حوار| مراد مكرم: "فوق مستوى الشبهات" لم يكن كأي مسلسل لهذا السبب


تصوير- أسامه الجندي
مراد مكرم
: اللي مش عايز يشتغل مع مخرج بيعيد كتير ما يشتغلش
: أحسن السيناريست في كتابة نهاية دينا لأن مايكدش ست غير ست
: اقتنع الكثيرون أن لطيفة فهمي أمي بالفعل
: نجلاء بدر فنانة محترفة
: أتمني أن يسافر "الأكيل" خارج مصر في 2017
هو ممن نطلق عليهم "ناس عِشرية تحب الناس وقلبها يروح لك كده ويبقى بينك وبينه عمار من غير سابق معرفة"، لفت الأنظار هذا العام من خلال دوره بمسلسل "فوق مستوى الشبهات"، خاصة في مشهد اكتشاف خيانة زوجته، وتتجلى بهجته أمام الطعام وترحاله للبحث عن أفضل المطاعم والأكلات التي يخبر مشاهديه بها فيذهبوا مستمتعين لتناولها، مراد مكرم ابن الجيل الأول بقنوات النيل، الذي صنع طريقه ووصل لقلوب الكثيرين، يتحدث لنا عن الغناء، والصيد، والجديد الذي سيقدمه في السطور القادمة ..
- كيف أعددت نفسك لدور "أحمد" بمسلسل فوق مستوى الشبهات؟
"الموضوع مش شحن عشان نبقى واقعيين".. ثم يكمل، لكل مشهد جلسة وحديث خاص، وذلك لأن "فوق مستوى الشبهات" لم يكن كأي مسلسل آخر، والسبب في ذلك أن الورق لم يكن جاهز في البداية، فكنا نعمل على كل مشهد مع المخرج هاني خليفة، الذي استطاع الربط بين كافة المشاهد، علمًا بأنني قولت له في أحد المرات "مش هعرف أشتغل من غير ورق، فقالي سيب لي نفسك وقد كان"، وفي الوقت الذي تعثرت فيه في بناء الشخصية تحدثنا معًا بخلاف جلساتنا قبل كل مشهد التي كان يذكرني خلالها بتتابع المشاهد قائلا "إنت هنا هتقول كذا عشان قبل كده كان في كذا وكذا فكنت بهدا وأدخل في الموود بتاع المشهد ونصور ولو ما طلعش زي ما هو عايز بنعيد مرة واتنين وعشرة، ده غير إننا كنا بنشتغل ع الهوا".
- هل شعرت براحة في التعامل مع هاني خليفة خاصة أن هناك نقد يوجه له بسبب كثرة إعادته للمشاهد؟
بالفعل شعرت بالراحة "واللي يزهق من الإعادة يزهق أنا المهم عندي النتيجة إيه، زي التيجة اللي ظهر بها فوق مستوى الشبهات، وليا سكر مر، وسهر الليالي، فمعلش حقه يعيد واللي مش عايز يشتغل مع مخرج بيعيد ما يشتغلش"، وبناء عليه عقب مشاهدتي للمسلسل فرحت جدًا.
- عند مشاهدتي لـ مشهد اكتشافك لخيانة "دينا" لم أشعر أن رد الفعل كان رد فعل رجل مصري عادي فهل هذا صحيح؟
نعم .. لأنه تم بناء شخصية "أحمد" منذ البداية على أساس أنه شخص مختلف، وتركيبة وثقافة مختلفة، وعلاقته بوالدته أيضًا مختلفة، ووضحنا ذلك في مشهد جمعه بوالدته وهما يتحدثان بالفرنسية، ونتيجة كل تلك التفاصيل جاء رد الفعل المختلف بمشهد اكتشافه للخيانة، "كان أسهل ما يمكن إني أعمل رد الفعل المعتاد وأتشنج وأقول عاااا" لكن هنا مع الشخصية الأمر مختلف.
- عند مشاهدتي شعرت أيضًا أن "أحمد" في تلك اللحظة حزين لأن الزوجة لم تقدر حبه لها أكثر من كونه غاضب..
