فان ديزل وصيد ساحرات غير موفق في The Last Witch Hunter


في فترةٍ تلهث فيها هوليوود باستمرار لصناعة أفلام مغامرات وترفيه ضخمة، مقتبسة من أبطال الكوميكس، أو روايات مشهورة. أو لإعادة إنتاج كلاسيكيات قديمة. أو لصناعة أجزاء من سلاسل ناجحة. تصبح كل محاولة لصناعة فيلم ضخم الإنتاج من الصفر، خطوة تستحق الحفاوة والتشجيع. هذه المحاولات تملك فرصا للاختلاف، لمفاجئة الجمهور، لتقديم شيء منعش نسبيا.
بفضل هذه المغامرات الإنتاجية مع الأفلام الأوريجنال، ربحنا مؤخرا أفلاما حققت نجاحا على كل المستويات. على سبيل المثال Inception - Gravity - interstellar. بعضها أخفق أيضا ومنها مثلا هذا العام فيلم الأخوين واتشوسكي Jupiter Ascending، لكن حتى مع فشله، يُمكن التماس عناصر جودة وتميز وطموح.
اقرأ أيضا: كرنفال بصري وفوضى روائية في Jupiter Ascending
المؤسف مؤخرا أن أغلب الأفلام الضخمة غير التابعة لأي مما سبق، أصبحت لا تبدأ في الحقيقة من الصفر. أصبحت مُقيدة. أصبحت نمطا إنتاجيا لمحاكاة الموجود والناجح. أصبحت تبدأ بنية بناء سلسلة. فيلم The Last Witch Hunter أو صائد الساحرات ا?خير، للمخرج بريك إيسنر والنجم فن ديزل، نموذج لهذا النوع.
إجمالا الفيلم محاولة لإعادة تركيب معادلة: البطل الأسطوري القادم من زمن السحر وأشرار العصور الوسطى، لإنقاذ عالمنا المعاصر من خطرهم. وبنموذج قتال بصري يعكس مزيجا بين عناصر الزمنين. سيف ومسدسات مثلا.
المعادلة شاهدناها من قبل في أفلام كان أشهرها Highlander في الثمانينات، بالإضافة إلى سلاسل ناجحة مثل Blade و Underworld مؤخرا. يمكنك أيضا أن تلمح نفس التركيبة نسبيا مع Thor بطل مارفل. المقاتل الذي يستخدم مطرقة لمواجهة روبوتات عملاقة.
اقرأ أيضا: عصر مارفل يتوسع في Avengers: Age of Ultron
كولدر بطلنا هنا (فن ديزل) حارب واحدة من الساحرات الشريرات منذ 8 قرون، وانتهت المعركة بموتها وخلوده للأبد. ليواصل حربه ضدهم قرنا بعد قرن، وصولا إلى زمننا الحالي، الذي يحتاجه من جديد لمعركة أخرى مهمة فاصلة.
زار الثلاثي الذي كتب سيناريو الفيلم هذه المعادلة من قبل، في فيلمين غير ناجحين Priest 2011 - Dracula Untold 2014، ومن الغريب أن ينال الفرصة من جديد في فيلم أغلى إنتاجيا. الحوارات كالعادة سطحية ومملة، الشخصيات غير جذابة. والأحداث غير مترابطة.
مخرج الفيلم بريك إيسنر قدم فيلم مغامرات خفيف مقبول مع ماثيو ماكونهي بعنوان Sahara 2005 قبل أن يقدم في 2010 إعادة إنتاج جيدة جدا لفيلم الرعب The Crazies. أحد كلاسيكيات المخرج جورج روميرو مع الموتى الأحياء، والفيروسات التي تحول البشر إلى وحوش وخلافه.
هنا ورغم الميزانية المرتفعة، النتيجة أقل إثارة. أغلب مشاهد الأكشن ضعيفة. المونتاج يجعل بعضها غير مفهوم. والمؤثرات البصرية لم يتم تنفيذها بإتقان أو فاعلية، تليق بفيلم فئة ميزانيات الـ 100 مليون دولار.
أجواء الظلام ساهمت أيضا في إضعاف كثير من مشاهد الأكشن أكثر وأكثر، رغم اسم دين سيملر. مدير التصوير الحاصل على الأوسكار عن الرقص مع الذئاب Dances with Wolves، الذي يقدم عادة صورة أفضل.
في النهاية هو فيلم تابع لنجم، والمراد منه تدشين سلسلة وشخصية بطولية. فن ديزل حائر هنا مع شخصية لا تملك حضورا أو خفة ظل شخصية دومينيك تورينو في سلسلته الأشهر Fast & Furious أو هيبة شخصية ريديك Riddick التي قدمها سابقا 3 مرات.
اقرأ أيضا: نفس الفيلم.. ورقم مختلف في Furious 7
طبيعة الفيلم وأجواؤه المبالغ فيها، كانت تسمح بأجواء ساخرة لم يتم بناؤها. لاحظ مثلا كيف نجح ديزل سابقا في فعل ذلك مع شخصية زاندر كيج التي قدمها في xXx 2002 وسخر فيها من أفلام الجاسوسية، وبالأخص بوند.
ولأن كل شىء نمطي، والغرض منه محاكاة نموذج سابق، اختار صناع الفيلم مايكل كين، ليقدم دور الحكيم ذو الطابع الأبوي، الذي يعمل كمعاون للبطل ويرعى مصالحه. وهى نفس الشخصية التي قدمها سابقا في ثلاثية باتمان مع كريستوفر نولان. أداؤه مقبول لكن اختياره مُضر لأنه يستدعي مقارنات لن يربحها الفيلم.
مع نجم أقل وزنا ورقم تكلفة في فلك 30 مليون دولار، سيصبح من السهل نسبيا قبول فيلم بهذا المستوى، كعمل روتيني تقليدي متوسط آخر. مع نجم في وزن فن ديزل و 90 مليون دولار كميزانية، في مشروع ضخم بنية تدشين سلسلة، يصعب فعلا قبول الفيلم أو أو التماس أعذار لصناعه.
باختصار:
كفيلمٍ ضخم مصنوع لجمهور أبطال الكوميكس، وعشاق الإبهار والأكشن، لا يملك صائد الساحرات السحر البصري، أو معدلات المرح المطلوبة. كل شىء متوسط في أفضل الحالات.