ألويس برونر.. "طاهي اليهود".. آخر رجال هتلر


"ألويس برونر"، أحد أشهر مجرمي الحرب النازيين الذي ظلت تطارده الأجهزة الإسرائيلية لفترة طويلة، ولكن وفاته في النهاية سبقتهم.
ويعتبر "برونر" من أشهر رجال هتلر فيما يتعلق بقضية الهولوكوست، حيث كان يمارس المحرقة بنفسه لمجموعات كبيرة من اليهود، حتى سمي بـ"طاه اليهود"، فمن هو ألويس برونر؟.
نشأة برونر
ولد برونر في مدينة روهربرون Rohrbrunn، بالنمسا، في 8 من أبريل عام 1912، وانضم إلى الحزب النازي في سن الـ19 والتحق بتنظيم "Schutzstaffel" "SS" المعني بحراسة أدولف هتلر عام 1938 عندما بلغ 26 عاما.
سفاح اليهود
عمل برونر مع القائد النازي الشهير أدولف إيخمان في المكتب المركزي للهجرة اليهودية في فيينا، وهو المركز الذي كان يجبر اليهود على الهجرة، وفي أكتوبر عام 1939، نظم برونر وسائل النقل الأولى إلى بولندا، وهو مشروع تجريبي للترحيل الجماعي لليهود لمعازل "الجيتو" ومعسكرات الموت في الشرق.
وبحكم منصبه كمدير للمكتب المركزي للهجرة اليهودية بفيينا (1940-1942)، قام برونر بترحيل كل من حصل على استثناءات من التهجير، مثل كبار السن والأيتام، برغم معرفته بمصير هؤلاء المهجرين، لأنه كان يقوم بزيارة أحياء الأقليات وكذلك المخيمات.
ويقول موقع "يور ديكشونوري" أن أساليب تعذيب برونر الشخصية لليهود تجاوزت احتياجات السياسة النازية، وفيما يتعلق بتكتيكات التعذيب التي كان يقوم بها بكفاءة في النمسا، فقد نما علم السلطات العليا بها وجرى تفعيلها في أماكن آخرى.
وعمل برونر على إثبات نفسه للقيادات، بعدما تم تكليفه بالعمل في مركز تجمع للثقافة اليهودية من طائفة الحرديم في أوروبا، فقام بإجبار يهود سالونيكا على ترحيلهم من مكانهم وتسكينهم في جيتو، في حين استقر هو في قصر به حدائق فاخرة من الخارج وغرف التعذيب تحته.
ومن ضمن الأفعال الشنيعة التي قام بها، تعبئة كل 2000 يهودي في عربة مغلقة لمدة 10 أيام وبعدها يصلون إلى غرف التعذيب، ومع انتقاله للعمل بفرنسا، وقبل وصوله، تم ترحيل اليهود الذين ولدوا خارج فرنسا، بالإضافة إلى إرساله لليهود الفرنسيين إلى معسكرات الموت أيضا، وكان يصف أطفال اليهود بـ "إرهابيو المستقبل".
مطلوب مجرم حرب
وعقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، سجن برونر من قبل الحلفاء، ولكن من خلال استخدامه لاسم مستعار حصل على إطلاق لسراحه، وبعد ذلك، هرب إلى سوريا عام 1954، حيث عاش لأكثر من 40 عاما تحت الحماية السورية، ورصد مراقبو الأنشطة النازية وجود برونر في دمشق تحت اسم "جورج فيشر" حيث كان يقوم بتقديم خدماته لجهاز المخابرات السورية لخدمة نظام الأسد.
شبح الموت في كل مكان
وفي عام 1954، حكم عليه بالإعدام في فرنسا غيابيا، وبعد فترة وجيزة من الحكم، تعرض برونر لمحاولة اغتيال من خلال فتحه لبريد مرسل إليه من فيينا، كان يحتوي على قنبلة قوية أدت إلى بتر أربعة أصابع من يده اليسرى، كما أدت إلى أصابته بالعمى جزئيا، بالإضافة إلى عملية أخرى كان ورائها الموساد الإسرائيلي.
وكان يعيش برونر تحت حماية الحرس الحكومي السوري المسلح الذي كان يقف خارج الشقة التي يسكنها في أحد المباني بالطابق الثالث لسنوات عديدة، وقيل إنه كان يحمل "السيانيد"، غاز سام، معه في جميع الأوقات لتناوله في حال القبض عليه.
قال وقالوا
وصف رئيس تنظيم حماية هتلر، أدولف إيخمان، برونر، بأنه "واحد من أفضل الرجال"، كما يقول عنه شهود بأنه "الأكثر شراسة" بين كل الجلادين، أما برونر، في مقابلة نادرة عام 1985، لم يظهر أي ندم على أنشطته في زمن الحرب.
الوفاة أخيرا
أعلن مدير مركز سيمون فيزنتال في القدس، إفراييم زوروف، أنه من المرجح أن يكون ألويس برونر، أحد الذين لا يزال البحث عنهم جاريا، قد توفي في سوريا قبل أربع سنوات. قائلا: "أنا شبه متأكد من أن برونر فارق الحياة قبل 4 سنوات في سوريا التي كان لجأ إليها عبر مصر، وعمل بها مستشارا للأسد في مجال التعذيب والأمن والتعامل مع يهود سوريا، متابعا: "حصلنا على هذه المعلومات من عميل سابق للاستخبارات الألمانية".