نعم هذا ما شعر به أحمد، فبقدر ما أحبها بقدر ما كانت الصدمة، وبقدر دفاعه عنها طوال الوقت أمام والدته، بقدر زيادة الشك داخله، "نقدر نقول على أد الوجع على أد ما كانت الصدمة"، لذا خرج المشهد بهذا الشكل.
شخصية "أحمد" كانت غير تصادمية إلى أن أستمع لـ السي دي الذي كشفت فيه "دينا" عن علاقتها بـ "عمر"، لذا أرى أن السيناريست أحسن اختيار تلك النهاية التي دبرتها الأم، "لأن ما يكدش ست غير واحده ست".
- هل تابعت ردود فعل السوشيال ميديا على مشهد الخيانة؟
أثناء عرض المسلسل للأسف لا، ولكن عقب إنتهاء شهر رمضان تابعتها، وشعرت بسعادة كبيرة، وبالفعل تحدث مستخدمو الفيسبوك والسوشيال ميديا بشكل عام عن الدور عقب مشاهدتهم لمشهد الخاينة بشكل خاص، وذلك لأن مشاهد الـ master scene الخاصة بي ظهرت جميعها في نهاية المسلسل. وهي (مشهد سماعي للسي دي في العربية، مشهد دخولي شقة عمر وتخيلي للعلاقة بينهما على السرير، مشهد دخولي المنزل وحديثي مع أمي وأنا ممسك بالمسدس وبقول هقتلها "ده هنا رد فعل رجل شرقي عادي بالمناسبة" - والمشهد الأخير هو مشهد فضح الأمر في حضور عمر ودينا). إلى أن قدم محمد ممدوح "تايسون" مشهده في جراند أوتيل "فخد مني الكلام كله وساعتها قولتله إنت عظيم".
- قدمت هذا العام دور مختلف عن أدوار الشر الخفيفة التي قدمتها من قبل وتحدثت عنها في أكثر من حوار..
هذا حقيقي الدور مختلف، والسر هنا في فكرة المسلسل و الورق، والمخرج.
- هل كانت هناك كواليس تجمعك ومدام لطيفة قبل كل مشهد؟
بالطبع وتجمعنا محبة وعلاقة ظهرت ملامحها على الشاشة فبدت وكأنها أمي بالفعل، علمًا بأن فارق السن بيننا ليس عظيم ما بين 10 إلى 11 عام فقط، وتسائل من لا يعرفوني بشكل شخصي على السوشيال ميديا، "هي أمك فعلا؟" والسبب في ذلك الكيميا التي تجمعنا والملامح المتشابهه، وحديثنا معًا بالفرنسية.
- هل ساعدت الصداقة التي تجمعك بـ نجلاء بدر منذ 18 عاما على خروج المشاهد بينكما بشكل بسيط؟
بالطبع كان للصداقة عامل كبير، ولكن ما يجعل الأمر أكثر سهولة هو الوقوف أمام فنان يملك أدواته جيدًا، متميز، يرفع من شأن من يشاركه التمثيل، لذا كانت مشاهدي معاها من أسهل ما يكون، لأنها محترفة وكانت قادرة على إعطائي الشعور الذي يدفعني لتقديم رد فعل بسيط وسهل، في حين يحدث العكس إن كنت بجانب ممثل "واقع خايب معرفش أخد منه لأنه فيما عدا فن المونولوج التمثيل بينج بونج، بتديني وأديك، بعلى معاك وبنزل معاك على حسب إتجاه الأحاسيس، إنما لو اللي قدامي عنده مشكلة لازم أنا أكونمحترف أول وألغيه تماما كأنه مش موجود وأعمل رد فعل وده صعب جدا على أي ممثل"، لذلك جاءت سهولة مشاهدي مع نجلاء بدر من كونها محترفة وأعطتني تعبيرات مظبوطة جدًا، بمستوى صوت محدد، أستطيع الرد عليه بنفس المستوى.
- إذن يمكننا أن نصف دورك في المسلسل بأنه ثوب جديد لـ مراد مكرم في التمثيل؟
يارب ..
- عند مشاهدة حلقة سي بي سي التي ظهر بها فريق العمل شعرت بسعادة بالغة داخلك عند حديثك عن الدور والمسلسل وقولت وقتها "أنا نفسي أتفتحت ع التمثيل"..
