التوقيت الأربعاء، 16 يوليو 2025
التوقيت 08:00 م , بتوقيت القاهرة

دير شبيجل: آلاف الألمانيات اغتصبن من أمريكيين بعد الحرب

ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، اليوم الأربعاء، أن التصور العام للجنود الأمريكيين في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب، أنهم محبوبون ومن أصحاب التصرفات الحسنة، لكن كتابًا جديدًا يزعم أن الجنود الأمريكيين اغتصبوا نحو 190 ألف امرأة ألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتساءلت المجلة: هل هناك أي شيء يثبت حقيقة هذا الزعم؟


وسلطت المؤرخة الألمانية ميريام جيبهاردت في كتابها الضوء على هذه التصرفات، وسردت قصة حدثت في مارس 1945، قائلة إن جنودًا أمريكيين وصلوا إلى "دوسك"، واقتحموا منزلاً، وحاولوا إجبار امرأتين على الصعود إلى الطابق الأعلى، لكن كاثرين دبيلو وابنتها شارلوت تمكنتا من الفرار، غير أن الجنود لم يستسلموا بهذه السهولة وبدؤوا تفتيش جميع المنازل في المنطقة، وأخيرًا وجدوهما في دورة مياه منزل مجاور قبل منتصف الليل بقليل، وبعدها قام ستة جنود باغتصابهما دون رحمة.


وذكرت المجلة أن مئات الآلاف وربما الملايين من نساء ألمانيا تعرضن للمصير نفسه في ذلك الوقت، ورغم أن مثل حوادث الاغتصاب الإجرامية هذه كان يلقى اللوم فيها على القوات السوفيتية في شرق ألمانيا، إلا أن هذه الحالة مختلفة، فالمغتصبون هنا جنود من الولايات المتحدة الأمريكية، ووقعت الجريمة في سبرندلينجن، وهي قرية بالقرب من نهر الراين في الغرب. 


ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، تقدم نحو 6.1 مليون جندي أمريكي في عمق ألمانيا، وفي النهاية التقوا القوات السوفيتية عند نهر إلبه، وفي الولايات المتحدة استقبل هؤلاء استقبال الأبطال الذين حرروا أوروبا من النازي وأطلق عليهم "الجيل الأعظم"، حتى الألمان كونوا صورة إيجابية لمحتليهم ووصفوهم بأنهم جنود ممتازون كانوا يوزعون الحلوى على الأطفال، وتوددوا إلى نساء ألمانيا بالهدايا. 


لكن المجلة تساءلت: هل هذه الصورة تتفق مع الواقع؟


ونشر المؤرخة الألمانية جيبهاردت كتابًا يلقي بظلال الشك على "النسخة المسلم بها للدور الأمريكي في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب".


وأوضحت "دير شبيجل" أن العمل الذي خرج إلى النور في ألمانيا، أمس الأول الإثنين، يلقي بنظرة أقرب على اغتصاب الألمانيات من قبل كل المنتصرين بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن وجهة نظر المؤرخة بشأن سلوك الجنود الأمريكيين ربما يثير علامات التعجب، إلا أنها قالت إن الجيش الأمريكي اغتصب نحو 190 ألف ألمانية مع حلول الوقت الذي استعادت فيه ألمانيا الغربية سيادتها عام 1955، ووقعت غالبية الاعتداءات في الشهور التي أعقبت الغزو الأمريكي لألمانيا النازية. 


وتزعم مؤلفة الكتاب أن ما سردته جاء بناء على تقارير احتفظ بها قساوسة في ولاية بافاريا في صيف 1945، وكتب مايكل ميركسمولر، وهو قس في قرية رامساو بالقرب من برتشتسجادين في يوليو 1945، على سبيل المثال " ثماني فتيات اغتصبن أمام آبائهن".


وكتب الأب أندريس فينجاند في يوليو 1945 أيضًا: "أشد الأحداث حزنًا في أثناء تقدم القوات الأمريكية، كان ثلاث عمليات اغتصاب بحق امرأة متزوجة، وأخرى غير متزوجة، وفتاة بكر عمرها 16 عامًا ونصف، وارتكب الجريمة جنود أمريكيون سكارى". 


وقاد هذا السلوك المشين مؤلفة الكتاب إلى مقارنة سلوك الجيش الأمريكي بالتجاوزات العنيفة التي ارتكبها الجيش الأحمر في ألمانيا الشرقية، والتي شملت أعمالاً عدوانية وعمليات اغتصاب وحوادث نهب جراء الغزو السوفيتي، وقالت المؤرخة إن الانتهاكات لم تكن مختلفة في غرب المانيا عن شرقها.