التوقيت الجمعة، 06 يونيو 2025
التوقيت 09:56 م , بتوقيت القاهرة

رحلة البحث عن "الحي الصيني" في المطرية

وسط ضجيج زحام ساعة الذروة، لا تستطيع عيناك رؤية أرض ميدان المطرية.. من هنا بدأت رحلة بحث "دوت مصر" عما يطلق عليه "الحي الصيني" في المطرية، ورصد حقيقته من روايات سكانها.


"أروح الحي الصيني إزاي لو سمحت؟!"، كان هذا السؤال الذي وقف أمامه الكثير من العابرين لميدان المطرية دون إجابة، أو عبارات: "مافيش هنا غير سوقين، سوق الخميس، وسوق الخضار"، أو "مافيش حاجة هنا بالاسم ده"، أو "قالك فين؟!".


وأخيرًا، أخبرنا مالك أحد المطاعم العتيقة بالميدان، أن الحي الصيني قابع في منطقة الكابلات، التي تبعد عن الميدان بحوالي ربع ساعة ركوبًا في الموصلات العامة.


وهنا بدأت المرحلة الثانية من الرحلة، وعندما استقلينا أحد الحافلات المتوجهة لمنطقة الكابلات، وسألنا السائق على الحي الصيني، لم يكن على دراية به، ولكن سرعان ما أجابتنا أحد الراكبات: "تقصدي الشارع إلي فيه صينيين كتييير..آه ده في شارع الجيش، أنا نازلة هناك".


وعلى عكس ما تراودك من خيالات لن ترى في الحي الصيني وابلًا من المحال الصينية، فالشارع الهادئ لم يحتوِ سوى على 4 حانات مغلقة يمتلكها صينيون، هائمون في أرض مصر الواسعة، لا يفتحونها إلا في ساعات متأخرة من كل يوم.


تقف "يويا" الصينية، في العقد الرابع من عمرها، بعد الساعة الرابعة عصرًا أمام محلها الصغير، تحت أحد البيوت، لتفتحه، وقالت لـ"دوت مصر" بحروف عربية متلعثمة، أنها تعمل في تجارة الملابس الجملة للصينيين في مصر، وفي اتجاه آخر من الشارع، يأتي "لولو" شاب في العقد الثاني من عمره، يشتري البضائع بالجملة من السيدة "يويا" ليسافر ويبيعها في الأرياف المصرية.


ولصعوبة التعامل مع الصينيين، يقول الحاج محمد إبراهيم، أو كما يدعى بالمنطقة "أبودينا"، مالك أحد محال الحلاقة المجاورة لمحل السيدة "يويا"، أن تلك المنطقة يقطنها من 700 إلى 1000 صيني وصينية، بسبب رخص العقارات فيها، وعادة ما يستأجر الشقة الواحدة أكثر من عائلة صينية، كل عائلة يشغلون غرفة.


ويبرهن "أبودينا" على قلة محال الصينيين في الحي، بأن ليس جميع الصينيين بالمنطقة يمتلكون المحال، حيث يشترون البضائع من تجار الجملة ثم يذهبون منذ الصباح الباكر إلى الأرياف المصرية ليبيعوها، بينما يوجد 4 منهم وهم يصنفوا برؤسائهم هم من يجلبون البضائع من الصين ويوزعوها على صغار التجار.


ومن جهة أخرى، يقول الحاج مالك، الذي يعمل كسمسار لتأجير الشقق للصينيين بالمنطقة، أن الصينيين لا يتعاملون مع مصريين إلا بالكاد، حتى لا يبيعون لهم بضائعهم، بسبب المماطلة في الدفع ورخص الأسعار.


ويتابع الحاج مالك، أنه لا يظهر عادة الصينيين نهارًا بالمنطقة، لكونهم ينتشرون منذ الصباح الباكر لبيع بضائعهم في المناطق الشعبية، ولكن في الليل يتحول شارع الجيش إلى حي صيني، يندر فيه ظهور المصريين.