"أصل ده كان حلم حياتي"، فمنذ عام 2005 وأنا اقدم أدوار "مش أوي"، وكلما تلقيت تعليقات من الأصدقاء أو الجمهور تقول "إنت كنت كويس في الفيلم الفلاني"، أرد بـ "أنا لسه ما ممثلتش"، علمًا بأن دوري في "ريش نعام" كان لطيف بعض الشئ رغم أنه دور رجل "سافل"، وأيضًا دوري في مسلسل "أهل إسكندرية" الذي لم يعرض حتى الأن، فكانت الأدوار "لايت من ع الوش مفيش عمق في الشخصية"، لذا أشعر أن تلك هي المرة التي مثلت فيها بالفعل عندما قدمت دور "أحمد" في فوق مستوى الشبهات، وشعرت ايضًا أن أخيرا أعطاني أحد دور به عمق وشخصية مؤثرة في الدراما.
- كيف استقبلت اعتراض الكثيرون على نهاية "دينا" خاصة إن الكثيرون كانوا منتظرين قتلها؟
هي بالفعل نهاية غير عادية وغير متوقعة، "أصل يا فرحتي لما الناس تبقى عارفه إنها هتتقتل، ده غير إن اللي بيقول كده مش عارف إني لو قتلتها أبقى بعمل بداية جديدة مش بعمل نهاية، وبناء عليه كانت النهاية بالشكل اللي ظهرت به في الحلقة وهنا نقطة ومن أول السطر".
- عند حديثي مع السيناريست محمد رجاء ذكر بأنه متوقع بعد 3 سنوات يمكن لدينا أن تعود وتطالب برؤية صغيرها وهنا سيقبل أحمد الطلب هل ترى إمكانية لحدوث ذلك؟
لم أجلس مع محمد رجاء خلال العمل في المسلسل، ولكني أختلف معه في ذلك، لأن شخصية "أحمد" كما رسمتها، هو شخص بقدر ما يحب بقدر ما يكره، "عشان كده وهو بيقتلها ماديًا ومعنويا ما أتهزلوش رمش، ما أتعصبش وكأنه بيقولها روحي موتي يا دينا أنا مش مهتم"، خاصة أن الفترة التي جلس فيها أحمد وحده دون أن يراها بعد سماعه لـ السي دي كانت مشاعره تجاهها تموت، وبناء عليه عندما جلس وقرر أن يفضحها في حضور أسرتها ظهر وكأنه يقول "موتي ده أشرف لأبنك" لذا لن يسامحها لأنه بالنسبة له ماتت بالفعل.
- كيف كان تعليق ابنتك الصغيرة على نهاية المسلسل خاصة إنها كانت شغوفة لمعرفة تتابع الأحداث؟
يبتسم ويختلف تون الصوت فيظهر هنا الأب ثم يقول.. "كارلا كانت طايرة بالنهاية وأنا مقولتلهاش طبعا لآننا كنا بنشتغل ع الهوا أصلا"، كم تبلغ من العمر؟ 10 سنوات، ولديها حس فني وتابعت المسلسل يوم بيوم، وتناقشت معي كثيرًا وكانت تتسائل لماذا فعلت كذا ولم تفعل كذا.
- لماذا لا تقدم أعمال درامية بالفرنسية؟
بالطبع أرغب في ذلك، ولكن لم يُعرض علي للأسف، علمًا بأن أول تجربة تمثيل خوضتها في حياتي كانت من خلال مسرحيتين، وكنت وقتها أبلغ من العمر 15 سنة، تم عرضهما على مسرح السكركير والجيزويت، الأولى مسرحية "أيزيس" لـ توفيق الحكيم، والثانية مسرحية "لعبة الحب والسقوط" لـ كاتب فرنسي يدعى ماريفو.
