التوقيت الإثنين، 07 يوليو 2025
التوقيت 01:17 م , بتوقيت القاهرة

المسؤولون الألمان.. "مندبة" على "الهولوكوست"‎

 أقرت ألمانيا في عام 1985 قانوناً يمنع إنكار المحرقة ويعتبره مهينا لكرامة الإنسان. وفي عام 1994، تم تعديل القانون ليقر بأن إنكار المحرقة يعتبر جريمة جنائية حسب قانون مكافحة التحريض. وبالإضافة الي ذلك، يمنع هذا القانون استعمال الرموز والشعارات النازية، أو إنكار جرائم النظام النازي وتأييد أعماله.


وبرغم هذة الاجراءات وغيرها من سبل الدعم المباشر الا أن القيادة السياسية الألمانية مازالت تشعر بندم كبير بسبب ما قام به النازيون تجاه اليهود.


"الحاخامة" ميركل


عبرت المستشارة الألمانية، في أكثر من مناسبة مختلفة،  عن دعمها الكامل لإسرائيل والرفض التام لكل صور معاداة السامية.


وأكدت ميركل، خلال احتفالية الذكرى الـ70 لتحرير معسكر الموت النازي في أوشفيتز، على رفضها التام لوجود أي صورة من صور معاداة السامية في المجتمع الألماني قائلة:"إن الألمان لديهم مسؤولية أبدية لمقاتلة جميع أشكال معاداة السامية والعنصرية"، بحسب  وكالة "رويترز".


وأعربت ميركل عن رفضها التام لنبرات العنصرية والتطرف التي ظهرت حاليا فى المجتمع الأوروبي مشيرة لمعادة السامية خاصة، قائلة: "علينا أن نحارب معاداة السامية وجميع أشكال العنصرية من البداية".



وشددت على انه من العار أن بعض اليهود أو من يبدون تأييدا لإسرائيل تعرضوا للتهديد أو الهجوم في ألمانيا التي تتحمل مسؤولية جرائم النازي، مشيرة إلى أن حماية الطائفة اليهودية واجب وطني.


وكانت ميركل قد أدلت بعدة تصريحات أيضا فى نوفمبر الماضي خلال تظاهرة رافضة لمعاداة السامية فى المجتمع الألماني أبرزها كان:"من الرائع أن أكثر من مئة ألف يهودي يعيشون الآن في ألمانيا وتنامى عدد أفراد الطائفة اليهودية بصورة مطردة في العقود التي تلت الحرب الباردة".


الندم مطلوب


وفى نفس السياق  حث الرئيس الألماني  يواخيم جاوك، خلال العام الماضي بحث مواطنيه على التحلي بالشجاعة الأدبية الكافية لمواجهة الشعارات المعادية للسامية التي ترددت في الأيام الأخيرة، في إطار مظاهرات مناهضة للعملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل في قطاع غزة وأكد موقف قائلا:"أناشد جميع الألمان وجميع المقيمين هنا بأن يرفعوا أصواتهم كلما ظهر عداء جديد للسامية في الشارع الألماني"، بحسب موقع "دويتش فيلا" الألماني.


كما أدان المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ترديد هتافات معادية للسامية، خلال المظاهرات المحتجة على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال رئيس المجلس، أيمن مزيك، وقتها :"إن من ينشر كراهية اليهود أو يزعم أنه مضطر لنشر العداء للسامية في سياق الحرب على غزة ليس له مكان بيننا في الجالية الإسلامية". وطالب مزيك المتظاهرين والرأي العام في ألمانيا بالتزام الحد الفاصل بين النقد المسموح به لدولة إسرائيل وتدخلها العسكري في غزة والتصريحات المعادية للسامية.


وفى إطار نفس الأحداث نقل الموقع الألماني دويش فيلا، عن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير:"إن كراهية اليهود في زيادة من جديد في بلاده وفي أجزاء مختلفة من أوروبا نتيجة العنف المتصاعد في الشرق الأوسط". وأضاف: "إن يهود ألمانيا تعرضوا لتهديدات وهجمات خلال مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، وإنه يجب عدم استخدام الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، ليكون مبرراً لسلوك معاد للسامية".



وعلى الجانب الأخر كان الممثل الألماني الخاص للعلاقات مع المنظمات اليهودية، فيليكس كلاين، قد أكد من قبل، ان ألمانيا مستعدة لتخصيص أموال لتكييف التعليم حول معاداة السامية لطلابها المسلمين.


وفي نفس الإطار اكد المستشار الالماني، جيرهارد شرويدر، من قبل  علي التزام بلاده محاربة ما اسماه  بـ"اللاسامية" داعيا المجموعة الدولية الى التفاعل بحزم وشجاعة في مواجهة كراهية الساميين كما ذكر موقع "فرانس 24" الإخباري، واعتبر شرويدر تصدي المانيا ضد اللاسامية واجبا تاريخيا ومسؤولية تتحملها المانيا حاليا ومستقبلا.


أفعال لا أقوال


وهنا يشار إلى أن ألمانيا هي المورد الرئيسي لأهم الأسلحة وأفضل الغواصات الحربية لإسرائيل. كما انها تعمل على توفير تعويضات ومعاشات لضحايا محرقة "الهولوكوست"، وذلك على خلفية  شعور ألمانيا الدائم بعقدة الذنب تجاه محرقة الهولوكوست.


كما أنها قامت بتوقيع اتفاقية تعويضات في لوكسمبورج، بتاريخ 10 سبتمبر/ أيلول عام 1952، لتعويض اليهود الناجين من محرقة الهولوكوست ولدولة إسرائيل باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود.



وفي إطار هذه الاتفاقية قامت ألمانيا بدفع 3 مليارات مارك ألماني غربي لدولة إسرائيل خلال 12 عاما ما بين عام 1953 و1965 ، كما التزمت الحكومة أيضا بدفع معاش شهري لكل يهودي أينما كان، إذا قدم ما يثبت تعرضه لمطاردة الحكم النازي في أوروبا منذ 1933 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.