يرتبط المصريون بالقفا ارتباطا خاصا حتى إن تراثنا الشعبي مليئ بالأمثلة التي تتحدث عن هذه المنطقة في جسم الإنسان، ومنها "ضرب القفا مهيفة، وشايفني مختوم على قفايا، وضرب القفا شفا، وعلى قفا من يشيل"، وغيرها.

الفراعنة والقفا

بحسب التراث، فإن ضرب القفا يعتبر أمرا مهينا للغاية لدى الشعب المصري، ويدل على الاستباحة والإذلال، حيث إن الفراعنة كانوا يخصصون تلك العقوبة للصوص فقط اعتقادا منهم أنهم الفئة الوحيدة التي تستحق تلك المهانة، كذلك كان المماليك يلجأون إلى هذا الأمر حينما جاءوا إلى مصر وكانوا يفرطون في ضرب الخدم والفقراء بتلك الطريقة فترسخت عادة الإذلال المقترنة بضرب القفا.

أيضا يقال إن الأمر قديما كان مرتبطا بالحمقى والمجانين في بعض الدول الإسلامية، ولكن ظل لضرب القفا في الثقافة المصرية شكلا خاصا، حيث أصبح رمزا فعليا للاستغفال والإهانة والتحقير.

عقوبة ضرب القفا في القانون

وبحسب قانون العقوبات، فإن الضرب بالقفا مثله مثل أي نوع من أنواع الضرب، فإذا ثبت للقاضي يحكم بالتعويض على الضارب بغرامة لاتزيد عن مأتي جنيه، لكن ما يحدث عادة هو أن الشخص المضروب يكون قد حصل على إهانة لاتقدر بثمن وفقا للثقافة المصرية.

كثير من الأفلام القديمة مليئة بتلك المشاهد التي رسخت للضرب على القفا سواء بالسخرية أو بالمشاهد الجادة كما في فيلمي "البرئ والفتوة"، ومؤخرا طال هذا الأمر سياسين وإعلاميين.

في العالم.. الوجه منطقة محرمة

تشترك دول العالم جميعها في أن صفع الوجه يعتبر إهانة لا تغتفر وأمرا مشينا سواء لمن يفعله أو من يقع عليه.