- هل النجاح يحملك مسؤولية؟
هذا حقيقي وبالفعل ذكرت في حوار سابق أن الأشخاص يحملون الممثل فوق طاقته جدا، لأنه لم يكتب الدور، والدليل على ذلك إن جاءني ورق جيد سأخوض التجربة وإن لم يأتي سأظل جالسًا في المنزل، "ولكن من الواضح أن الواحد لازم يظهر في أكتر من حاجه عشان يعلم مع الناس لكن هيفضل السؤال هنا برضه فين الكتابة الحلوة اللي زي فوق مستوى الشبهات و جراند أوتيل، ده غير إن لو في 5 أعمال من النوع ده في الكتابة في السنة شوفي كام ممثل هيتكالب عليهم، عشان كده نفسي يتعرض عليا تاني أعمال بنفس المستوى".
- هل بالفعل الطفل الصغير بمسلسل فوق مستوى الشبهات ابنك خاصة أنك ذكرت أنه لم يكن ينام سوى على كتفك..
لا ولكنه اعتاد عليا بشكل كبير، لدرجة أنه كان يناديني بـ بابا، أما ابني فيبلغ من العمر 4 أعوام ونصف.
- هل بكيت عند مشاهدتك لمشهد اكتشاف الخيانة؟
في حماس يقول .. "وأنا بتفرج على نفسي وأنا واقف قدام السرير عيطت حتى شيرته عندي على حسابي الشخصي على فيسبوك وقولت بهزار إنت حمان يا حمان!، بتشوف نفسك وتعيط"، علمًا بأن المشهد تم إعادة من 3 إلى 4 مرات، وهي أقل مرات للإعادة مقارنة بمشاهد أخرى، فقدمت المشهد المرة الأولى والثانية والثالثة ولم أكن قادر على تقديم ما يجب أن يخرج من الشخصية، فزادت بداخلي العصبية والتعب مما أدى إلى خروج المشهد بهذا الشكل، وكان ضيفنا في لوكيشن التصوير في هذا اليوم السيناريست تامر حبيب، وعلق على المشهد قائلا "عملتها إزاي كده"، "فبكيت وصعبت عليا نفسي، وصدقتني وده مش سهل خاصة إن الأربع مشاهد الأساسية عذبوني".
- شعرت عند مشاهدة الحلقة التي ظهرت بها مع الفنان إسعاد يونس بأنك لم تكن سعيد..
"أنا فعلا مكنتش مبسوط".. وقولت ذلك بطريقة ما لأن ما كنت أتوقعه أن الحلقة ستسير بطريقة مشابهة لحلقات سابقة ظهر بها ماجد الكدواني وإيمي سمير غانم، وإن إسعاد يونس رتبت لي عزومة "فلاقيتها جايبالي أكل صحي!"، ولكن للأمانة لابد أن أذكر أن د.شريفة ساعدتني على التخلص من 10 كيلو قبل تصوير مسلسل فوق مستوى الشبهات، وأنتظر رجوعها لنكمل ما بدأناه.
- هل حاليًا في خناقة بين الأكل الصحي والأكل العادي؟
"في سن معين الخناقة دي هتحصل هتحصل، لأن عند عمر معين مش هيبقى عند الشخص درجة الحرق المطلوبة، وبناءً عليه عايز تاكل كل زي ما إنت عايز بس اعمل مجهود تحرق به، عشان كده الخناقة بتيجي من هنا إنك مش قادر تعمل مجهود يحرق اللي إنت أكلته".. وإذا رغب الشخص في أكل ما يحبه عليه أن يفعل ذلك في الصباح، ولا يضع طعام بمعتدته مرة ثانية حتى يتم حرق السعرات، لأن عقب غروب الشمس يقل الحرق وتلك حقيقة علمية يعلمها الكثيرون، كما يقال في المثل الشعبي "افطر ملك - اتغدى أمير - اتعشى فقير"، فنشب الخناق من عدم القدرة على الحرق لأن الأكل هو المتعة الوحيدة السهل الحصول عليها "يعني أنا مش مضطر أتجوز عشان أكل فهي متعة جذابة لأي حد".
- حب الأكل وتذوقه وراثة أليس كذلك؟
وهو أمر ورثته بالفعل عن والدي رحمه الله، وهكذا أخي أيضًا، وفي السابق كنت الأكثر نحافة في العيلة "فماتبصليش دلوقتي"، وأشتعل حبي للأكل أكثر لكون أمي طباخة درجة أولى، كانت تعبر عن حبها لنا بالأكل وإنها تطبخ لنا أفضل شئ، فأسرتنا تشبه دائرة مغلقة جميلع أفرادها يحبون الأكل، مع العلم زاد وزني قبل الزواج بعد أن قررت العيش وحدي واعتمدت على الأكل السريع، وليس من أكل والدتي التي كنت ألعب رياضة اثناء إقامتي معها.
