"آه لو تعلمون ما فاتكم!".. لما تركتم الحياة وتمسكتم بتلابيبها، لطعتنم الموت قبل أن يباغتكم بسلب أرواحكم واحدا تلو الآخر، أي لحظة قد فوتم! وإلى أي طريق قد انتهيتم.. فلتعودوا للحياة ولو للحظة لتعيشوا ما عشناه.. استفيقوا وعودوا للحياة الدنيا، نبشركم بأنها لم تعد دنيا، بل أصبحت جنة في عهد مارادونا.

يا أهل المقابر، يا موتى الجنوب.. هلموا إلى عالمنا وعودوا لنا من جديد، فالفرحة لن تكتمل بدون أرواحكم التي رحلت قبل لحظات المجد .. "لو تعلمون ما فاتكم!.. نابولي بطلا للدوري يا رجال!".

مع نهاية موسم 1986/1987، عانق نابولي بفضل أسطورته الأرجنتيني، دييجو مارادونا، المجد ولامس السماء بعد تتويجه بطلا للكالتشيو لأول مرة في تاريخه، متفوقا لأول مرة على كبار إيطاليا، فقط في عهد الأرجنتيني.

لم يمر هذا الحدث مرور الكرام على سكان نابولي، فكرة القدم هواء يتنفسوه وليست لعبة تُركل بالأرجل، بل هي الحياة ودونها يذهب كل شيء للجحيم.

جن جنون سكان الجنوب وهرولوا إلى الشوارع احتفالا بالإنجاز التاريخي، لتغزوا حشودهم المقابر وتُعلق اللافتات وتسطر العبارات على شواهد القبور لتكون الرسالة إلى عالم الأموات "آآآه لو تعلمون ما فاتكم!".

إنجاز نابولي كان الأول ولكنه تكرر مجددا في عهد الأسطورة الأرجنتيني، ليعود الفريق لحصد اللقب مجددا في موسم 1989/1990، ليخلد اسمه بأحرف يخجل الذهب أن يخالطها، لعظمة الاسم الخالد في أذهان عشاق نابولي وكرة القدم الإيطالية.

اليوم يحتفل رمز كرة القدم الأول بعيد ميلاده الـ57، ليحتفل أهالي نابولي معه بإنجازات استثنائية لم تتكرر ولم تحدث سوى في عهد خير من لامست أقدامه الساحرة المستديرة، فليحيا فتى أرجنتيني لامس السماء بسحره وعانق المجد بأقدامه، وليحيا الرقم 10 خالدا باسمه، دون أن يلامس جسد آخرين من بعده.