التوقيت الخميس، 01 مايو 2025
التوقيت 11:37 م , بتوقيت القاهرة

سر المتعة في مشاهدة أفلام الرعب

يرتبط عيد الـ"هالويين" بقصص وأفلام الرعب
يرتبط عيد الـ"هالويين" بقصص وأفلام الرعب

قد يتساءل الكثيرون عن سبب استمتاع البعض بمشاهدة أفلام الرعب، رغم ما قد تضمه من مشاهد مقززة أو مخيفة، قد تفزع المشاهدين وتحرم بعضهم من النوم لعدة أيام.

حقائق مثيرة

يقول العلماء إن المخ لا يميز كثيرا بين مشاهدة المواقف المرعبة والتعرض الفعلي لها، ولذلك فقد تنتج نفس ردود الأفعال كزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وانقباض العضلات، وقد أظهرت أبحاثا علمية أن مشاهدي أفلام الرعب يكون تقييمهم أفضل للفيلم، كلما ازداد قدر شعروهم بالخوف خلال مشاهدته.

تفسيرات مختلفة

وتختلف التفسيرات لتلك المفارقة العجيبة، كما يظهر الموقع الطبي الأشهر WebMD، حيث يربطها البعض بأنها استمرار لعادات بدائية يتوارثها الإنسان، ترتبط فيها مفاهيم النضج والبلوغ بالقدرة على تحمل الظروف الصعبة والمواقف المخيفة.

كما يشير البعض إلى أن الفضول هو الدافع الأول لمشاهدتها، تماما كما هو الحال مع سلوكيات كالإسراع لمشاهدة حادث تصادم في الطريق، وهو أمر ربما يشير إلى حاجة فطرية لدى الإنسان بأن يكون واعيا بما يحيطه من مخاطر، خاصة تلك التي قد تسبب له أضرارا جسمانية.

فيما قد يكون الدافع الحقيقي هو الرغبة في التأقلم مع المخاوف التي يواجهها الإنسان في الواقع، إذ أظهرت دراسة سابقة ازدياد الإقبال بين طلاب جامعة على مشاهدة فيلم عن قصة "سفاح" بعد مقتل أحد زملائهم.

ويقول أحد أشهر كتاب قصص الرعب "ستيفن كينج"، أن مشاهدة أفلام الرعب تعمل كصمام أمان لكبح جماح الميول العنيفة والعداونية، وهو ما يشار إليه في علم النفس بالتنفيس الرمزي Symbolic Catharsis، حيث تكون مشاهدة العنف وسيلة لإحباط القيام به في الواقع.

وعلى النقيض، تشير بعض الدراسات إلى أن مشاهدة الأفلام العنيفة تزيد الميل للسلوكيات العدوانية.

المتعة والعذاب وجهان لعملة واحدة

يبدو أن المتعة والعذاب دوما ما يتصلان بعلاقة تشابك وترابط، بهذه الجملة ختم موقع BBC تقريرا نشر مؤخرا بعنوان "لماذا يتلذذ البعض بالألم؟".

وسرد التقرير كيفية استمتاع البشر بتناول طعام حار، أو القيام بتدريبات بدنية شاقة أو ممارسات جنسية سادية، أو استمتاع البعض بالذهاب إلى"بيت الرعب" أو ركوب "قطار الموت" فيما يفترض كونه "ملاهي ترفيهية".

تلك السلوكيات تعد ظاهرة فريدة في الطبيعة، إذ أن الحيوانات الأخرى لا تعيد القيام بسلوك سبب لها ألما أو معاناة، أما البشر فعلى ما يبدو ثمة مكافأة أو حافز يدفعهم لذلك.

ويتمثل ذلك الحافز في قيام الجسم في تلك الحالات بإفراز الإندروفينات، وهي مواد ترتبط بتسكين الآلام والشعور بالسعادة، ويمكن وصفها بالمخدرات الطبيعية، كما أن إفراز هرمون الأدرينالين المنشط يزيد إحساس الإنسان بالإثارة.

وما يؤكد على علاقة الألم والمتعة، ما أظهرته دراسة سابقة أن إزالة خلايا عصبية من الأحبال الشوكية لعدد من مرضى السرطان لتخفيف شعورهم بالألم، أدى لإفقادهم القدرة على الإحساس بالوصول لذروة النشوة الجنسية، وهو ما يذكرنا بارتباط آخر، وهو التشابه بين تعبيرات الوجه عند الشعور بالألم أو عند الوصول للشبق أو ذروة النشوة.

تأثيرات سلبية

?إقبال البعض على مشاهدة أفلام الرعب لا يعني بالضرورة أن تأثيراتها دوما إيجابية، إذ قد تسبب تأثيرات نفسية سلبية، بالأخص على الأطفال، وعلى البالغين كذلك.

وقد أظهرت دراسة أن 60% من المشاركين عانوا من إضطرابات بعضها مرتبط بالنوم، بسبب لقطات مرعبة أو صور مزعجة شاهدوها قبل بلوغهم عمر 14 عاما، لذا ينصح بعض الخبراء بعدم مشاهدة تلك الأفلام، وإبعادها عن الأطفال، لما قد تحمله من تأثيرات نفسية طويلة المدى تشبه التعرض لصدمات حقيقية في الواقع.

مستقبل أفلام الرعب
 
ومع تزايد وتيرة عنف أفلام الرعب والإثارة مؤخرا، وخاصة مع تطور المؤثرات البصرية والخدع السينمائية، التي تساعد على الإغراق في عرض تفاصيل مؤلمة أو مقززة، فيما بات البعض يصفه بمتعة التلذذ بالعذاب Torture Porn، يتوقع الخبراء أن يؤدي ذلك لابتعاد الناس عن مشاهدة تلك الأفلام مستقبلا، حيث سيعيدون تقييم تجربة مشاهدتها، ويدركون أن عيوبها وأضرارها ربما تفوق متعتها.