- يصنف برنامج "الأكيل" بأنه خدمي..؟
بالفعل طابعه خدمي، والجانب الدعائي به يظهر دون قصد مني، لأنني أدخل كل مطعم وأقول رأيي بشكل صريح به، فتحدث الدعاية للمكان بشكل غير مباشر، ولكن ما نقصده هو أن نقدم للمشاهدين مكان يمكنهم الذهاب إليه لتناول الطعام ويشعرون فيه بالسعادة، وحاليا يوجد على الإنترنت أرشيف يضم حوالي 170 مطعم قدمناهم خلال حلقات البرنامج، كما يمكن للمشاهد أن يعرف سعر الطعام فيتصبح معه ميزانية واضحة "فكل واحد يبقى عارف الميزانية اللي هيخرجها من جيبه بالظبط ودي حاجه مش سهلة".
- وما هو أفضل أنواع الأكل التي تذوقتها؟
السي فود، السوشي، وافتكاسات الأكل هي أكثر ما يثير إعجابي، فعلى سبيل المثال كان هناك مطعم بالمعادي يقدم العكاوي بطريقة معينة، يقوم الشيف فيها "بتشوية طويلة للعكاوي، وبعدين يشيلها من العضمة بتاعتها، ويحطها في العضمة اللي فيها النخاع"، وهناك مطعم آخر أكلت به سي فود وأثناء التصوير أصابني دوار من كثرة الأكل والفسفور، ومن كتر ما الأكل فريش وحلو، وكانت هناك الكثير من التجارب الجميلة أثناء التصوير بالإسكندرية.
- يستقبلك الناس في الشارع بود وتبدو شخصية خفيفة الظل بالفطرة أثناء التصوير مما يسهل دخولك الحارة ويجذب إليك المواطنين ..
بحماس يقول "أنا أتربيت على كده"..ثم يكمل: نشأت في الزمالك التي كانت تضم أفضل مدارس في مصر في هذا الوقت، ومنها الجيزويت على سبيل المثال، وسافرت وأنا في التسعة من العمر، وهذا جانب من شخصيتي، أما الجانب الثاني فيتمثل في ملكية والدي رحمه الله لـ معرض موبيليا، كنا نذهب خلال عملنا للعمال لمتابعة العمل، وكونه صاحب شخصية بسيطة بنى شخصيته بنفسه وبدأ من الصفر، إلى أن بدأت حياتي العملية الخاصة وتعاملت مع كافة الطبقات، على سبيل المثال مارست الرياضة التي جمعتني بأبن السفير وابن الغفير، وعندما قررت وشقيقي أن ندشن لشركة تنظيم فعاليات تعاملنا أيضًا مع عمال.
كما أن جدتي والدة أبي كانت من "سنديون"، وولد أبي هناك، إلى أن أنتقلت اسرته إلي شبرا وهو في التاسعة من العمر، كما أن والدتي أيضًا من شبرا، لذا فإن نشأتي بالزمالك لا تعطيني الحق أبدًا أن أتعالى على غيري، سواء أكان رجل بسيط أو برنس، بل على العكس أنا أحب الود في التعامل مع الأخرين، وقادر على التعامل مع كافة الطبقات، وأؤمن بأن الشخصية الجميلة لا علاقة لها بمستوى ثقافة صاحبها.
ولذلك أأكد لكي أنه يمكن معرفة "ابن الناس اللي بجد" عندما تشاهدي تعاملاته مع من هم أقل منه، هنا سنعرف إن كان بالفعل ابن ناس أم ممن يطلق عليهم "شبعة بعد جوعه"، علينا ان نتعامل مع الجميع بطريقة جيده لأن ذلك هو الطبيعي إلى أن يصدر العكس ممن نتعامل معهم، وأقول ذلك لأنني رأيت كيف يتعامل بعض الفنانين مع غيرهم، ويتحولون من فئة الفنان إلى فئة الممثل وشتان بين الفئتين فالأولى تضم كل شئ أما الثانية فهي مجرد صنعة.
