيهات وقلشات محمد سعد اللي تعود على تكرارها في أفلامه وللأسف التكرار أفقدها بريقها وبقت موضة قديمة لا تضحك الجمهور لأنه متوقعها. 

وخلال حضوري للفيلم بأحد السينمات كان عدد الحاضرين بجانبي 2، سألت أحدهم عن رأيه في الفيلم وأداء محمد سعد، ورده كان "كويس.. إحنا في الكويت بنحب الكاركترات بتاعة محمد سعد وهو شاطر جدًا لأنه بيضحكنا بصراحة أوي، مش زي الأول، وبحس إنه هو المفروض يغير عشان الشخصيات ديه بيعملها من زمان، لكن مش عارف لو غير هصدقه ولا لأ لأني اتعودت عليه كدا".

إيرادات الفيلم وصلت حتى أمس الثلاثاء إلى  2 مليون و300 ألف جنيه ليحتل المركز الأخير في سباق إيرادات أفلام العيد، بينما احتل فيلم "لف ودوارن" لأحمد حلمي الصدارة برصيد يقرب من 25 مليون جنيه أي أن الفارق يقرب من 22 مليون جنيه!



ماحدش ينكر إن محمد سعد ممثل أكثر من موهوب وذكي وكان بيوقعنا من الضحك في أكثر من عمل، لكنه أساء استخدام تعلق الجمهور بالكاركترات وأساء إلى قدراته الرائعة على رسم وتجسيد الكاركترات بالاستسهال واللعب في المنطقة الآمنة، سعد فهم إن الجمهور بيعلق معاه جمل ولازمات الكاركترات ديه زي "أحلى من الشرف مافيش" لتوفيق الدقن و"أنا أركب شنب ودقن" لمحمد نجم، و"واحد مصاحب علي علوكة وأشرف كُخة" و"الله العظيم اتخضيت" و"صبح صبح يا عم الحج" لسعد نفسه، بس نسي إن ده بيحصل بشكل تلقائي مش بنشربه للجمهور بمعلقه، مش محشور، لأ ده اللزمة بتعلق لما بس تكون حقيقية وجزء من الشخصية فالناس صدقتها ورددتها تلقائيًا.

ومن إفيهات وقلشات محمد سعد في الفيلم مثلا لما منة فضالي "زوجته في الفيلم" قالت له أنا رايحة الـ "POOL" قال لها "بول وطعمية"، ولما حياة النفوس "نرمين الفقي" حاولت تقلل من مبلغ الرشوة وقالتله ليه رافع عليا الـ "maximum" قال لها عشان كلنا ناكل "مام" وضحك هو برضه بس عليه، هو المفروض نضحك إحنا  كمان!!




" سعد" كالعادة اعتمد على كاركتر غريب الملامح والطباع وعدة لزمات بوجهه وصوته "حنكو عبد الرحمن" وهو بصراحة يجيد تجسيد هذا النوع من الشخصيات منذ أن قدم شخصية اللمبي عام 2002، لكن إنك تفضل ما يقرب من 14 سنة بتقدم نفس الشخصيات من دون تطوير شيء يخلي الناس تمل وتبطل تتفرج عليك، أو على الأقل مش هيكون الإقبال عليه زي كل مرة.

الحوار مسيطر عليه قلش محمد سعد وإسهابه في اللازمات، وصراخ حسن حسني ردًا على غباء حنكو وتقل دم عاصم، وضحك حياة النفوس على غريب الأطوار حنكو وامتعاضها من تقل دم عاصم لدرجة إنها قالت له "أنت عارف إن دمك تقيل جدًا".


 
فيه حاجة غريبة وغير منطقية تمامًا في الفيلم، وهي أثناء تسليم عاصم السنجاري لشرائط إدانة الوزير للمحكمة قدم شهادة وفاة ابن عمه حنكو عبدالرحمن للمحكمة اللي هو أصلا شخصية وهمية ابتكرها عاصم للانتقام، هل عاصم اللي ضحك على حياة النفوس والمحامي نجاتي الفيومي بيسلم ورق مزور للمحكمة عشان يتورط في قضية تزوير أوراق رسمية! ولا حنكو هيطلع أصلا موجود؟!

المخرج سميح النقاش مخرج العمل لم يضف أي شيء للفيلم فهو فيلم إخراجيًا تقدر تقول عليه عادي، وحسني حسني قدم شخصية قدمها قبل كدا عشرات المرات من قبل، وكنت أتمنى إن عودة نرمين الفقي  بعد غياب 7 سنين عن السينما تكون في دور وعمل أقوى من كدا لكنه على أي حال أفضل من "دكتور سيلكون"، وممكن نقول إن منة فضالي أداءها كان لطيف على قد مساحة الدور وليها مشهد حلو مع محمد سعد لما بتكشف له إنها عارفة إنه عاصم مش حنكو.



الفيلم يشارك في بطولته الفنان محمد سعد ونرمين الفقي وحسن حسني ومنة فضالي وآخرون وهو من سناريو وحوار وليد يوسف وإخراج سميح النقاش وإنتاج وائل عبدالله. 

ورغم اعتبار البعض أن فيلم "تحت الترابيزة" نهاية اللمبي ومحمد سعد الفنية وهجوم عدد من النقاد بينهم طارق الشناوي ومحمود عبدالحفيظ على سعد، مؤكدين أنه لم يستطع إضحاك جمهوره، إلا أن جمهور السينما يترقب محاولة سعد الجديدة في فيلم "الكنز" الذي كتبه المؤلف عبدالرحيم كمال ويخرجه شريف عرفة الذي قدم لنا اللمبي محمد سعد عام 2002، بل أن الممثل وليد فواز راهن عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على "سعد"، مؤكدًا أنه سيبهر الجميع. 

فهل سيقتنص سعد هذه الفرصة ويقدم لنا شخصية جديدة، أم سيصر على تقديم الشخصيات التي يحبها ويخذل وليد فواز؟... الإجابة عند محمد سعد.