توفي الفنان غسان مطر عن عمر يناهز 76 عاما، تاركا خلفه العديد من المواقف الإنسانية و"الإيفيهات" الكوميدية، التي تعد من أشهر الجمل السينمائية، ويعد أبرزها "اعمل الصح"،  تلك الجملة التي علقت في أذهان الملايين من الشباب، الذين شاهدوا فيلم "لا تراجع ولا استسلام". 

ورغم السخرية التي تحملها الجملة، إلا أنها قد تصلح لتستخدم في مناهج ودراسات التنمية البشرية لأنها "بتجيب من الآخر"، أيا كان المطلوب. ومهما كان السؤال، تظل الإجابة بمنتهى السهولة "اعمل الصح".

"دوت مصر" يطرح تساؤل "هل عمل غسان مطر الصح؟!"، وهل تصلح هذه الجملة أن تكون عنوانا لحياته؟

الكفاح الفلسطيني
جنسيته الفلسطينية حتمت عليه المساهمة في إظهار المقاومة والكفاح، من خلال بدايته في السينما، فشارك في العديد من الأفلام في السينما المصرية، منها الفلسطيني الثائر، والذي قام بتأليفه "كلنا فدائيون"، وكان يفضّل أن يصبح ضابطا في جيش التحرير الفلسطيني، لكن القدر منعه من ذلك، كما أنتج فيلم "بركان الغضب" من بطولة تامر هجرس، وتدور أحداثه عن الانتفاضة الفلسطينية.

كما أعد "أوبريت" عن غزة بمشاركة عدد من الفنانين العرب، مشيرا إلى أن "دوره كفنان لا يختلف عن دوره السياسي".

مستهدف يفقد أسرته

فقد مطر عائلته المكونة من زوجته وأمه وابنه، في حرب المخيمات بلبنان عام 1985، إلا أنه صرح بأنه كان المستهدف من تلك العملية، لكنه تماسك واستكمل حياته، محاولا شق طريقه.

اتهام بالتحريض

عندما كان عمره 16 عاما، تم اتهامه بالتحريض، بعد ما قرأ أحد خطابات عبدالناصر أثناء العدوان الثلاثي، ما أدى إلى أن أحد الأشخاص كاد أن يفجّر أنابيب البترول في طرابلس، تأثرا بالخطاب، والذي اعترف بعد القبض عليه بأن غسان مطر هو الذي حرضه، عندما قرأ ذلك الخطاب أمامه، وتم الحكم عليه بالحبس 3 أشهر، مع وقف التنفيذ.

فصله من الإذاعة
فُصل من الإذاعة اللبنانية بعد تلقيه اتصالا بمنع بث إحدى حفلات الراحل عبدالحليم حافظ، وهو ما رفضه، والتي كان سيغني فيها للمرة الأولى أغنية "فدائي"، تيمنا بالعمليات الفدائية، على خط السويس أثناء النكسة.

تكوين ميليشيات عسكرية

وصف غسان مطر، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأنه "الأب الروحي له، وأنه كلفه بمهام عديدة، منها إنشاء أول ميليشية عسكرية في لبنان عام 1967، وكان حلقة الوصل بينه وبين القاهرة قبل كامب ديفيد".