- أثناء استضافتك بحلقة إسعاد يونس وفي حلقات كثيرة من برنامج الأكيل خاصة الحلقة التي تم التصوير فيها بجانب عربة بطاطا لاحظت أنك كوميديان ..
يبتسم ثم يقول "أنا بحب أستمتع بالحياة، وبحب البهجة، لا بحب النكد ولا القرف، عشان كده 90% من المسلسلات الهندية والتركية مابعرفش أتفرج عليها، وبسأل فسي بيصدرولنا النكد ليه طول الوقت، أصل الحياة مش محتاجه كل ده وفيها اللي مكفيها، فبقول لنفسي برضه ماتقرفش نفسك".. وأظهر على طبيعتي أمام الشاشة، ولا أحاول بذل مجهود للتمثيل لأنني إن أمسكت بالخيط مرة لن أستطيع أن أحافظ عليه طوال الوقت، وعن الكوميديا ديعيني أقول صراحة إن عُرض علي دور كوميدي "ياريت أنا أحب أجرب وأكون شاطر وأعملها بس فين بقى اللي يكتب كوميديا مش آفيهات" لأننا إذا ذكرنا الكوميديا سنتحدث عن فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، نجيب الريحاني، خاصة أنني عاشق لكوميديا الموقف التي تترك اثر في المشاهد، ولاتزال حية حتى الأن لم تمت، بعكس الآفية.
- سافرت ببرنامج "الأكيل" إلي المحافظات لعرض الكثير من أنواع داخل مصر فهل المرحلة القادمة هي السفر إلى الوطن العربي خاصة أن لديك جمهور يشاهدك هناك؟
بالفعل كان هذا هو المتفق عليه مع القناة، وأ. سمير يوسفن ولكن لأسباب إدارية لا أعلمها لم يتم تصوير بعض حلقات البرنامج بالخارج كما كان مقرر له هذا العام، وبالفعل لا أعلم شئ عن الأسباب، ولكن أتمنى أن يحدث ذلك في 2017.
- لازلت تغني؟
هواية وليس إحتراف، كنتي أغني "الكايروكي" و "سولو روك"، وأغني "بلوز" أيضًا، ولكن وسط الأصدقاء عندما أسهر في أحد الأماكن وأجد فرقة أعرفها فأقوم بالغناء معهمن علمًا بأنني شكلت فرقة وقدمنا العديد من الحفلات بـ كايرو جاز كلوب في المهندسين بالفعل، ولكن سبب نجاحها كان أيضًا سببب فشلها.
-وضح لنا الأمر أكثر..
العازفين بالفرقة كانوا محترفين، وأسماء كبيرة، لذا فهم مشغولين بالعمل مع أكثر من فرقة، "فلاقيت نفسي طفل لقيط وإن ده مش هينفع".
- قلت في حوار سابق بأنك تتمنى الغناء على مسرح وتبعت ذلك بأن الأمر غير متاح في مصر، بالرغم من وجود مساحات فنية ومسارح مستقلة يمكنك الغناء عليها..
يلتقط أنفاسه ثم يقول في حزن ليس بالكبير "مش متاح، مبعرفش أغني عربي، ولو في أماكن ظهرت فده حصل مؤخرًا أنا بغني من سنة 1994" وتلك الأماكن لم تكن متاحة حتى عام 2011، كما أن الأمر لم يعد مناسب لسني حاليًا، كما أن إعادة تشكيل فرقة مرة أخرى له متطلبات ، والعازفين سيحتاجون للمقابل المادي من أجل المشاركة، وفي نفس الوقت سيعمل مع غيري كمحترف لنقع مرة أخرى بنفس المشكلة التي واجتها من قبل، "وبناء عليه بغني كايروكي وأنا مبسوط، وأنا في العموم معرفش أعمل حاجه ما بحبهاش، حتى تجارة الخشب بحبها وبشوف إنه فن، بالذات لما تشوفي قطعة جميلة خارجه من جزع خشبن من هنا حبيت الخشب جدا".
