علماء: قناة السويس قد تخل بالتوازن البيئي وتضر بالاقتصاد
هرتزليا (إسرائيل)- رويترز:
تمر بعض الكائنات العجيبة في قناة السويس كل يوم وأسفل هياكل سفن الشحن العملاقة التي تمر في القناة، كما تعبر أيضا كائنات لا تعد ولا تحصى لتستقر في البحر المتوسط ملحقة الضرر بالنظام البيئي المحلي والاقتصادات الساحلية.
ومع تخطيط مصر لحفر قناة جديدة موازية للممر المائي، الذي حفر قبل 145 عاما، وبتكلفة تقدر بثمانية مليارات دولار، وهو مشروع يقول المسؤولون المصريون إنه سيعزز التجارة العالمية، فإن غزو هذه الكائنات عبر البحر الأحمر يمكن أن يشهد زيادة كبيرة.
تقول "نوا شينكار"، من قسم علم الحيوان في جامعة تل أبيب ومتحف التاريخ الطبيعي، إنه "إذا زاد عدد السفن واتسعت القناة، فإن احتمال وصول هذه الأنواع سيزداد كثيرا". ودعت "شينكار" علماء من دول البحر المتوسط للمشاركة في ورشة عمل هذا الأسبوع في إسرائيل لوضع خطة؛ تأمل أن تحد من آثار توسيع القناة.
ولم تمثل مصر في ورشة العمل. ولم يتسن لرويترز الاتصال بمسؤولين مصريين على الفور للتعليق.
ويسير غزو الكائنات في معظم الأحيان تبعا لتيارات المياه إلى الشمال من البحر الأحمر. وقالت "شينكار" إن ما يزيد على 700 نوع من الكائنات البحرية الدخيلة تعيش الآن في البحر المتوسط. ويمكن لهذه الأنواع أن تسافر متطفلة على هيكل السفينة أو السباحة ببساطة عبر القناة. وبعد ذلك تدفع التيارات المائية التي تتحرك عكس اتجاه عقارب الساعة هذه الكائنات إلى الشاطيء الشرقي للبحر المتوسط، ومع مرور الوقت قطع بعضها ثلثي المسافة إلى جبل طارق في الغرب.
ويشمل الوافدون الجدد مجموعة متنوعة من الرخويات والأسماك والقشريات وأنواعا اخرى وفقا لـ"شينكار"، لكن من الصعب التنبؤ أيها سيتمكن من القيام بهذه الرحلة.
وتهدد الآن أسراب قناديل البحر، التي غزت سابقا في فترة السبعينيات، المصطافين وتسد أنابيب محطات الطاقة في إسرائيل. وأصبح السمك البخاخ السام مصدر إزعاج شديد للصيادين المحليين. وتهدد ما تعرف بنافورات البحر أو المزقييات التي تلتصق بالجزء السفلي من السفن بأن تغطي قاع البحر.
وتتضمن إجراءات المكافحة الممكنة إقامة حاجز من المياه شديدة الملوحة عند مخرج القناة، أو إنشاء تيار قوي يصعب على هذه الكائنات الهجرة من موطنها الأصلي. وكان في قناة السويس حاجز طبيعي داخل الممر المائي يتمثل فيما تعرف باسم البحيرات المرة، والتي توجد بها مياه شديدة الملوحة عرقلت مرور الكائنات البحرية. لكن على مدار قرن من تطور القناة فقدت هذه البحيرات تأثيرها.
ويقر أستاذ علم الحيوان في جامعة سالينتو الإيطالية، "فرديناندو بويرو"، أن قناة السويس من الحالات السيئة في إخلال التوازن البيئي، لكن غزو الكائنات البحرية يحدث في جميع أنحاء العالم. وقال إنه بمجرد وصول نوع من الأنواع إلى غير موطنه الطبيعي يتعذر في معظم الأحيان القضاء عليه، مضيفا "ليست هناك حلول بسيطة للمشاكل المعقدة. وهذه المشكلة معقدة للغاية".