بين حلقات السامر وشاعر الربابة والسيرة الهلالية قضى المصريون ماضيهم، فأين الحكي في حاضرهم؟، هل مات شغف المجتمع المصري بالحكاية؟، أم انتقل ذلك الشغف للمسرح والدراما والسينما؟

رغم عدم اهتمام الإعلام به منذ سنوات، إلا أن لفن الحكي من يحميه ويقدمه، مثل الفنان حسن الجريتلي، مؤسس فرقة "الورشة" المسرحية منذ عام 1987.

حيث قدم أعمالا مقتبسة عن مسرحيات لـ"بتر هاندكه، ودايو فو، وفرانكا راما"، وقامت فرقة الورشة بتمصير الثلاثية المسرحية "أوبو" لألفريد جاري.

من أهم أعضاء فرقة الورشة المخرج والكاتب مصطفي درويش، وزوجته الفنانة عارفة عبدالرسول، الحكاءة والممثلة المصرية.

وذكرت الفنانة عارفة عبدالرسول في حوارها مع "دوت مصر" أن "الحكايات أجمل ما يجمع الناس في مصر، ويكمن جمال فن الحكي في بساطته وقربه من الروح المصرية".

عارفة عبد الرسول صاحبة حكايات بنت البقال، التي تروي فيها تجربتها الشخصية في حي الحضرة الشعبي بالإسكندرية، التي نجحت بشكل ملحوظ، وطلب منها المخرج الكبير هاني فوزي أن يحولها لعمل سينمائي، وبالفعل يتم تصويره خلال هذه الأيام.

بدأت عارفة عبدالرسول حياتها في إذاعة الإسكندرية بتقديم مسلسلات إذاعية، ثم انتقلت إلى المسرح، وفي عام 1983 قدمت بالاشتراك مع زوجها مسرحية "ليلى والمجنون" وهي مسرحية شعرية من ثلاثة فصول للشاعر صلاح عبدالصبور.

بعد سنوات من العمل في المسرح، التحقت الفنانة بفرقة الورشة وقدمت أول عرض حكي لحكايات بنت البقال من إعداد مصطفي درويش عام 2003 في "الجزويت" بالإسكندرية.

ومن هنا كانت بداية حكايات بنت البقال، التي كتبت علي ثلاثة أجزاء قدمتها "الورشة" في المسارح المصرية والعربية والعالمية أيضا، حيث سافرت الورشة فرنسا أكثر من مرة وقدمت عروضا مختلفة بترجمة فورية، بجانب تقديم عروض في العديد من البلدان العربية، والمشاركة في مهرجان "حكايا" بالأردن، بالإضافة لتقديم عروض مختلفة في تونس وسوريا وقطر وجنوب إفريقيا ورام الله.

الجدير بالذكر أن فرقة الورشة هي أول فرقة مصرية تشارك في مهرجان "أفينيون" الفرنسي، وهو أكبر مهرجانات المسرح.

شاركت الفنانة عارفة في العديد من الأعمال الدرامية مثل بدون ذكر أسماء، موجة حارة، فرح ليلى، عايزة أتجوز، امبراطورية ميم.

وأكد المخرج مصطفي درويش لـ"دوت مصر": "فن الحكي هو حالة مسرحية بتقنيات تختلف عن تقنيات المسرح أهمها اللغة، فالحكي علاقة بين مرسل ومُستَقبِل، وأضاف أن من حق الحكاء أن يستخدم بعض تقنيات المسرح من إضاءة وموسيقى".

وذكرت عارفة عبدالرسول "أن التاريخ الحقيقي لا يكتبه المؤرخون لأن المنتصر هو من يكتب التاريخ أو يزيفه –على حد تعبيرها- لكن الحكي هو خير ما يؤرخ للأحداث الحقيقية حيث أنه يُحكى على لسان الشعب الذي عاش كل التفاصيل، ولن يضطر أن يدلس أو يزيف".

تقدم الورشة 6 عروض خلال رمضان المقبل، في مقر الورشة ومكتبة جامعة القاهرة، والمنيا وسيوة وقنا.