- لن تشارك في برنامج إذاعي جديد بعد ما قدمته ببرنامج "ألافرانسيس"؟
من الصعب أن أعود لبرنامج "ألافرانسيس" مرة أخرى، فهو بالنسبة لي خطوة انتهت، "هل هعمل برنامج تاني له علاقة بالأكل ولا لآ معرفش، لسه بتكلم أنا وعايدة، وبنحاول نفكر في حاجه، وممكن يبقى البرنامج يبقى له علاقة بالمزيكا أو لأ لسه مش عارف".
- هل يمكن أن نصف "الأكيل" بأنه طفرة في مسيرتك العملية؟
"الأكيل بيلم كل الناس أصل مين ما يحبش الأكل!" يشاهده الكثيرون في الوطن العربي، إضافة للمصريين المقيمين بالخارج الذين نعرض لهم ما يقدم بمصر، "ده إحنا لو بنعرف نستخدم أدواتنا صح البرنامج ده يقدر ينشط سياحة الأكل، لدرجة غني كلمت شركات سياحة والأمر ما مشيش، لأن محدش أتحمس، وإحنا لازم نعمل دعاية برة ونقولهم تعالوا دوقوا أكلكم هنا بطريقة تانية، على سبيل المثال الأكل الصيني هنا إحنا بنقدمه بطريقة مختلفة".
- وما هي الأكلة المفضلة لـ مراد مكرم؟
بشغف ممزوج بطفولة بريئة يقول "هتشتغربي جدًا وهتضحكي من بساطة الأكل اللي مقدرش أستغنى عنه وهو الأسكالوب بانية، البطاطس المحمرة، كبدة الفراخ، راس الخساية، والفول"، شعرت بالفعل بحب للفول وأنت تتعامل مع القدرة كانت فرحتك في ذلك الوقت حقيقية.. تلك أمور يمكنني أن أعيش بها فقط دون الاحتياج لأي شئ آخر، إضافة للخضروات التي يمكن أن أعيش عليها طوال اليوم دون ملل، وهكذا رأس الخس من الممكن أن أن أتصارع عليها مع الجميع "ومحدش يستجري يقرب لها إلا أبني هو الوحيد اللي مقدرش أقوله لأ، أصل دي راس الخساية أم قلب أخضرجميل، ده أنا بشيل الخساية كلها وأخد بس راسها وقلبها".
وظهر حبي مؤخرًا لـ السوشي والسبب أنه بدا لي أكل صحي، خفيف على المعدة، خاصة إذا كان بجانبه أرز مسلوق، بخلاف إننا كمصريين "نجنن" لأننا نملك بصمتنا الخاصة في طهيه، فيتحول من سوشي ياباني ومجرد سمك نيئ ورز مسلوق إلى أكلة ممتعة بالطريقة المصرية.
- "الصعلوك" و "الفتوة الطيب" لماذا ترغب في تقديم تلك الأدوار بشكل خاص؟
"لأن محدش بقى بيعملهم".. لم يعد هناك الفتوة الطيب "المنصف" كما كان يقدمه الراحل فريد شوقي، وهنا لا أقصد الفتوة البلطجي الحامي للمنطقة، ولكن أتحدث عن حالة فنية كانت موجوده في الماضي وانتهت بفيلم "الحرافيش، وإصراري على هذا الدور هو إحتياج الناس لهذا النوع من الفتوات أو كبار المنطقة لأن الشرطة لم تستطع تغطية 90 مليون مواطن، بالرغم من أنه يجب عليه فعل ذلك، ولكنه أمر لم يحدث منذ ثورة 52.
"أما الصعلوك فبحبه لأنه مش محتاج، ومش مهتم، عشان كده الفقر بيجي من الإحتياج" أما الصعلوك الطيب الذي أقصده فهو أغني شخص في العالم بالرغم من عدم إمتلاكه لجنيه واحد، ولا يعبأ بذلك، وآخر قطعة جبنة معه يفردها داخل رغيف من العيش ويعطيها لمسكين، وهذا ما فعله نجيب الريحاني رحمه الله.
ليس هذا فحسب بل أرغب أيضًا في تقديم أدوار بعيدة عن شخصيتي تمامًا، وأقصد هنا بشكل محدد "الشخصيات التي لا يمكن أن اصبحها في يوم من الأيام"، ومنها على سبيل المثال دور الشيخ، كما أتمى تقديم أعمال إيجابية "لأن كفاية سلبيات، وتجارة مخدرات، وعشوائيات، يا جماعة أرجوكم صدروا للناس حاجه إيجابية وقولولهم إن في أمل وإن مصر فيها ولو حاجه واحدة إيجابية، لأن طبيعي لو في توب أبيض وفيه نقطة سودا العين هتروح وش على النقطة السودا، فالموضوع بقى سخيف أوي".
- كيف تقوك بشحن طاقتك من جديد كممثل؟
لم أقم بذلك خلال الفترة الماضية، ولكن في السابق كنت أشاهد بمعدل ألف فيلم في العام، أي بمعدل فيلمين لثلاثة في اليوم الواحد، ولكن تغير ذلك أيضا خلال الأربع سنوات الأخيرة، وذلك لا يمنع إمتلاكي لمخزون كبير من الأفلام، كما أحب القراءة جدًا، خاصة خارج الصندوق، على سبيل المثال أفضل قراءة كل ما هو غير معتاد حتى تتفتح مداركي أكثر، بجانب قراءة القصص الحقيقية، وكتب التاريخ المكتوبة بطريقة قصصية، كما أنه على الممثل أن يذهب لورش تدريب، ولكن حاليًا لا يمكنني فعل ذلك لأنه يتطلب تفرغ كامل للمهنة التي بناء عليه لابد أن استطيع من خلالها تغطية كافة متطلبات بيتي المادية، "يعني مثلا لو أنا بعمل عملين في السنة وبيغطوا تكاليف حياتي ومتطلباتها هروح تدريبات من النوع ده وأدخل ورش"، ومن الممثلات التي تفعل ذلك بالفعل منى زكي حيث تذهب لورش تمثيل في أمريكا، ويجب أن تذهب لروسيا لأنها مدرسة مختلفة، وفرنسا أيضًا إن أستطاعت.
وأرى أيضأ أنه لابد للشخص أن يجلس وحده خلال اليوم ساعة أو ساعتين، ينصت للموسيقى، يبحر بعقله خارج جسده، فهو نوع من أنواع التأمل "الميديتيشن"، ولكن يختلف عما يسوقونه حاليًا، ليفكر الشخص فكل ما هو خارجه وخارج مشاكله، وهو ما حدث بالفعل في دور "أحمد" في مسلسل فوق مستوى الشبهات، خاصة في مشهد الخيانة كما ذكرت في بداية الحديث تخيلت رد فعل الشخصية فخرج المشهد كما ظهر.
- هل تمارس هوايات أخرى؟
صيد السمك، وأملك عدة كاملة هنا في محل الموبيليا، أخرج أنا والأصدقاء في مجموعات للصيد في مراكب إما في الغردقة أو منطقة حماطة. وصفت في لقاء تليفزيوني سابق بشغف وطريقة درامية صيدك للسمك..نعم فأنا أحب صيده جدا.
ملحوظة: "هنا مثل مراد مكرم طريقة صيد السمك عمليًا أثناء الحوار، وكانت مُغرية جدًا بالفعل ومثيرة، وممزوجة بشغف ورغبة في الاكتشاف، فهو صاحب رؤية وفلسفة في رؤيته للأشياء".
يتسع صدره للحوار أكثر فيروي لنا هذا الموقف..
"مقدرش أعمل حاجه وأنا مش مبسوط بتخمق وبتطفي، لدرجة إن مرة في حلقة من برنامج ليا على قناة النيل للمنوعات كنت مستضيف واحد أنا مش طايقه، وحاسس إنه بني آدم مش كويس، نعست والله والمخرج بدأ يكلمني على الأير بيس، وبيقولي مراد إنت بتنام!!، وبناء عليه لو الحاجه مش بعملها بشغف مابعرفش أعملها، حتى علاقتي الإنسانية والعاطفية لو أطفيت مبعرفش أكمل، أصل هقعد معاكي ليه وأنا مش طايقك، وعشان كده أتأخرت في الجواز".